بدأ المجلس الأعلي للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد – والجريدة ماثلة للطبع – بعد إعلان السيد عمر سليمان بيانا قصيرا في لحظة تاريخية جاء فيه أن الرئيس محمد حسني مبارك قرر التخلي عن منصبه كرئيس للجمهورية وكلف المجلس الأعلي للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد.
وبهذا يصبح وزير الدفاع المصري محمد حسين طنطاوي هو رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي تولي السلطة في البلاد بعد تنحي الرئيس.
وما إن سمعت الحشود في مصر البيان الرئاسي حتي سادت حالة من الفرح الشديد وباتوا يهتفون مصر حرة.. مصر حرة, وسط الزغاريد والرقص والغناء.
وأدلت القوات المسلحة بالبيان الثالث لها والذي قالت فيه في هذه اللحظة التاريخية الفارقة وبصدور قرار الرئيس بالتخلي عن منصب رئيس الجمهورية وتكليف المجلس الأعلي للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد فنحن نعلم جسامة الأمر وخطورته, فإن المجلس الأعلي يتدارس هذا الأمر للوصول لتحقيق آمال شعبنا العظيم, وأن المجلس الأعلي للقوات المسلحة سيدرس لاحقا التدابير التي ستتبع من أجل تحقيق الشرعية الدستورية لا أن يحل محلها, وأكد المجلس أنه لن يكون بديلا عن الشرعية التي يرتضيها الشعب.
وتقدم المجلس بكل التحية والتقدير للسيد الرئيس علي ما قدمه في مسيرة العمل في الحرب والسلام, وفي تفضيل المصلحة العليا للوطن, وتوجه المجلس بكل التحية والإعزاز لأرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية.
وكان البيان الثاني للمجلس العسكري الأعلي في مصر قد أكد أن الجيش سيضمن إنهاء حالة الطوارئ فور انتهاء الظروف الحالية, والفصل في الطعون الانتخابية, وما يلي بشأنها من إجراءات, وإجراء التعديلات التشريعية اللازمة, وإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة, في ضوء ما تقرر من تعديلات دستورية.
وقال البيان إن القوات المسلحة المصرية تؤكد علي عدم الملاحقة الأمنية للشرفاء الذين رفضوا الفساد وطالبوا بالإصلاح, وتحذر بعدم المساس بأمن الوطن والمواطنين, كما تؤكد ضرورة انتظام العمل بمرافق الدولة وعودة الحياة الطبيعية, حفاظا علي مصالح وممتلكات شعبنا العظيم.
وقد سادت ردود فعل محلية وعالمية حول تنحي الرئيس مبارك حيث قال محمد البرادعي إن مصر تحررت أخيرا, ووصف اليوم بأنه أعظم يوم في حياته كما أعلن أنه لن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية: أتطلع إلي المستقبل لبناء إجماع وطني في مصر في المرحلة المقبلة. هناك فرصة كبيرة الآن بعد هذه الثورة البيضاء وتنحي الرئيس.
وفي عمان عبرت الحكومة الأردنية عن ثقتها في قدرة الجيش المصري علي قيادة تحول البلاد نحو مرحلة جديدة من الاستقرار والرخاء, وأنه سيعزز دور مصر المحوري.
ورحبت قطر بتنازل الرئيس المصري حسني مبارك عن السلطة للمجلس العسكري الأعلي واعتبرت ذلك خطوة إيجابية, وقالت إنها تتطلع إلي علاقات متميزة مع مصر.
وأعربت إسرائيل عن أملها في أن تتم عملية انتقال السلطة بهدوء, وأكد مسئول إسرائيلي في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية علي الحاجة الملحة للحفاظ علي معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية.
ونقلت وكالة رويترز عن مسئول إسرائيلي بارز قوله إنه من المبكر التنبؤ بتأثيرات تنحي مبارك علي الأوضاع في المنطقة.
وأضاف: نأمل أن يتم التحول إلي الديموقراطية في مصر بشكل سلس ويخلو من العنف, وأن تحترم اتفاقية السلام.
وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن ترحيبها بتنحي مبارك ووصفت القرار بالتاريخي, بينما أعلنت إسرائيل عن أملها بانتقال هادئ للسلطة.
ورحبت كاثرين أشتون مفوضة شئون السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي بتنحي الرئيس وطالبت بإجراء إصلاحات سياسية وانتخابات حرة ونزيهة, وأضافت أشتون في بيان بهذا الشأن أن الاتحاد الأوربي يدعم هدف الشعب المصري من أجل انتقال منظم وسلمي للسلطة.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه ينبغي الانتقال إلي حكومة مدنية وديموقراطية في مصر, بعد الإعلان عن استقالة مبارك.
وقال كاميرون في كلمة مقتضبة من مقر رئاسة الوزراء كان هذا اليوم استثنائيا. بات لمصر الآن فرصة ثمينة بأن يكون لها حكومة قادرة علي توحيد البلاد, وأضاف علي الذين يحكمون الآن مصر أن يعكسوا تطلعات الشعب المصري ويجب أن تشكل حكومة مدنية.
وفي العاصمة السويسرية برن, قال ناطق باسم وزارة الخارجية إن الحكومة قررت تجميد حسابات محتملة عائدة للرئيس المصري السابق في المصارف السويسرية.
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتنحي مبارك, وقال لقد أسمع الشعب المصري صوته وخصوصا الشباب الذين يعود إليهم أن يحددوا مستقبل بلدهم. وأضاف تعليقا علي استقالة الرئيس المصري: أحترم قرارا صعبا تم اتخاذه لمصلحة الشعب المصري. وتابع: في هذه اللحظة التاريخية, أجدد دعوتي إلي عملية انتقالية شفافة ومنظمة وسلمية.