لقد اهتزت قواعد إمبراطورية الشيطان التي يرمز لها بمدينة الغزاة, مدينة بابل ##روما## من البرق والرعد, أختفت الجبال وأمطرت السماء علي الأرض. كرات البرد الثلجية تزن الواحدة منها أربعة كيلو جرامات ##وزن واحدة## علي رؤوس الناس. إنه التحول الجذري بينما كان بالأمس وما يحدث اليوم. فهذا التحول يعلن نهاية العالم القديم وبداية ##سماوات جديدة وأرض جديدة##.
إن النصوص المتتالية مثل سلسلة من الأحداث السريعة يمكن تلخيصها فيما يلي:
1- العاهرة العظمي (روما) (رؤيا 1/17-18).
2- إعلان سقوط العاهرة . (رؤيا 1/18-3).
3- الشعب يحاول الهروب. (4/18-8).
4- عويل وبكاء علي الأرض. (9/18-19).
5- فرح عظيم في السماء. (رؤيا 20/18).
6- لقد تمت الدينونة. (رؤيا 21/18-24).
7- آمين هللويا صيحة الانتصار النهائي. (رؤيا 1/19-5).
أولا ##العاهرة الشهيرة, جالسة علي شاطئ النهر## وهذا تعبير مأخوذ من طقوس عبادة الأوثان تشير إليها لغة إرميا النبي الخطابية. حيث يصف المدينة الكافرة والمقصود بها بابل الواقعة علي نهر الفرات. فيوحنا يري ##امرأة جالسة علي وحش لونه قرمزي, مغطاة بالألقاب التجديفية ولها سبع رؤوس وعشرة قرون##.
وقد فسر علماء الكتاب المقدس هذا المشهد كالتالي : نسبوا الرؤوس السبع إلي الأباطرة الرومان منذ أغسطس قيصر إلي الإمبراطور دمتيان. وبعض من العلماء يرجح الرأي القائل بإن سلسلة الأباطرة السبعة تبدأ من الإمبراطور كاليجولا Galligula حتي الإمبراطور تاراجان Tarajan الذي توفي عام 117 ميلادية .
وفي كل الأحوال, المقصود هنا هي عبادة الأباطرة:
##فالحمل سينتصر عليهم..
لإنه رب الأرباب
وملك الملوك (السيد) Kyrios
ومن خلال وفرة الصور التي استخدمها المؤلف, نري المرأة العاهرة تلبس أفخم الثياب, وتلوح بكأس الخمر ##إنها## أم عاهرات الأرض## ويا للهول ##إنها## تترنح من السكر بشرب دم الشهداء.
وفي هذه اللحظة ينقلب المشهد رأسا علي عقب, بشكل مفاجئ وغير متوقع. إذ نجد القرون العشرة ومعهم الوحش ينبذون هذه العاهرة, ويجردونها من هالتها, ويتركونها عارية يغطيها الخجل, ثم يأكلون لحمها ويتركون بقاياه تلتهمه النار. إنها كانت تمثل المجد والشهرة إنها الإمبراطورية الرومانية وكل الإنسانية التي تصلب قلبهم بفعل الشيطان وكل حلفائه.
##لقد سقطت## لقد سقطت, بابلون العظيمة, أنها تحولت إلي مأوي للشياطين : (رؤيا 2/18) وصرخ بشدة بصوت عظيم قائلا: سقطت سقطت بابل العظيمة وصارت مسكنا لشياطين وحرسا لكل روح نجس ومحرسا لكل طائر نجس وممقوت##. وهكذا سقطت هنا الأقنعة. كما سقط سراب المدينة المتكبرة وزالت عن الوجود##.
خرج يا شعبي.. هذا هو آخر عبور : (رؤيا 5/18) ##لإن خطاياها لحقت السماء وتذكر الله أثامها.
وهكذا يلطم ##كل ملوك الأرض رفاق العاهرة ورفاق حباتها الشهوانية وأبهتها البازخة ##كما يلطم تجار الأرض اللذين أعرضوا جميعا عن شراء بضاعتها##.
القادة والملاحقون :
وكما في السيناريوهات الكلاسيكية التي كانت تحدث في المدن المخربة في سفر حزقيال النبي فصل 26و27 هكذا حدث مع مدينة روما. بابل الجديدة.
في الوقت نفسه تتهلل السماء : (رؤيا 20/18) أفرحي لي أيتها السماء والرسل القديسون والأنبياء لأن الرب قد دانها دينونتكم.
لقد ألقيت بابل في البحر كما تلقي البغلة المائتة: وبدأ التهليل :(رؤيا 1/19-4) ##وبعد هذا سمعت صوتا عظيما من جمع كثير في السماء قائلا: هللويا الخلاص والمجد والكرامة والقدرة للرب إلهنا, لأن أحكامه حق وعدالة إذ قد دان الزانية العظيمة التي أفسدت الأرض بزناها وأنتقم لدم عبيده من يدها, وقالوا ثانية هللويا ودخانها يصعد إلي أبد الأبديين, وخر الأربعة والعشرون شيخا والأربعة الحيوانات وسجدوا لله الجالس علي العرش قائلين آمين هللويا وخرج صوت قائلا: سبحوا لإلهنا يا جميع عبيده الخائفية الصغار والكبار##