هل لي أن أنساك الآن…؟,بعدما دحرجت الأيام عمري في واد سحيق لاقرارله,صرت مضرجا بكدماتي الزرقاء التي توشم جسدي المنهك,أشاهد العالم ولا أقوي حتي علي التعامل معه,كفرس ميتة لم تبق لها إلا عيناها تتحركان في مجال ضيق…وهذا الجسد الصلب الذي يبدو للعيان صامدا في وجه الزمن…أصبحت روحه تائهة كالدخان سرعان ما يتلاشي بعد لحظات.
صرت أتتبع آثار صوتك في زقزقة العصافير الصباحية,وفي سطح ماء الساقية الذي يمر سريعا فيهزأ في وجهي ببخاره الشتوي المنبعث بهدوء إلي عيني الناعستين.
بهذه الكلمات استهل الأديب العماني قصتهمجدلية الزمن الآتيضمن مجموعته القصصيةلعنة الأمكنةالتي صدرت عن دارميريت.
تضم المجموعة خمس عشرة قصة كتبت ما بين عامي 1997 ,2000 في أمكنة متفرقة,هذه القصص هيخطوة لزجة للفرجة,القبو,مجدلية الزمن الآتي,قرية النفاق وما حدث لها,هذا الليل ما أطوله,سفر الجنون اللامتناهي,دموع وأشياء لا تأتي,لعبة حمقاء,نورسة البحر,عندما سرت في جنازتي, لعنة الأمكنة,حكاية صديقي الذي لم يمت,ضغث,ذاكرة الموت الشائخة,هدوء بغيض.
قدم الخطاب المزروعي لمجموعته القصصية باستهداء جاء فيه:أنا لم أبرم أي عقد مع أحد لكي أكتب جيدالفيتو جومبروفتش,أما الإهداء فجاء كالآتي:إلي الرائعة فاطمة,التي تشبه نوبات البكاء في زمن القحط…اعذريني فجعتك جنون اللحظة لا أكثر.
أتت مجموعةلعنة الأمكنةفي معظمها بضمير المتكلم مما يتيح للقارئ إمكانية التوحد مع الأديب,حيث يري كل منا آلامه وآماله في هذا الحوار المباشر مع الذات,كما يغلب عليها الحوار أكثر من السرد…ذلك الحوار الذي يوضح العلاقات المختلفة بين الشخصيات,وقد جاء متدفقا انسيابيا في لغة معبرة حيث أجادت الشخصيات التحدث بلسانها حديثا حقيقيا نابعا من طبيعتها وليس حديثا من وجهة نظر الكاتب نفسه.