اضطرت سلطات المراقبة الجوية في العديد من المطارات الأوربية إلي إلغاء عشرات الرحلات,بسبب سحابة الغبار الناجمة عن ثورة بركان في أيسلندة,وسط توقعات أن تصل السحابة البركانية إلي مطار هيثرو,بالعاصمة البريطانية لندن في القريب.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة الأوربية للمراقبة الجوية يوروكونترول كايلا إيفانز إن سحابة الغبار تسببت في إلغاء ما يقرب من252 رحلة الثلاثاء الماضي كان من المقرر إقلاعها أو هبوطها في مطارات كل من إسكتلندة وأيرلندة الشمالية.
كما قالت رابطة مسئولي المراقبة الجوية الأوربية ومقرها بروكسل إن هناك احتمالا قويا أن تتضرر أجزاء من الدانمرك وجنوب الدول الإسكندنافية بسبب ارتفاع تركيز الرماد فوق بريطانيا وبعض أجزاء أيرلندة.
وذكر مفوض النقل الأوربي سيم كالاس إن هناك خطا للدعوة لعقد اجتماع لوزراء النقل الأوربيين إذا لزم الأمر, لكن الإجراءات التي جري تبنيها بعد ثورة البركان عام2010 بدا أنها كافية للإبقاء علي معظم الرحلات.
وأوضحت هيئة الطيران الأيسلندية أن سلطات الطيران في الدول الإسكندنافية تستعد لحدوث إرباك في حركة الطيران اعتمادا علي مستوي تركيز الرماد.وتم إلغاء بعض الرحلات من المطارات غرب النرويج لهذا السبب.
وذكر تيتور أراسون من هيئة الأرصاد الجوية أن الرماد المنبعث من البركان غطي المزارع والمناطق المتضررة جنوب البركان كما أحدثت الرياح القوية عاصفة من الرماد تسببت في عدم وضوح الرؤية بشكل كبير.
وكان أراسون قد أوضح مسبقا أن الطقس والظروف المناخية حول بركان جريمسفوتن جعلت من الصعب تقييم ارتفاع الرماد,لكن صور الرادار تشير إلي أن الرماد لم يصل إلي مستوي مرتفع كما كان في السابق.
كما أضاف أوردور جونارسدوتير من هيئة الحماية المدنية والطواريء الأيسلندية أن هناك نشاطا أقل بكثير للبركان وهزات أقل ودخانا أقل ورمادا أقل.
بينما أشارت القراءات في وقت سابق إلي أن الرماد وصل إلي ارتفاع يتراوح ما بين خمسة وسبعة كيلو مترات,لكن سقوط الثلج والسحب التي غطت السماء جعلت حساب التقديرات أمرا صعبا.
وكانت سحابة الغبار الناجمة عن ثورة بركانجريمسفوتنبأيسلندة قد دفعت الرئيس الأمريكي باراك أوباما,إلي إنهاء زيارته إلي أيرلندة مبكرا الاثنين,حيث توجه إلي إنجلترا قبل يوم من الموعد المحدد لوصوله للعاصمة البريطانية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون إرنست إنه في ضوء التغيير الطاريء بسبب الغبار البركاني,فإن الطائرة الرئاسيةإير فورس وان,سوف تغادر أيرلندة إلي لندن,وسوف يسير برنامج الزيارة كالمعتاد اعتبارا من الخميس.
وأعلنت شركةلوجانيرالإسكتلندية عن الغاء جميع رحلاتها نتيجة تقارير الأرصاد الجوية التي أفادت أن السحابة البركانية قد تغطي مساحات واسعة من المجال الجوي لإسكتلندة.
كما أعلنت شركتابريتيش إيرويوزالبريطانية وكي إل إمالهولندية عن الغاء عشرات الرحلات التي كانت مقررة سواء المتجهة أو القادمة من إسكتلندة لحين هدوء الحالة الجوية.
وصدرت توصيات للركاب بمراجعة المواقع الإلكترونية التي تديرها شركات الطيران أو المطارات التي يغادرون منها بشكل منظم.
يذكر أن المجال الجوي الإيسلندي أغلق مؤقتا صباح الأحد الماضي بسبب ثورة البركان الأكثر نشاطا في البلاد وذلك بعد سنة من ثوران أيافول الذي سبب حالة فوضي عارمة في حركة النقل الجوي العالمي مع احتجاز ملايين المسافرين في المطارات.
ويقع البركان علي جبل فاتنايوكولالجليدي جنوب شرق أيسلندة ويعتبر أكثر البراكين نشاطا في البلاد حيث إنه ثار تسع مرات بين عامي 1922 و.2004
وقد تسبب ثوران البركان في تكون سحابة ضخمة من الدخان,بلغ ارتفاعها في الساعة الثامنة بتوقيت جرينتش الأحد الماضي ما لا يقل عن17 كيلو مترا,وربما أكثر بقليل,حسب إينار كيارتنسون الخبير الجيوفيزيائي في معهد الأرصاد الجوية… وقررت السلطات الملاحية الأيسلنديةإيسافياعلي الفور إغلاق المجال الجوي للبلاد مؤقتا.
وفي أبريل2010 تسببت ثورة أيافيول الأيسلندي في فوضي عارمة في حركة النقل الجوي العالمي,حيث أدت إلي أكبر عملية إغلاق للمجال الجوي في أوربا في زمن السلم,وإلغاء أكثر من100 ألف رحلة جوية وتعطل سفر أكثر من ثمانية ملايين راكب لمدة شهر.
وفي أعقاب إرباك حركة النقل الجوي تبني وزراء النقل والسلطات الأوربية قوانين حول الرحلات الجوية استنادا إلي تركيز الرماد.
وتم حظر الطيران فوق المنطقة شديدة الخطورة لكن تم السماح لبعض الدول باتخاذ قرار بالسماح برحلات فوق المنطقة متوسطة المخاطر أو بمنعها.