بعدما كانت حتي عام 1998 سجنا لرجال المافيا, تحولت أزينارا- وهي جزيرة منسية في شمال شرق سردينيا بإيطاليا- إلي منتزه وطني يشكل مواطنا للحمير البيضاء, وهو جنس فريد من الحمير في أوربا.
تعيش هذه الحيوانات التي يعود لونها الغريب إلي طبيعتها الألبينية, في مجموعات صغيرة في الجزيرة التي تبلغ مساحتها 52 كيلو مترا مربعا… باستثناء ذلك لا توجد هذه الحمير إلا في بضع جزر صغيرة قبالة شواطئ أفريقيا الشمالية.
وتقول الأسطورة إن أحد الملوك الفرنسيين وهو في طريق عودته إلي بلاده آتيا من أفريقيا, ترك في الجزيرة الإيطالية بعضا من تلك الحمير.
يتقاسم الجزيرة نوعان من الحمير: الرمادية ويبلغ عددها 250 حمارا, والتي تعيش في الجزء الشمالي من الجزيرة, أما البيضاء والتي يصل عددها إلي 150 حمارا فتعيش في الجنوب.
تتمتع سواحل الجزيرة بطبيعة قاحلة وبرية حيث تنمو نباتات الغربيون, وشجيرات المستكة ومن بينها أنواع نادرة… كما يجد الزائر في الجزيرة بعض الآثار الرومانية, التي تمر من بينا من حين إلي آخر بعض الماعز والخراف البرية.
وبعد أن أغلق مركز الاعتقال هناك قرر حارس السجن القديم أن يقيم في أزينارا ويتفرغ للنحت… لكن الفنان الذي يعتبر كاتم أسرار المعتقلين السابقين (من بينهم زعيم المافيا السابق في صقلية توتو رينا) يرفض التحدث إلي وسائل الإعلام.
إلي جانب الحمير, تضم جزيرة أزينارا مركزا لتأهيل سلاحف البحر, التي أصيبت خلال عمليات صيد في غالب الأحيان… وتقوم بهذه المهمة عالمة الأحياء جوليانا أتسوري, التي تتوجه هي وبقية موظفي المنتزه يوميا إلي الجزيرة علي متن عبارة تربط أزينارا ببلدة بورتو توريس التي تتبعها الجزيرة… شأنهم في ذلك شأن السياح الذين يترددون علي الجزيرة للزيارة.
وفي حديث إلي وكالة فرانسس برس أكد المهندس التقني في منتزه أزينارا أن هناك سبعة أجناس من الحمير في إيطاليا, اثنان منها في أزينارا, المنطقة الوحيدة التي تأوي حميرا بيضاء… وهومايعد إرثا وطنيا لا يقدر بثمن.