إن منطق الأحداث ينكر أمام تنوع المصادر التي يستخدمها مؤلف سفر الرؤيا فإن دينونة الغضب يخترقها ##نشيد النصر## خدام الله ينشدون نشيد موسي بعد عبور البحر الأحمر ##ونشيد الحمل## في 2/15-4 ##ورأيت مثل بحر من بلور مختلط بالنار, والذين غلبوا الوحش وصورته وعدد اسمه قائمين علي بحر البلور, يحملون كنارات الله ويرتلون نشيد عبد الله موسي ونشيد الحمل ليقولون :##عظيمة عجيبة أعمالك أيها الرب الإله القدير وعدل وحق نسلك, يا ملك الأمم. ومن تراه لا تخاف اسمك ولا يمجده يارب, فأنت وحدك قدوس وستأتي جميع الأمم فتسجد أمامك لأن أحكامك قد ظهرت##.
لإن هؤلاء الخدام الذين تعرضوا لمخاطر أنقذوا بيد قوية من الموت وانتصروا هكذا علي الأعداء.
إن أنماط سفر الخروج مشحونة بصورة الحمل الفصحي الذي بفضل دمه خلص الضعفاء الناجيين من الموت. وكذلك يشير إلي ##خيمة الشهادة## التي كانت رمزا لحضور الله الدائم بين شعبه. كما الهيكل المملوء بالدخان الناتج من مجد الله, الذي في حضوره لا أحد يستطيع أن يدخل قدس الأقداس. ووجود الله رهيب لمن لم تصعد صلواتهم إليه كما البخور يصعد إلي الله رائحته العطرة.
ومثل النكبات التي تمت في سفر الخروج, وكذلك الأربعة أبواق الأولي فإن غضب الله يصل إلي أقاصي الأرض. وبينما الأبواق لا تضرب إلا ثلث المسكونة, نري هنا الخراب يعم المسكونة كلها, فالمأساة تصل إلي آخر مداها. فالنكبات التي تصيب الأرض والبحر أضيف عليها النكبات التي تحل علي كل الذين عليهم علامة وحش الأرض ووحش البحر. ومنابع المياه تصبح غير صالحة للاستخدام الآدمي والشمس تصبح حارقة.فالكون كله وقع تحت غضب الله.
الملاك الخامس صب جام غضبه علي تاج الوحش نفسه, وأصابه في عقر ممارسته الملوكية. والملاك السادس صب جام غضبه علي نهر الفرات الذي نفيت جزء من مياهه, مما جعل الغزاة الآتيين من الشرق يجدون منقذا للدخول, وهذا يشير إلي أحكام إسبرطة Parthes الذين كانوا يمثلون الخطر الداهم الآتي من الشرق.
والناس عوضا عن اللجوء إلي طريق التوبة ليخلصوا, ظلوا يجدفون: رؤيا 9/16 ##فأحرق الناس بحر شديد, فجدفوا علي اسم الله الذي له السلطان علي النكبات هذه, ولم يتوبوا فيمجدوه.
هاأنذا آت كالسارق, فطوبي للذي يسهر ويحفظ ثيابه لئلا يسير عريانا فتري عورته##.
وكانت تخرج من الوحوش الشيطانية الثلاثة ##أرواح نجسة علي هيئة ضفادع## إنه المشروع الأخير والمطلق المحكوم عليه بالفشل, الذي يحاول يائسا أن يرفض الله جل جلاله وسلطانه علي الخلقة كلها.
وتدور رحي هذه المعركة الفاصلة في مكان محدد أسمه ##هارماجدون## حيث تجتمع كل قوي الشر المناوئة لعظمة الله في نهاية الأزمنة.
وهارماجدون هي مدينة اشتهرت بمعارك فاصلة بين جيوش متناحرة, وهي ترمز هنا, لأهميتها التاريخية في المعارك, إلي المكان الذي تتم فيه المعركة الفاصلة بين قوتين: قوة الله وقوة الشر. وهرمجدون هو اسم عبري معناه ##جبل مجدو## وهو موقع استراتيجي يؤدي إلي سهل. كان في عصر الكنعانيين, وقد سبق أن جري عند مجدو معارك بارزة في التاريخ ذكر منها الكتاب المقدس ثلاث معارك مهمة, الأولي تغلب فيها العبرانيون علي الكنعانيين كما جاء في قضاة 5/ 19 ,والمعركة الثانية قتل فيها ملك يهوذا أخزيا ##ملوك 27/9## ,والمعركة الثالثة التي جرت بين فرعون مصر المسمي نخو وبين يوشيا ملك يهوذا (2 ملوك 27/9).
وتقع مجدو الان في مرج ابن عامر وذاد من قيمتها أنها كانت علي خط المواصلات بين القسم الشمالي والقسم الجنوبي.
ولكن السيد الرب سيأتي في مجده بطرية لا يتوقعها ولا يتخيلها أحد ##طوبي للساهرين## رؤيا 15/16
وفي النهاية , يقوم الملاك السابع بإفراغ كأسه في الفضاء وهو يحذر قائلا :##لقد تم كل شئ##.