أثارت الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للبنان مؤخرا دعوات جديدة في الكونجرس الأمريكي لإعادة النظر في المساعدات العسكرية المقدمة إلي لبنان بعد أن عارض رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب العضو الديموقراطي هاورد بيرمان وعضوة لجنة المخصصات نيتا لوي تحويل مبالغ مقررة الشهر المقبل إلي لبنان كجزء من المساعدات العسكرية الأمريكية لها, وذلك في ضوء الترحيب الحار الذي لقيه أحمدي نجاد في لبنان,وعلل النائبان هذه المعارضة بالقول إنه ينبغي التأكد من طبيعة العلاقة بين الجيش اللبناني وحزب الله الذي تصنفه واشنطن كمنظمة إرهابية.
يذكر أن الولايات المتحدة قدمت إلي لبنان مساعدات عسكرية بقيمة 720 مليون دولار منذ حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله, وذلك بهدف بناء جيش لبناني يشكل قوة توازن في مواجهة الحزب المدعوم من إيران وسورية.
وتعقيبا علي زيارة الرئيس الإيراني قال أمين الجميل رئيس حزب الكتائب اللبناني إن القلق ليس من الزيارة بالذات, وإنما مما بعد الزيارة في ظل الاستحقاقات الخطيرة المقبلة, خصوصا في ظل تمسك حلفاء إيران في لبنان بمواقف تعتبر بمثابة تحد لفريق من اللبنانيين لا سيما فيما يتعلق بالمحكمة الدولية, ولفت الجميل النظر إلي سعي عدد من القيادات اللبنانية الي إيجاد مخرج للأزمة التي يتخبط فيها لبنان لا سيما ما يسمي قضية شهود الزور المطروحة علي مجلس الوزراء, واعتبر أن المبادرات التي يقوم بها الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط للتقريب في المواقف بين فريق سعد الحريري وحزب الله تدور في حلقة مفرغة طالما أن أمر المحكمة الدولية والقرار الظني خرجا بالكامل من يد اللبنانيين, وأن المعلومات تشير إلي عدم تساهل من قبل المحكمة واللجنة في هذا الموضوع.
وفي هذا الإطار اعتبر حزب الكتلة الوطنية اللبنانية أن زيارة الرئيس الإيراني حولت لبنان إلي ساحة مواجهة بين قوي إقليمية غير عربية, فخطاباته النارية تجاه إسرائيل من منابر لبنانية تعطي إسرائيل الحق تجاه المجتمع الدولي في تشددها وإيجاد الذرائع للانقضاض علي لبنان, وأن التطرف في المواقف والخطابات لا يخدم إلا إسرائيل وإيران, فإسرائيل تستخدم هذا الخطاب لتبقي متشددة وتعرقل عملية السلام, وإيران من أجل حصولها علي ورقة اعتراف بأن قوتها تتعدي بكثير حدودها ويجدر التعامل معها لا معاقبتها.
ودعا المجلس الأعلي لحزب الوطنيين الأحرار أمين عام حزب الله حسن نصر الله إلي وقف استعمال لبنان ساحة للصراعات الإقليمية, والانخراط في الدولة قولا وفعلا ليصبح حزب الله أكثر اقتدارا وأمنع جانبا, وذلك بوضع إمكانات حزبه العسكرية تحت سيطرة الدولة.
بينما أعربت قيادتا ##حركة أمل## و##حزب الله## في بيان مشترك عن ارتياحهما وتقديرهما البالغ للزيارة المهمة التي قام بها نجاد إلي لبنان, والتي عبرت عن عمق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين ودعم لبنان واستقراره في مواجهة التحديات.
من جانبه حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أن لبنان أصبح امتدادا للنظام الإيراني, ووصفها بأنها ##مأساة للبنان##, وقال إن إسرائيل قادرة علي الدفاع عن نفسها.
وأدانت فرنسا التصريحات التي صدرت عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من لبنان بشأن إسرائيل, واعتبرتها تصريحات ##مشينة##.
يذكرأن نجاد شدد في كلمته خلال احتفال شعبي جمع الآلاف في بنت جبيل جنوب لبنان أن الصهاينة إلي زوال, وأشاد بصمود لبنان في مواجهة إسرائيل الذي أدخل اليأس إلي قلوب الصهاينة