مثلها مثل أي عروس ذهبت في ذلك اليوم المنتظر إلي مركز التجميل للتزيين وتتجمل للقاء عريسها,ارتدت فستانها الأبيض غاية الجمال,انبهر بها حبيبها وتشابكت أيديهما معا ليعلنا أمام الجميع رباطهما المقدس الأبدي,احتفلا بزواجهما وسط أجواء مليئة بالبهجة والفرحة والموسيقي مع أحبائهم وأقاربهم -كانت الصورة أمامي- ولكن مع كل تلك اللحظات المفرحة كان هناك بعض الشئ من الغمز واللمز تري ما السبب, أليس كل شئ طبيعي وعلي أكمل وجه؟, وحاولت التقرب والإنصات لما يدور بين الحضور وعرفت…
أكرم وهيب أحد من سألتهم…لماذا تزوجت بامرأة تكبرك بسبع سنوات فأجاب: عند تعارفي بزوجتي كنت لا أري أن فارق السن يمثل عائقا أمام زواجنا فالحب كان سيد قرارنا,وقد يكون ما دفعني إلي ذلك أيضا أنني شخصا محب لأمي رحمها الله,وارتبطت بها ارتباطا قويا ووجدت أن زوجتي ستعوضني ذلك الحنان,وليس معني ذلك أن هذا ما جذبني إليها فقط,فهي شخصية جذابة,ناجحة مجتمعيا وعمليا وتساعدني دائما علي تطوير مهاراتي والوصول إلي تحقيق طموحاتي.
قطار الزواج
كارولين صبحي هي أيضا تكبر زوجها بست سنوات,قالت: عندما صرحت لأسرتي أن هناك شابا يريد التقدم لخطبتي,رحبوا جدا وسألوني ماذا يعمل؟ وإلي من ينتسب من العائلات,ولم يسألوني عن سنه,فبادرت وقلت لهم إني أكبره بست سنوات,فرفضوا وبرغم ذلك تزوجته,رغم معارضة إخوتي أيضا الذين لم يحضروا زفافي ظنا منهم أن ما يحدث شئ يكسف ولكنني رأيت ما النفع مع إخوتي إن فاتني قطار الزواج وظللت وحيدة وكل من إخوتي منخرطا في حياته ولا يبالي بي,ومر علي زواجي عاما حتي الآن لم تحدث به إلا المشاكل الطبيعية التي تحدث بين أي زوجين.
الندم
(ح.و) لا أنكر أنني انجذبت إليها فهي شخصية قوية,وتستطيع تحمل المسئولية,لبقة وجميلة,تعرفت عليها من خلال العمل وتوطدت علاقتنا وتطورت إلي أن تزوجنا منذ خمس سنوات هي تكبرني بثماني سنوات,ولا أنكر أيضا أن علاقتنا بها نقاط قوة كثيرة, ولكن بها نقاط ضعف أشد قسوة,فلقد أصبحت شديدة الغيرة علي,ويزداد ذلك كلما كثرت التجاعيد بوجهها,وفي كل خلاف بيننا تظهر لي أنها سيدة الموقف فهي الأكبر والأحكم,ومع مرور الوقت افتقدت أنني رجلا يجب أن يتحمل المسئولية,بالإضافة إلي أنها تمر الآن بمرحلة سن اليأس التي تكون بها تقلبات مزاجية وهرمونية, وأنا مازلت منتصف الثلاثينيات من عمري,النهاية أشعر ببعض الندم ولكن حالتي ليست بالضرورة أن تكون بالصورة القاتمة لرجل يتزوج بامرأة أكبر منه فقد يكون هناك الكثير من الزيجات الناجحة من تلك النوعية.
لعلم النفس…رأي
تحدثنا إلي الدكتور ماهر الضبع أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية وأستاذ المشورة الأسرية عن هذا الموضوع فقال: نفسيا يوجد بعض الشخصيات الذين يودون الانتماء والتقرب إلي من يكبروهم سنا فيشعروا بالاحتواء والأمان, غير أن هناك البعض يري في الزوجة الأكبر سنا حنان الأم الذي افتقده,أو قد يري أن تحمله للمسئولية سيقل وسيلقي أغلبه علي الزوجة وهذا سيريحه في أغلب الأحيان,وهناك أيضا من يظن أنه سيكون الطفل المدلل لدي زوجته -وما الرجل إلا طفلا كبيرا- وبغض النظر عن تلك الأسباب فقد يكون الدافع هو الحب الحقيقي دون أي غرض من الأغراض وتكون العلاقة مثالية.
وحينما توجهنا بتساؤلنا إلي الدكتورة سامية الساعاتي أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس أجابت: الضغوط الاقتصادية علي الشباب أصبحت قوية وبالتالي أصبح التفكير في الزواج مادي بعض الشئ,فإذا أوجد الشاب العروس التي ستساعده في تأسيس المنزل والزواج,لكنها تكبره سنا فلا مانع من إتمام تلك الزيجة, ويكون زواج مصالح من جهة أخري, فإن تطور صيحات المكياج وأدوات التجميل ساهم كثيرا في احتفاظ المرأة بجمالها لأطول فترة ممكنة.فلا تظهر عليها التجاعيد سريعا.
وبالنسبة لرفض الآباء لمثل هذا الزواج تقول د.سامية: إنهم يعارضون تلك الفكرة تماما لأنهم ما زالوا تقليديين في طرق تفكيرهم,ولكن في مجتمعنا الآن أصبح للأبناء أفكارهم المستقلة الخاصة التي تجرفهم بعيدا عن الاهتمام بآراء آبائهم, خاصة إن كان الآباء غير قادرين علي مساعدة أبنائهم ماديا في بداية حياتهم العملية.