الزواج وتكوين أسرة حق لكل إنسان,لكن لاشك أن الشخص المعاق يواجه عراقيل كثيرة في حياته إذا فكر في الزواج,وهي في أغلبها مجتمعية ولا علاقة لها بأي شئ آخر,مما يجعل العديد من الأشخاص المعاقين عازفين عن الزواج بعد تعرضهم للإحباطات في هذا المجال,فالإعاقة أصبحت حاجزا أمام الأشخاص المعاقين حينما يريدون الزواج.
في هذا الصدد تلقي الباب رسالة من د.مايكل نعيم إسحق-سلطنة عمان-قال فيها:إننا جميعا نعتبر أنفسنا مقصرين في الاتجاه التوعوي وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة والتي ترسخت داخلنا من خلال الثقافة التي تحيط بنا والتي تعتمد فقط علي المظاهر والماديات,ثقافة مجتعمنا الشرقي المتخلفة والتي لا تمت بصلة للعدل والمساواة والمحبة.وأنني في هذا السياق أكتب لكم عما يحدث في مجتمعنا من سلب لحرية ذوي الاحتياجات الخاصة في الزواج والارتباط…بالطبع إن هذه الفئة لها حقوق أخري كثيرة ضائعة مثل رعايتهم ومراعاة ظروفهم الخاصة في المواصلات والأماكن العامة وغيرها..ولكن بالطبع هذه الحقوق هي من مسئولية الدولة.
لكن مسألة زواج المعاقين ورفضه بشكل يعتبر تمييزا شديدا ضدهم هي مسئولية اجتماعية بالدرجة الأولي.فعادة أسباب رفض زواج شخص عادي بأخري لديها إعاقة أو العكس يقابل بالرفض من قبل الأهل.فعلي سبيل المثال هناك فتيات لمجرد أنهن من ذوي الإعاقات,فمهما كان المستوي الاجتماعي والعلمي والجمالي للفتاة فإننا أغلب الظن كمجتمع وبقسوة شديدة نحكم عليها بأن ليس لها الحق في الزواج كباقي البنات…وندعي بأنها لا تليق بنا كعائلات….!!!وحتي لو ارتبط شاب عاطفيا بفتاة من هذه الفئة…فإن أسرة الشاب تقابل هذا الحب بحرب شنعاء ورفض بالغ تحت مسمي أن(ابنهم يستاهل بنت أحسن من كده)وللأسف لا يستطيع الشاب أن يقف في وجه أسرته فيتخلي عن الفتاة…والتي تعاني من جرح آخر إلي جانب جراحها الأخري…أليس هذا ظلما!!
ويستطرد مايكل نعيم في رسالته قائلا:أعلم أنه من الصعب جدا تغيير عادات المجتمع خاصة عندما نتحدث عن آباء وأمهات غالبا ما تخطوا سن الخمسين وقد تشبعوا من هذه الثقافة الأنانية,ولكن هل نبقي سلبيين والآلاف من هذه الفئة يتألمون يوميا من قسوة الحكم عليهم جزافا…؟لماذا لا نساهم في رسم الابتسامة علي وجوه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة,وأن نساعدهم في أن يأخذوا حقهم في الحب والحياة؟
**المحررة:
مشكلة زواج المعاقين بالفعل تعترض غالبية الأشخاص المعاقين,ولكن مؤخرا بدأ تغيير وإن كان طفيفا في قبول بعض الأسر لفكرة الزواج من شاب أو فتاة لديها إعاقة.ويطرح هذا الموضوع العديد من التساؤلات التي لا تزال مثارا للجدل,منها:هل هناك محاذير في زواج المعاقين؟وهل هناك إعاقات تورث أكثر من غيرها؟وهل يمكن أن تكون هناك فحوصات متخصصة قبل الزواج للأشخاص المعاقين تحد من نسب إنجاب أطفال معاقين؟كذلك ماذا عن زواج المعاقين ذهنيا هل يمكن أن يكون هناك زواج للمعاقين ذهنيا؟هذه التساؤلات وغيرها سنحاول في الأعداد القادمة الإجابة عنها من قبل المتخصصين.
وأيضا نستقبل استفساراتكم وآراءكم حول هذا الموضوع.