تناول باب إحنا معاك في الأعداد الثلاثة السابقة موضوع زواج الأشخاص المعاقين سواء حسيا وحركيا أو ذوي الإعاقات الذهنية, وتلقينا العديد من الرسائل والاتصالات التليفونية عبر فيها القراء عن آرائهم حول هذا الموضوع, وكانت هناك ولاتزال تساؤلات متكررة من قبل القراء, علي رأسها كيفية تأهيل المعاق ذهنيا منذ الصغر ليستطيع تكوين أسرة في المستقبل, وماذا عن العاطفة لدي المعاقين ذهنيا؟ تحدثنا إلي الدكتور رفيق يسي حول هذه التساؤلات فقال:
قضية زواج المعاقين ذهنيا من عدمها تتوقف علي درجة الإعاقة لديه, ولكن بغض النظر عن زواج المعاق ذهنيا من عدمه هناك دور مهم وأساسي للوالدين في تأهيل المعاق ذهنيا منذ طفولته, فعليهم أن يقوموا بتدريبهم علي المهارات الحياتية اليومية, وكيفية تحمل المسئولية, ويبدأ ذلك من خلال تدريب الأطفال منذ صغرهم علي مهارات رعاية الذات الأساسية مثل: كيفية تناول الطعام بنفسه, وكذلك ارتداء ملابسه, واكتساب بعض المهارات الاجتماعية من خلال التدريب علي بعض الجمل التي يمكن أن تقال عند استقبال الضيوف, ولكن التدريب علي مهارات رعاية الذات بالنسبة للطفل المعاق ذهنيا يجب أن يتم التدريب عليها علي فترات طويلة وبالتدريج حتي يستطيعوا اكتسابها, حيث إن المعاق ذهنيا يحتاج إلي وقت وصبر في تدريبه علي أي مهارة بالإضافة إلي احتياجه لتبسيطها وتعلمها علي عدة خطوات مبسطة ويتم تكرار التدريب, وفي هذا المجال من المفترض أن يتعلم الأهل من خلال المراكز المتخصصة التي تقوم بتدريب ابنهم ما هي الخطوات التي يقومون بها لتدريبهم ومن ثم يتابع الأهل بالمنزل نفس الإرشادات حتي لا تضيع مجهودات المراكز هباء بالإضافة إلي أن ذلك الأمر يزيد من التواصل بين الأهل وابنهم المعاق, فيجب أن يتعامل الوالدان والأسرة بشكل عام مع الشخص المعاق بإيقان كامل أنه قادر علي اكتساب هذه المهارات حتي وإن كان بعد وقت طويل ولذلك عليهم فقط أن يقوموا بمساعدته دون أن يقوموا بدلا منه بأي عمل, وألا يظهروا مشاعر الغضب تجاه ابنهم حينما يخطئ في محاولاته لتعلم شيء أو مهارة جديدة بل عليهم تكرار المحاولات معه دون ملل أو ضجر.
أضاف بقوله: علي الأهل تفادي ردود الأفعال السلبية والمحبطة لطفلهم كأن يقولوا له بشكل مستمر أنت مابتفهمش – هو إنت كده علي طول ماتعرفش تعمل أي حاجة أطلبها منك – يا غبي…. إلخ. لأن كل هذه العبارات تجعله يفقد ثقته بنفسه, ومن ثم لا يكتسب المهارات الحياتية الأساسية للتعامل مع الحياة بشكل أفضل.
حول الجانب العاطفي للمعاق ذهنيا قال د. رفيق: يعتقد البعض أن المعاقين ذهنيا لا يوجد لديهم أي مشاعر فيما بينهم, ولكن هذا غير حقيقي فهناك عاطفة لديهم تحتاج منذ الصغر لاهتمام الوالدين بها حتي تصبح أكثر نضجا فهناك أهمية للتنشئة العاطفية الجيدة له بداية من تقديم مشاعر الحب له داخل الأسرة وشعوره بالقبول من أفراد أسرته.
ناشد د. رفيق يسي القائمين علي دورات إعداد المقبلين علي الزواج سواء في المؤسسات الدينية أو غيرها بأن يخصصوا دورات أيضا للأشخاص من ذوي الإعاقات سواء كانت الحسية والحركية, أو الإعاقات الذهنية البسيطة, لإعدادهم لتكوين أسرة ناجحة في حالة عدم وجود أي مانع للزواج.