يستكمل بابإحنا معاكمناقشة قضية زواج المعاقين وفي هذا العدد نتحدث عن زواج الأشخاص المعاقين حركيا وحسيا,وكيف يتم تغيير الأفكار المغلوطة عنهم والتمييز ضدهم في مسألة الزواج.
تواصل بابإحنا معاكمع طبيبة شابة-أسيوط-ولديها شلل أطفال بإحدي القدمين, تحدثت عن المشاكل التي يعاني منها المعاقون في مسألة الزواج حتي فيما يتعلق ببعض الإعاقات الحركية البسيطة ,وقالت:دائما ما يتسبب الأهل في العديد من المشاكل فحينما يقرر شاب مثلا الارتباط بفتاة لديها ولو إعاقة بسيطة لاتؤثر عليها في شيء فنجدهم يضغطون علي ابنهم حتي يتخلي عن الزواج منها ويستخدمون العديد من أساليب الضغط حتي يتراجع الابن عن قراره,ويقولون كلاما جارحا,وأنا علي المستوي الشخصي تعرضت لمثل هذه التجربة فبعد أن تمت خطبتي بدأ أهل خطيبي يتحدثون عني بشكل سيء ويقولون أشياء مغلوطة,حتي أن إحدي قريبات خطيبي قالت لي-ممكن يكون عندك مشاكل في الخلفة,وإحنا عايزين نفرح بقريبنا مش نبكي عليه يوم فرحه-وبالفعل تم فسخ خطبتي وتكرر هذا الموقف معي مرة أخري منذ أشهر قليلة.هذا إلي جانب التعليقات السلبية التي يقولها البعض حينما يراني-بالرغم من أن إعاقتي غير ظاهرة بوضوح-يا خسارة الحلو مايكملش..!!وكأن لي ذنبا اقترفته لأني أعاني من إعاقة حركية.
هذه إحدي التجارب في موضوع ارتباط وزواج الأشخاص المعاقين في إحدي محافظات صعيد مصر,ولكن كيف يبدأ هذا الواقع المرير في التغير,وأن ينتبه من يميز ضد هؤلاء الأشخاص أنه يتسبب في توقفهم عن الحياة بشكل طبيعي بسبب هذه الأفكار البالية التي بها تمييز واضح ضد الأشخاص المعاقين حركيا أو حسيا.
حول تغيير الأفكار السائدة في مجتمعنا عن الأشخاص المعاقين حركيا وحسيا تحدثنا إلي روز عبد الله الإخصائية والمديرة الفنية لمركز الفخاري للمشورة الأسرية والتنمية البشرية,فقالت:بالرغم من أن هناك تمييزا منذ سنوات طويلة ضد الأشخاص المعاقين في مجتمعنا بشكل عام وفيما يتعلق بزواجهم بشكل خاص,إلا أنه في الفترة الأخيرة ظهرت آراء أكثر انفتاحا خاصة مع إثبات الأشخاص المعاقين لأنفسهم في العمل وغيره مما يجعل الناس يلتفون حولهم ويعجبون بهم وبشخصياتهم وإصرارهم وهذا الأمر يتضح أكثر في المدن في الوجه البحري أكثر من محافظات الوجه القبلي,أما في القري والمناطق الريفية فالأمر يختلف تماما فلايزال الناس هناك ينظرون للإعاقة خاصة الحركية أو الحسية بشكل فيه تمييز ضدهم ويعتبرونها نوعا من النقص لدي الشخص ويحاسبون الأشخاص عليه وهذا الأمر يمثل مشكلة,في حين أنه في كثير من الأحيان يتعاملون مع بعض الأشخاص المعاقين ذهنيا ولكن إعاقتهم غير واضحة في الشكل العام مثل بعض حالات الأوتيزم البسيط أو التأخر العقلي فنجدهم يتعاملون معهم بشكل عادي دون تمييز فقط لأنه لاتظهر عليهم إعاقتهم.
تضيف روز عبد الله وتقول:إن المشورة الأسرية لها دور في زواج أفضل للأشخاص المعاقين حركيا وحسيا,ولكن يجب أولا أن يكون هناك اقتناعا داخليا سواء بالنسبة للشخص المعاق ومن يرتبط به أو بالنسبة إلي أسر الطرفين,ثم يأتي بعد ذلك دور المشورة التي تساهم مع الأسرة في مساندة هذا الزواج وفي نفس الوقت يجعلون الشخص المعاق يعتمد علي نفسه دون اعتماد علي الآخرين,بالإضافة إلي أن للمشورة الأسرية دورا أساسيا ومهما مع الأشخاص المعاقين أنفسهم حتي يتم تهيئتهم للزواج وتكوين أسرة منذ بداية الارتباط وقبل الزواج.
وتؤكد روز عبد الله أنه يجب أن يقوم الأشخاص المعاقون المقبلون علي الزواج بعمل فحوصات طبية متخصصة قبل الزواج لأن لكل حالة ظروفها ,فلا نستطيع مثلا أن نقول إن أبناء المكفوفين سيكونون مكفوفين أو لا..ولكن يجب أن يتم دراسة كل حالة علي حدة للتعرف علي وجود أي أمراض وراثية أخري بالنسبة للطرفين المعاق والطرف الآخر في الزواج..لأن هذا الفحص يجعل هناك مصارحة ومكاشفة بكل شيء قبل الزواج وهنا يتوقف الأمر علي قرار الخطيبين.