بحث وزير السياحة زهير جرانة مع أعضاء الغرفة التجارية الفرنسية تطورات الحركة السياحية الوافدة إلي مصر, والجهود المبذولة من قبل وزارة السياحة للتصدي للأزمات التي تواجه صناعة السياحة المصرية, وذلك في حضور السفير جون فيليكس سبانيو سفير فرنسا لدي مصر.
وقال زهير جرانة, إن السياحة المصرية استطاعت تقليص الآثار السلبية للأزمات العديدة التي واجهتها, مدللا علي ذلك بأن العام الحالي قد بدأ بنسبة انخفاض في أعداد السائحين الوافدين إلي مصر بلغت -13% في شهر يناير, وكان المتوقع حدوث انخفاض في الإيرادات بوجه عام بنسبة 20% وهو ما يمثل بالنسبة لقطاع السياحة حوالي 2.2 مليار دولار, ولكن نتيجة للجهود المتواصلة التي قامت بها وزارة السياحة بالتعاون مع القطاع الخاص والجهات المعنية فقد بلغت نسبة الانخفاض في أعداد السائحين في أكتوبر الماضي 4.5% وفي الإيرادات السياحية نصف مليار دولار.
أشار وزير السياحة إلي المجهودات التي أدت إلي تحقيق هذه النتيجة ومنها تكثيف الحملات الدعائية والترويجية المشتركة مع منظمي الرحلات, وتنظيم رحلات تعريفية للإعلاميين من مختلف دول العالم, إلي جانب تغيبر أنظمة رحلات الطيران العارض في طابا ومرسي علم والبحر المتوسط, وإضافة مصار الأقصر لجذب المزيد من الحركة السياحية.
وأضاف جرانة, أن من أهم أولويات الوزارة في الفترة الحالية تدريب العاملين بالقطاع السياحي بكافة مستوياته, مشيرا إلي أنه تم توقيع عدد من البروتوكولات مع كبريات المعاهد والمؤسسات العالمية المتخصصة في مجال التدريب ومنها جامعة كورنيل الأمريكية لتدريب مستوي الإدارة الوسطي والعليا والمعهد الأيرلندي IDI علاوة علي معهد أميد إيست لتعليم اللغة الإنجليزية, مشيرا إلي أنه يتم الآن دراسة إنشاء مدرسة متخصصة في تأهيل الطهاة, وذلك لضمان تقديم خدمات متميزة للسائح.
أوضح جرانة أنه فيما يتعلق بتدريب سائقي المركبات السياحية فقد تم إنشاء أكبر مركز في الشرق الأوسط لتدريب السائقين حيث سيتولي تدريب سائقي المركبات السياحية للقضاء علي ظاهرة حوادث الطرق.
وفيما يتعلق بسياحة الغوص أكد جرانة, أنه تم وضع القوانين واللوائح لضمان سلامة السائحين من محبي هذا النمط السياحي مع مراعاة الحفاظ علي الشعاب المرجانية, موضحا أنه بالرغم من وجوب عدم تجاوز عدد الغواصين في مناطق الشعاب المرجانية 10 آلاف غواص إلا أن عدد الغواصين بلغ 48 ألف غواص, وهو الأمر الذي لا يمكن قبوله ويجب معالجته, مشيرا إلي أنه في ظل التوسع في إقامة فنادق لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السائحين الوافدين إلي مصر يجب عدم التضحية بالشعب المرجانية ويجب وضع خطة طويلة الأجل تضمن الحفاظ علي التراث والموارد الطبيعية, موضحا أن وزارة السياحة قامت بالعديد من الدراسات في هذا الشأن ويتم الآن تطبيق نتائج هذه الدراسات.
وتطرق جرانة للحديث عن استراتيجية وزرة السياحة, مؤكدا أنها تتم وفقا للبرنامج الانتخابي للرئيس مبارك والذي يتضمن الوصول بأعداد السائحين الوافدين إلي مصر في عام 2011 إلي 14 مليون سائح وعدد الليالي السياحية إلي 140 ليلة سياحية و240 ألف غرفة فندقية, موضحا أنه بالرغم من الأزمات التي يتعرض لها القطاع السياحي إلا أن هناك عددا من الإنجازات الهامة تم تحقيقها, من بينها الانضمام لمبادرة رئة الأرض من خلال مشروع تحويل مدينة شرم الشيخ إلي مدينة خضراء, علاوة علي موافقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD علي انضمام مصر للجنة السياحة التابعة للنظمة بصفة مراقب, هذا إلي جانب اختيار وزير السياحة المصري للعام الثاني علي التوالي رئيسا للجنة الأزمات التابعة لمنظمة السياحة العالمية.
وكشف جرانة عن وجود العديد من الفرص التي يجب اقتناصها, موضحا أن الوقت الحالي هو الأنسب للارتقاء بجودة الخدمة المقدمة للسائح وهو ما تضعه الوزارة نصب أعينها خلال تطبيق المواصفات الجديدة NN علي المنشآت الفندقية وفقا لمعايير ومواصفات منظمة السياحة العالمية.
وأكد جرانة أن عام 2010 عاما صعبا نظرا لأنه يجب بذل المزيد من الجهود, مشيرا إلي ما واجهه العالم خلال هذا العام جراء الأزمة الاقتصادية الحالية التي أدت إلي زيادة أعداد البطالة بحوالي 50 مليون مواطن, إلي جانب فقدان 50 تريليون دولار من ثروات الشعوب, موضحا ضرورة وضع الخطط طويلة الأجل لتحقيق الرخاء للأجيال المقبلة, وأنه يجب الأخذ في الاعتبار أن السائح هو المستهلك النهائي ويجب تقديم أفضل الخدمات له ولابد من القضاء علي كافة السلوكيات السلبية والتعريف بأهمية السياحة وضرورة تكاتف القطاعين الحكومي والخاص مع المجتمع المدني لتحقيق الأهداف التي نصبوا إليها.