تتعرض الأرض سنويا لنحو مليون زلزال, لا يشعر الناس بمعظمها إما لضعفها أو لحدوثها في مناطق غير مأهولة… وقد تتسبب الأنشطة البشرية في حدوث الزلازل, ومنها التفجيرات النووية, وشفط النفط من آباره بباطن الأرض, وكذلك بناء سدود المياه فوق مناطق زلزالية.
أما عن محور الأرض فعادة لا تحدث الزلازل وإن زادت شدتها أو قوتها تغيرا في محور الأرض.
ولكن رجح العلماء في وكالة أبحاث الفضاء الأمريكية ناسا أن يكون زلزال تشيلي المدمر الذي وقع مؤخرا وبلغت قوته 8.8 درجات أثر علي دوران كوكب الأرض بشكل قلص معه الأيام التي يتم احتسابها من خلال دورة الأرض حول محورها.
وأفاد ريتشارد جروس أستاذ الفيزياء الجيولوجية بأن قوة الزلزال أزاحت المحور الذي هو عبارة عن خط وهمي يمر من القطب الشمالي إلي الجنوبي مسافة 8 سم عن موقعه السابق مما أدي إلي تقصير الأيام.
ووفقا للعلماء فإن الزلزال الذي وقع في أعماق الأرض أثر علي توزيع كميات الصخور في الطبقات الدنيا مما انعكس علي دوران الكوكب بقدر لا يمكن الشعور به, ولكنه قابل للقياس عبر الأجهزة المتطورة التي تشير إلي أن الأرض باتت أقصر بما يعادل 1.26ميكروثانية, وفقا لآخر الحسابات, علما بأن كل ميكروثانية تعادل جزءا من مليون جزء من الثانية.
ومن جانبه أكد نجامين فونج شاو خبير ناسا في مختبر ماريلاند أن كل تحرك يقوم علي انتقال كميات كبيرة من المادة في الأرض يؤثر علي الدوران.
وأشار علماء ناسا إلي أن بعض الأمور التي تحدث علي الأرض قد تزيد في طول النهار مجددا, ففي حال نجحت الصين في ملء السدود الثلاثة الكبري علي نهر يانج تزو فإن ذلك سيزيد طول اليوم بنحو 0.06 ميكروثانية بفضل تأثير ثقل المياه البالغ 10 تريليونات جالون.
وليست هذه هي المرة الأولي التي تؤثر فيها الظواهر الطبيعية علي حركة الأرض بحسب العلماء ففي عام 2004 أدي الزلزال الهائل بقوة 9.1 درجات في المحيط الهندي وما تبعه من موجات تسونامي إلي إزاحة محور الأرض وتقصير النهار بمقدار 6.8 ميكروثانية.
كما ربط علماء أسبان بين حرارة قشرة الأرض والنشاط الزلزالي في هذا الكوكب, مؤكدين أن الأطباق التكتونية في أفريقيا وأوربا تتحرك من مكانها حوالي 4 ملليمترات كل عام وتتسبب بزلازل أرضية صغيرة في منطقة قوس جبل طارق الجبلية التي تضم أجزاء من شمال وغرب وجنوب بحر البوران.