بعدما كانت الزينة والبهجة ينفرد بها شهر رمضان عن باقى أشهر السنة، والذى تعود الأناس خلاله على الصوم عن الطعام والشهوات والذنوب، لكنه أفتقد بعض البهجة، حيث أُضيف إلى الصيام فئة جديدة وهى العزوف عن”المصايف” التى يمتاز بها الصيف, فمن المحزن للبعض أن رمضان استقر على هذا المناخ لمدة ليست بقليلة حسب ما أكده د.حنا صابات رئيس جمعية الفلك الأردنية باستمرار قدوم شهر رمضان فى فصل الصيف حتى 2018 نظرا لاستيطان رمضان 3 سنوات فى كل شهر ميلادى، مما يعنى استمرار هذه الأزمة التى ألحقت بموسم الصيف .
ولاقتصار الموسم الصيفى على 4 أشهر “الإجازة الدراسية” والذى يقتسم منها رمضان شهر بأكمله، فقد لجأ أصحاب العقارات المعتمدين بصورة أساسية على الموسم الصيفى الذى ينظر من العام للآخر، لرفع أسعار الشقق لتعويض خسارتهم لتزداد أسعار الإيجار بمدينة الإسكندرية التى تعتبر ملجئا مصيفيا لأغلب المصريين نسبة وصلت إلى 30%، ليتحول إيجار الشقة بمنطقة سيدى بشر على سبيل المثال من 1500 جنيه بشهر يوليه إلى 600 جنيه بشهر أغسطس، كما لم تخل المدن الساحلية الأخرى من الزيادة، فرأس البر أصابتها زيادة بنسبة 40% أما الساحل الشمالى فقد زادت المصاريف المختلفة هناك إلى 50%.
ومن جانب آخر لجأ أصحاب العقارات بالمدن الساحلية لنشر فتاوى رجال الدين التى تحث على المصايف فى رمضان, ولكن لا جدوى، فالمواطنون يكتفون بمصاريف رمضان التى تحتاج لتجهيز تسبقها بأشهر، فالخسارة محتومة لسنوات وارتفاع الأسعار أيضا محتوم حتى تصبح الخسارة على الجميع.
قال محمود عماد أحد سكان مدينة الإسكندرية إن المدينة لم تلق وافديها التى تعودوا على رؤيتها كل عام، فمنذ قدوم رمضان شهر أغسطس للعام التالى وقل توافد المصيفين بصورة كبيرة، حيث ترى أن الشواطئ فارغة من المواطنين، والإيجارات تقل بصورة وهمية ثم ترتفع بصورة خيالية بعد انتهاء شهر رمضان، وهذا يعد من إحدى المشاكل التى تواجه الوافدين هنا، فغلاء الأسعار يعد حائط السد لاستمرار مجيئ المصيفين باقى الأشهر غير رمضان .
وأشار أحمد الهلالى أحد عمال الشواطئ إلى أن قدوم رمضان للعام الثانى على التوالى فى شهر أغسطس أقتسم ربع العائد المادى الذى ننتظره من عام لآخر، والذى نعيش علية طوال العام دون أى عمل آخر يعولنا، مما يؤكد أن السنوات المقبلة فى ظل غلاء الأسعار المتزايد فى الآونة الأخيرة أننا سننقرض بعد عدة أشهر، فدخل الثلاث أشهر لا يكفى أن يعيشنا لبضعة أشهر، فليس أمامنا حل لنعول أنفسنا وأسرنا، مؤكدا أن هذا العمل الموسمى يعول خلفه الآلاف من الأسر والتى ستشرد إذا لم يكن هناك تدخلا ملحوظا من الدولة لحل هذه الأزمة.
وأكد أمجد غالى العامل بأحد فنادق الإسكندرية أنه لم يلحظ خمول فى السنوات السابقة بقدر ما لاحظ هذا العام والذى يرجع لغلاء الأسعار بصورة أصبحت غير طبيعية، بالإضافة لقدوم شهر رمضان فى زروة الصيف الذى من المفترض أن يجذب الآلاف من الوافدين من القاهرة ووجهه قبلى لقضاء الإجازة الصيفية، كما كان يحدث سابقاً، معربا عن مخاوفه حيال استمرار هذا الوضع كثير نظرا لكونه “هيقفل بيوت” أناس كثيرة تعمل فقط فى هذا الموسم .
أكد أحمد عطية وكيل أول وزارة السياحة ورئيس قطاع الرقابة على الفنادق والقرى السياحية أن هناك تأثيرا حدث فى السياحة الداخلية بسبب قدوم رمضان فى الصيف “حصل لكن مش كبير قوى”، مشيرا إلى أن مع الوقت ستتعود الناس على هذا الوضع. أما بالنسبة للسياحة العربية لم تتأثر كثيرا نظرا لتجهيز الهيئة لجدول أعمالها منذ فترات سابقة .
وردا على مسألة تعويض المتضررين قال: الوزارة لا تعوض أحدا، وأعتقد أن بعد انتهاء شهر رمضان سيبدأ الصيف مجددا، لذا كان من الطبيعى بالنسبة للساحل الشمالى والمصايف التى تعمل فقط فى الموسم الصيفى أن تبدأ فى رفع أسعارها تعويضا لخسارة رمضان، فالأهم هنا أن أسعار الفنادق والغرف وكل من تضمنته “الغرفة السياحية” معتمدة ولا يستطيع أن يتخطاها أصحاب الفنادق، لكن هناك أشياء لا تدخل ضمن الرقابة كالمشروبات والمأكولات التى تقدم داخل الفنادق فاللفندق كل الأحقية فى تحديد الأسعار التى تناسب المكان، كما أكد أن المراقبة من المفترض ألا تتضمن الأسعار إنما الأهم مراقبة الجوانب الصحية والخدمات داخل الفندق، فنحن لا نستطيع أن نحدد أسعار الشقق وإيجارتها، وكذالك الفنادق حسب عدد نجومها .
وأعرب د.يحى أبو الحسن رئيس مجلس إدارة شركة ممفيس للسياحة أن السياحة العربية والداخلية تأثرتا بقدوم شهر رمضان بالصيف بصورة كبيرة على الرغم أن هناك نسبة ليست بقليلة من هاتين الفئتين تأتى لقضاء شهر رمضان بالمناطق الساحلية، بالإضافة لاعتماد جزء كبير من السياحة على غير المسلمين، مما أدى إلى تلاشى بعض العجز الناتج من عدم إقبال الصائمين على المصايف.
وذكر محمد عبد الواحد رئيس مجلس إدارة شركة عبر المحيطات للسياحة أن العجز الذى يلحق بقدوم شهر رمضان فى أحد اشهر الصيف، مما يقلل السياحة الداخلية يعوض من جانب آخر فى زيادة وافدين شهر سبتمبر، فالسياحة بصفة عامة لا تتأثر إنما المشكلة أن نوع السياحة الداخلية الصيفية هو الذى يتأذى، وكذلك الشركات السياحية العاملة فى هذا المجال .
كما أضاف أنه لا يستطيع رصد نسبة العجز الناتج عن قدوم شهر رمضان بالصيف إلا بعد انتهاء شهر رمضان والموسم الصيفى حتى تكون تقارير دقيقة حول الموضوع.
==
س.س