في إطار عملية الشد والجذب الدائرة الآن بين جناح المحافظين وجناح الإصلاحيين في إيران, ألقي الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني – الداعم لمرشح الانتخابات الرئاسية الخاسر مير حسين موسوي -كلمة خلال خطبة الجمعة التي أجريت أول أمس أشار فيها إلي أن ثقة الإيرانيين تزعزعت بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وقال رفسنجاني خلال خطبة الجمعة -التي حضرها موسوي والرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي – وتعد الأولي له بعد الانتخابات إنه يجب اتخاذ إجراءات لاستعادة الثقة, مؤكدا أن فئة عريضة من الإيرانيين متشككة في نتيجة الانتخابات الأخيرة وترغب في رؤية خطوات في هذا الصدد.
وأوضح الرئيس الإيراني الأسبق – الذي يعد أحد رجال الدين النافذين في إيران – أن لديه حلا تدارسه مع أعضاء في مجمع تشخيص مصلحة النظام ومجلس الخبراء وهما المؤسستين الرئيسيتين في النظام اللتين يرأسهما رفسنجاني إلا أنه لم يفصح عن مزيد من التفاصيل حول طبيعة هذا الحل, ودعا رافسنجاني إلي الإفراج عن مئات الناشطين الذين اعتقلوا خلال التظاهرات السابقة التي نظمها أنصار موسوي الشهر الماضي للاحتجاج علي نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد. مشيرا إلي أهمية عدم السماح لأعداء إيران بتوجيه اللوم لها أو الاستهزاء منها بسبب الاعتقالات.
وعقب انتهاء صلاة الجمعة تدافع عشرات الآلاف من أنصار موسوي في طهران إلي التظاهر, وعمدت الشرطة إلي تفريق المتظاهرين الذين رددوا شعارات مؤيدة لموسوي وأطلقوا هتافات التكبيروألقوا القبض علي عدد منهم, من خلال استخدام القنابل المسيلة للدموع والهراوات. وقال أحد شهود العيان إن الأنصار تجمعوا في شرق موقع الجامعة ورددوا شعارات التأييد لموسوي. وردد الحشد ## اطلقوا سراح السجناء السياسيين ##. وقال شاهد آخر إن بعض الذين تجمعوا كانوا يضعون عصبات خضراء بلون حملة موسوي الانتخابية.
من ناحية أخري قدم رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية غلام رضا أغازاده استقالته من منصبه فيما يعد ضربة قوية للرئيس الإيراني أحمدي نجاد, وتم الإعلان عن الاستقالة يوم الخميس الماضي قبل يوم من تجمع قادة الحركة الإصلاحية في إيران في خطبة الجمعة.
يعد رضا أغازاده بمثابة الأب الروحي للبرنامج النووي الإيراني, إذ أنه تولي مسئوليته منذ عام 1997, ولم يذكر خطاب الاستقالة أي أسباب لها, إلا أن أغازاده معروف بعلاقته الوطيدة مع رموز الحركة الإصلاحية, كما أنه صوت لرفسنجاني خلال انتخابات الرئاسة عام 2005 أمام أحمدي نجاد, كما أيد موسوي في الانتخابات الأخيرة أمام أحمدي نجاد أيضا. وكان من اللافت للنظر توقيت إعلان الاستقالة التي تعد ضربة لنجاد, إذ جاء إعلان الاستقالة قبل نحو 24 ساعة من تجمع الإصلاحيين في طهران.
الجدير بالذكر أنه من المقرر أن يتسلم أحمدي نجاد مهام منصبه رسميا في الفترة من 2 إلي 6 أغسطس المقبل, ويحاول قادة جبهة المحافظين احتواء الاعتراضات والمظاهرات التي يشنها أنصار موسوي حتي موعد تسلم نجاد لمنصبه, حتي يتم الإقرار بالأمر الواقع بشكل يصعب معه عمليا نقض نتيجة الانتخابات وفقا لما يشير إليه الدستور الإيراني.