رغم عمليات تنقية المياه والتي تظهر في مختلف محطات الجمهورية,إلا أن معاناة المواطنين في الحصول علي مياه نقية بسبب اختلاطها بالصرف الصحي في أماكن مختلفة بالمحافظات لا تزال مستمرة.
وطني حاولت التعرف علي محاولات تنقية المياه وكيفية مرور المياه بخطوات التنقية,وما أسباب حدوث مثل هذه الأمراض رغم كل هذه الخطوات في التنقية!
تكاليف تنقية المياه
قال المهندس عبد القادر محمد حمدي -نائب رئيس مجلس إدارة شركة الصرف الصحي- إن الشركة لا تتواني عن تقديم خدمات الصرف الصحي للمواطنين بمجرد تقديمهم طلبات تفيد ذلك,وأنه من مصلحة المواطن والشركة أن تكون خدمات الصرف الصحي متاحة للجميع,حتي لا يتسبب تلفها في معاناة للمواطنين.
من جانبه قال محمود أبو خلف -خبير مياه بالشركة القابضة للمياه- إن المياه سلعة لا تباع ولكن ما يتم تحصيله هو تكلفة تنقية المياه حتي وصولها إلي المستهلك والسعر الحالي لا يغطي 30% من هذه التكلفة,لأن سعر التكلفة المضافة لمياه الشرب حوالي جنيه للمتر المكعب,ويشمل استخدام كيماويات التنقية مثل الشبة والكلور والتيار الكهربائي اللازم لتوصيل المياه للمستهلك,وأجور العمال ومستلزمات الصيانة,بينما يتم تحصيل 30 قرشا للمتر المكعب من المستهلك وتتحمل الدولة باقي التكلفة.
أشار أبو خلف إلي أن تدني سعر المياه جعل المواطن يتعامل مع المياه علي أنها سلعة رخيصة مما يؤدي إلي إهدار أكثر من 50% من المياه في أمور لا تخص مياه الشرب,كما أن عدد الشكاوي في استهلاك المياه لم يصل لحد الظاهرة,كما أن محاولة تحريك سعر المياه يرجع إلي محاولة التخفيف علي ميزانية الدولة والاستفادة من الفائض في إنشاء المزيد من محطات المياه,وتحفيز المواطنين علي الاقتصاد في استهلاك المياه وعدم إهدارها.
إهدار المياه!
وعن اللون الأبيض الذي يظهر عند فتح صنبور المياه قال أبو خلف إن هذا يرجع لوجود الكلور وربما يرجع للشبكة الرئيسية في المنطقة,وربما يرجع ذلك إلي الشبكة الداخلية للعمارة,ولكن في كل الأحوال هذه النسبة غير ضارة,وفي حالة ظهور رائحة كلور يجب ترك المياه في إناء لمدة ربع ساعة قبل الشرب أو إزالة الرائحة بغلي المياه.
وعن استخدام فلاتر المياه قال أبو خلف: استخدام فلاتر المياه وهم كبير خاصة وأنه يوجد بداخلها مادة كيمياوية تتحول إلي اللون الأسود بمجرد مرور المياه,وهنا يشعر المواطن بأن الفلتر عمل علي إزالة الشوائب,خاصة وأن المشكلة ليست في المياه,وإنما في خزانات المياه التي تتطلب الكشف عنها بشكل دوري لضمان نقاء المياه,وغالبا ما تتسبب هذه الخزانات في تغيير لون المياه,مشيرا إلي أنه في حالة وجود أية مشكلات للمياه لابد من العودة لشركة المياه فورا لعلاجها قبل إصابة المواطنين.
تنقية المياه
من جانبه قال ياسر محمد عبد الحليم مهندس بمحطة مياه روض الفرج إن المياه تنقسم إلي ثلاثة أنواع,الأول وهو الماء العكر المراد تنقيته,ثم المياه المروقة ثم المرشحة,والمياه العكرة تدخل علي المروق الذي يقوم بتنقية المياه ويضاف إليها الشبة والكلور,وبعد ذلك تتحد الشبة مع المياه العكرة مكونة رواسب صغيرة تسمي نتف وتتجمع أسفل المروق,وبعد ذلك يتم التخلص منها,وبالنسبة للمياه الباقية تطفو فوق المروق لأنها تكون راقت بنسبة 80%.
بعد ذلك تدخل المياه علي المرشح الذي يقوم بتنقية المياه لتصل الكفاءة 100% صالحة للاستخدام الآدمي,بالإضافة إلي أن المرشح يتكون من بلاطات خرسانية مثبت عليها مصفاه بها فتحات صغيرة تسمح بمرور المياه ولا تسمح بمرور الرمال,لأنه يضاف حوالي متر وربع رمل,وبعد ذلك تدخل المياه النقية إلي المرشح ويتم حجز الشوائب الخارجة من المروق من خلال رمال الترشيح,وبعد ذلك تمر المياه من خلال المصفاة إلي الخزان,ومنه إلي الشبكة ومنها إلي المواطنين.
عمليات تطهير المياه
أوضحت سهام إسماعيل مدير عام معامل قطاع شمال شرق أن المعامل تقوم بتنقية جرعات الشبة والكلور الذي يحددها عن طريق نسب جرعة الكلور اللازمة لعملية تطهير المياه,بالإضافة إلي اختيار أفضل جرعة من الشبة تستخدم في عملية ترويق المروقات وبعد ذلك يتم رفع عينات من الشبكة لمتابعة نوعية المياه خارج المحطة وقياس الكلور المتبقي والتأكد من تحقيق المواصفات.
اختلاط المياه بالصرف الصحي
وعن تلوث المياه في بعض المحافظات رغم عمليات التنقية قال الدكتور صبري وهبة -باحث بقسم بحوث تلوث المياه عن مشكلة المياه في بورسعيد- إنه حدث نمو مفاجئ للطحالب في منطقة الرسوة في المياه بصورة زائدة وتم حلها بإضافة الكربون المنشط بعد ترويق المياه ودخولها للمرشحات…
وفي منطقة شبرا الخيمة قال محمد شفيق أمين الجمعية المصرية للتنمية الشاملة بشبرا الخيمة إن الجمعية تلقت شكاوي عديدة من المواطنين باختلاط أشياء غريبة بالمياه,وترسب مواد في المياه تسبب خطرا علي المواطنين,مشيرا إلي أنه في انتظار رد الجهات المعنية خاصة وأن هناك إصابات حدثت للمواطنين وهناك شبهة الإصابة بالتيفود بعد اختلاط المياه بالصرف الصحي.
وفي هذا الإطار قالت الدكتورة سلوي أنيس -أستاذ بقسم تلوث المياه بالمركز القومي للبحوث إن المشكلة الأبرز هنا هي مخلفات الشركات والمصانع التي يتم إلقائها في النيل مما تتسبب في اختلال بالتوازن البيئي رغم كل محاولات تنقية المياه في ظل عدم وجود ثقافة للمواطنين بالححفاظ علي مياه النيل ونظافتها.