أثارت أحداث الأحد الدامي التي شهدتها منطقة ماسبيرو سلسلة من ردود الأفعال الدولية الغاضبة سواء علي المستوي السياسي أو الإعلامي, وأدان الاتحاد الأوربي هذه الأحداث التي راح ضحيتها 25 شخصا مطالبا السلطات المصرية باحترام الأقليات الدينية,كما دعا وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج السلطات المصرية إلي ضرورة التأكيد علي حرية العقيدة,وأن تراجع كل الأطراف عن ممارسة العنف .
كما أكد وزير خارجية الدنمارك فيلي سوفندال علي أنه لايوجد شيء في العالم يعطي الحق في الدخول في صراعات دينية, وأنه من المخيف دخول مصر إلي هذه المرحلة.
أصدر اتحاد المنظمات القبطية في أوربا بيانا أدان فيه أحداث ماسبيرو,أكد أن أحداثه تدين من قام به وتعرضه ليس للإدانة الدولية فقط بل للعقوبات الدولية نظرا لاستخدام القوة الغاشمة ضد المواطنين العزل لكونهم مختلفي العقيدة, كما أدانت المنظمات التليفزيون المصري المضلل في معالجته التي اتسمت بالكذب الفاضح وشحنه المواطنين ضد الأقباط المسالمين ليحول الجاني إلي مجني عليه.
من جانبه أكد السفير محمد منيسي المشرف العام علي هيمنة رعاية المصريين بالخارج أنه لابد من تطبيق قانون واحد علي جميع المصريين بدون تمييز ليس فقط الخاص بدور العبادة وإنما كافة القوانين التي تضمن عدم التفرقة بين مصري وآخر.
أضاف السفير منيسي بقوله:الأحداث الداخلية من الطبيعي أن يكون لها رد فعل قوي خارج مصر وهنا يظهر دور السفارات المصرية والتي تعتبر جزءا من كيان وزارة الخارجية والتي تقوم تنفيذ إجراءات محددة لخدمة المواطن المصري بالخارج.. وأيضا العمل علي امتصاص غضب الجاليات المصرية في مثل هذه الأحداث فتقوم السفارة بفتح أبوابها واستقبال هذه الأعداد,والاهتمام بمطالبهم واقتراحاتهم التي يملونها عليهم.
وصرح المستشار عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأ مريكية قدمت تعازي الحكومة الأمريكية في ضحايا أحداث ماسبيرو, وتأكيد الخارجية المصرية للوزيرة الأمريكية عزم الحكومة المصرية علي التعامل بجدية مع هذه الأحداث والتحقيق فيها بصورة وافية بما يظهر كافة خلفياتها ومسبباتها,وذلك من خلال قرار الحكومة بتشكيل لجنة قضائية لتقصي الحقائق من بدايتها.
يهيب المجلس المصري للشئون الخارجية بالقوي والشخصيات السياسية التعامل مع هذه الحدث بأكبر قدر من المسئولية وبعيدا عن الأصوات والمزايدات الشخصية.وأنه علي الرغم من تعدد مظاهر وأحداث الفتنة الطائفية في الشهور الأخيرة إلا أن بعض القوي والشخصيات السياسية الرئيسية لم يصدر عنها أي تصرف يتفق مع أخطار هذه الفتنة واحتمالات تطورها,ويدعو المجلس وسائل الإعلام أن تتحلي بالمسئولية والبعد عن الإثارة والغوغائية وتوفير المناخ للمعالجة الحكيمة لهذا الحدث الفارق.
ويتطلع المجلس إلي لجنة التحقيق التي تم تشكيلها ويأمل أن تجري تحقيقاتها بإدراك لحجم الحدث وما يحمله من تهديد لمستقبل مصر وبشفافية وموضوعية تصل إلي حقائق الحدث والأطراف التي شاركت ودوافعها ومسئولياتها وكلما كان التوصل إلي نتائج التحقيق عاجلا والتصرف وفقا لها,كلما ساهم هذا في احتواء الأزمة والاطمئنان لعدم تكرارها بعلاج مصادرها.
وعلي الرغم من أن أحداث ماسبيرو كانت تراكما لأحداث سابقة إلا إننا نعتبر أنها تحدث في وقت حاسم في مستقبل مصر السياسي,حيث تعيد مصر بعد الثورة بناء نفسها سياسيا واقتصاديا وثقافيا في طريق النهضة والتقدم,وهذا يفسر خطورة أحداث ماسبيرو وما سبقها ولابد من التعامل معها علي أنها تهدد مستقبل الثورة وما تتطلع إليه من بناء مصر الجديدة الناهضة.
وفي هذا السياق تنطلق اليوم مظاهرة حاشدة للأقباط في هولندة احتجاجا علي المذبحة التي نفذت ضد الأقباط في ماسبيرو,وذلك أمام البرمان الأوربي تشترك فيها كل المنظمات القبطية في أوربا لمقابلة أعضاء من البرلمان الأوربي في محاولة لاتخاذ إجراءات ضد الحكومة المصرية تجاه ما يحدث في حق الأقباط,ويسعي المنظمون لتقديم تقرير شامل عن مذبحة ماسبيرو مصحوبا بصور وفيديوهات وشهود في واقعة ماسبيرو.
وأعرب فرانكو فراتيني وزير الخارجية الإيطالي بقوله:هناك تصعيد يقلقنا بشكل كبير,وثمة تحد أمام الحكومة الانتقالية,يتمثل في إثبات أن الوقاية ورد الفعل,يجب أن يكونا أكثر حيوية من عهد الرئيس السابق حسني مبارك, والسلطات في مصر سوف تقوم بالتحقيق,واعتقال المسئولين عنها علي الفور فهو شيء لاينبغي تكراره.
روح التغييرات التاريخية
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن حزنه العميق للأحداث التي شهدتها مصر في محيط مبني الإذاعة والتليفزيونماسبيرومناشدا في بيان أصدره الناطق الرسمي باسمه جميع المصريينالبقاء متحدين والمحافظة علي روح التغييرات التاريخية لعالم2011 ودعا السلطة الانتقالية إلي ضمان حماية حقوق الإنسان والحريات المدنية للمصريين من كل الأديان ,مطالبا بأن تتسم الفترة الانتقالية بالسلمية والتنظيم والشفافية بما يلبي طموحات المصريين المشروعة وما يتضمنه ذلك من إجراء انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية تودي إلي إقامة حكم مدني.
دعم الاقتصاد
من جانبه أكد بيوتر يوختا سفير بولندة بالقاهرة,حرص بلاده علي استمرار العلاقات القوية التي تربطها بمصر,وثقتها في قدرة الاقتصاد المصري علي تجاوز الظروف الراهنة والانطلاق نحو المزيد من النمو,مؤكدا أن الحكومة البولندية تثق بأن السوق المصرية سوف تصبح واحدة من أهم الأسواق في الشرق الأوسط خلال السنوات القليلة المقبلة,مؤكدا حرص مجتمع الأعمال البولندي علي دعم الاقتصاد المصري عن طريق دراسة الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر.
التوترات الطائفية
أعرب وزير خارجية النمسا ميخائيل شبندل إجر عن قلقه العميق إزاء الأحداث التي وقعت في ماسبيرو معربا عن تعازيه للضحايا قائلا: قلوبنا مع أقارب الضحايا والمصابين مؤكدا الكشف عن الأسباب الكامنة وراء التوترات التي تظهر من حين لآخر من شأنه ضمان عدم تكرارها.
وأشار جو ستورك,نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش إلي أن التحقيق الذي أعلنت عنه السلطات العسكرية المصرية في أحداث العنف الطائفي في القاهرة لابد أن يكون تحقيقا سريعا ومستفيضا ومحايدا, علي أن تتولي التحقيقات سلطات قضائية مستقلة وليس النيابة العسكرية,مشيرا إلي غضب المسيحيين الأقباط إزاء إخفاق السلطات في التحقيق أو الملاحقة القضائية للمسئولين عن الهجمات الأخيرة علي المسيحيين ودور العبادة الخاصة بهم.