توالت ردود أفعال الدول الكبري الحذرة بعد إعلان إيران عن قدرتها علي إنتاج دورة الوقود النووي بشكل كامل واختبار نوعين جديدين من أجهزة الطرد تفوق قدرتهما قدرة الأجهزة الموجودة حاليا. ودعت واشنطن طهران إلي التعاون مع المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي , وأعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن قلق بلادها تجاه الإعلان الإيراني الأخير.
ورغم ذلك شككت كلينتون في مصداقية هذا الإعلان قائلة: ##لا نعرف ماذا نصدق بشأن البرنامج الإيراني.. سمعنا تقييمات وأقوالا مختلفة علي مدار أعوام##, وأضافت وزيرة الخارجية الأمريكية أن أحد الأسباب, التي قررت الولايات المتحدة من أجلها المشاركة في المحادثات المباشرة مع إيران, يكمن في المساعدة علي ضمان الكشف عن ##معلومات موثوقة## بشأن القدرات النووية الإيرانية.
من جانبها أعربت فرنسا عن قلقها بعد تصريحات إيران حول نصب أجهزة الطرد الجديدة, حيث أعلن إريك شفالييه الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن تلك التصريحات مثيرة للقلق مطالبا بضرورة التحقق من حقيقة الأرقام المعلنة وانتظار تقييم الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وجدد شفالييه دعوة إيران إلي الامتثال لمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية## لا سيما التي تخص تفتيش المواقع النووية وتعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وفي إسرائيل طالب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك المجتمع الدولي باتخاذ خطوات حاسمة من شأنها منع إيران من الاستمرار في مساعيها النووية, في إشارة إلي الكشف الإيراني الجديد وقال باراك في بيان صدر عن مكتبه إن تل أبيب لا تعارض إجراء حوار بين واشنطن وطهران, مشددا علي وجوب ألا يتم إلغاء الخيارات الأخري التي من شأنها وقف الخطر الإيراني, وكانت الصحف الإسرائيلية قد نقلت عن مصادر إسرائيلية رسمية قولها إن إيران تعتبر الخطر الحقيقي والأول علي بقاء إسرائيل, والتي بدورها يجب أن تكون مستعدة لكل الاحتمالات, بما فيها الحل العسكري, الهادف إلي ردع التهديد الإيراني.
كان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد أعلن يوم الخميس الماضي عن افتتاح أول مصنع لإنتاج الوقود النووي في مدينة ##أصفهان##, مما يتيح للجمهورية الإسلامية القدرة علي إنتاج دورة الوقود لمفاعلاتها النووية بالاستعانة بالخبرات المحلية, ودون الحاجة إلي مساعدات فنية خارجية, كما كشف عن اختبار إيران لنوعين جديدين من أجهزة الطرد المركزي يتمتعان بقدرة أعلي لتخصيب اليورانيوم وإنتاج الوقود النووي.
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية غلام رضا أقازاده إن طهران ركبت 7 آلاف جهاز للطرد المركزي وأن مصنع الوقود في محافظة أصفهان الذي تم إنشاؤه بخبرات إيرانية سيؤمن الوقود اللازم لعمل أجهزة الطرد المركزي في مفاعل أراك – الذي لا يزال قيد البناء – كما نقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء أن القدرة الإنتاجية للمصنع تبلغ سنويا عشرة أطنان من الوقود النووي, بالإضافة إلي ثلاثين طنا من الوقود للمفاعلات المقبلة التي ستعمل بالمياه الخفيفة.
وسينتج مصنع إنتاج الوقود النووي الذي دشنه نجاد في أصفهان كريات من أوكسيد اليورانيوم من أجل توفير الوقود لمفاعل أراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة ومن المقرر استكماله خلال العام الحالي أو العام المقبل, وعملية إنتاج الوقود النووي مختلفة عن عملية تخصيب اليورانيوم, التي تنتج الوقود لمفاعل يعمل بالمياه الخفيفة, كما يحدث حاليا في مصنع ##نطنز## ولكن الوقود المستنفد الذي ينتجه مصنع يعمل بالمياه الثقيلة يمكن إعادة معالجته لإنتاج البلوتونيوم اللازم لصنع قنبلة نووية.