اختتمت مؤخرا بحاريصا في شمال العاصمة اللبنانية بيروت فعاليات الجامعة الصيفية لمشروع منبر الحرية بمشاركة نخبة من المثقفين والباحثين العرب الذين ينتمون إلي بلدان عربية مختلفة, معظمهم من الشباب الباحث عن الحرية, وتنوعت فعاليات الجامعة ما بين محاضرات نظرية قدمها كل من الدكتور إدريس الكريني من جامعة القاضي عياض بمراكش, والخبير الاقتصادي المغربي نوح الهرموزي, وعزيز مشواط باحث وكاتب (المغرب), والدكتور محمد حلمي أستاذ الفلسفة والصحفية سنية البهات (مصر), والشاعرة والباحثة مرح البقاعي ذات الأصل السوري (الولايات المتحدة), وما بين مجموعات عمل لتقديم رؤي الشباب لقضايا الإصلاح والحرية والديموقراطية.
قال الدكتور نوح الهرموزي مدير مشروع منبر الحرية إن هذه الجامعة تأتي استكمالا لفعاليات الجامعة الصيفية بالمغرب التي انعقدت في يوليو الماضي, وأنها فرصة لفتح آفاق جديدة أمام المشاركين لتعميق النقاش والرؤي المتنوعة, وأن المشاركين في الجامعة الصيفية بلبنان يعدون باحثين متميزين في مختلف التخصصات, منهم باحثون وصحفيون ومحامون ونشطاء في العمل الأهلي جاءوا من بلدان عربية عديدة ليقدموا تصوراتهم ورؤاهم لإشكاليات العالم العربي, كما أن طبيعة المشاركين جعلت من الجامعة فضاء خصبا لتلاقح الأفكار في اتجاه عالم عربي حر يسوده السلام ويتمتع بفرص التنمية الحقيقية.
وفي ورقة بحثية له عن ظاهرة الإرهاب وإشكالات التنشئة الاجتماعية في الأقطار العربية قال الدكتور إدريس الكريني من جامعة القاضي عياض بمراكش إن غياب أو تغييب مختلف القنوات المعنية بالتنشئة عن ملامسة القضايا المجتمعية العميقة التي تندرج ضمن اهتماماتها المفترضة, من شأنه أن يحدث فراغا قد يفتح الباب أمام بعض القوي المتطرفة التي تعمل في السر لتستقطب أفرادا غير محصنين فكريا وتربويا ودينيا, وتوجههم نحو ارتكاب أشكال متباينة من العنف في حق أنفسهم وفي حق المجتمع برمته.
استطرد بقوله: إن النقابات ينبغي أن تتحمل مسئولياتها في التنشئة والتعبئة, وذلك بالعودة إلي عمق المجتمع ومعانقة قضاياه اليومية, كما أن الأحزاب السياسية مطالبة بتعزيز حضورها علي طريق بلورة أطر سياسية تبدأ من تكريس الوعي السياسي داخل المجتمع,ولذا ينبغي علي هذه القنوات مجتمعة أن تتحمل مسئولياتها, وعلي الأحزاب والنقابات ووسائل الإعلام أن تطور عملها باتجاه بلورة تطلعات ومطالب المواطنين لصناع القرارات فيما علي الدولة أن توفر الأجواء والشروط السياسية والقانونية والاجتماعية التي تسمح بتفعيل هذه الأدوار.
وقدمت مرح البقاعي الباحثة الأمريكية ومديرة معهد الوارف للدراسات الإنسانية محاضرة متميزة عن الحرب والسلام في منطقة الشرق الأوسط, والمعوقات التي تمنع من انتشار السلام في المنطقة, وتعامل العقول العربية مع هذه الأفكار.
كما شاركت بورقة عمل حول الشباب والحرية في إطار توزيع المشاركين في مجموعات صغيرة للاتفاق حول هذه الورقة التي حاولت الإجابة علي بعض الأسئلة ومنها الحرية المنشودة لتفعيل عملية التغيير الثقافي والاجتماعي والسياسي في الشرق الأوسط؟ وما دور الفئة الشابة – الحاملة الحقيقية لأدوات التغيير – في دق نواقيس الإصلاح والتحديث في منطقة مليئة بأعباء متراكمة نتيجة تاريخ من الحروب المتعاقبة, وغياب الاستقرار, وتراجع التنمية وماذا يحمل هؤلاء الشباب من هموم الحاضر, وآمال المستقبل؟ وما أبرز احتياجاتهم, وأكثرها إلحاحا, بما يحفزهم أن يصيروا عامل إثراء وإضافة لمجتمعاتهم, والعالم؟ ,وتم طرح هذه الورقة للنقاش في النهاية بعد تقدم كل المشاركين بملاحظات حول هذه الورقة, وطرحها للتصويت الحر المباشر, ليعلن المشاركون عن الموافقة علي ما ورد بها.
أما الدكتور محمد حلمي أستاذ الفلسفة فركز علي حاكمية الشوري في النص والوعي والتاريخ, مقاربة منهجية في الفكر السياسي الإسلامي كما توقف عند ثنائية الثبات والتغيير في الثقافة العربية المعاصرة متسائلا عما تغير في الثقافة العربية المعاصرة علي مدي العقود الثلاثة الأخيرة؟
بينما تناولت سنية البهات صحفية قضية الإعلام العربي بين المشاركة الفعالة في تحقيق ديموقراطية المجتمع وإعادة إنتاج الهيمنة, وألقت الضوء علي الإعلام المصري كنموذج واضح وملامح العلاقة بين المؤسسات الإعلامية والدولة, وانعكاس ذلك علي شكل المنتج الإعلامي من جانب ودور الإعلام من جانب آخر في ترسيخ مفاهيم الديموقراطية.
وركزت في محاضرة أخري علي دور المرأة في المجتمعات العربية, ومناقشة الطريقة الأفضل لتمثيل المرأة في البرلمانات العربية, وكيفية تكوين رأي عام يساعد علي تمثيل مناسب للمرأة, سواء كان عبر نظام الكوتة أو عبر نظم قانونية مختلفة, بشرط اقتناع المجتمع بأهمية دور المرأة, وأن تقوم السيدات المنتخبات في البرلمانات العربية بدور إيجابي في مجتمعاتهم يعزز من تمكين المرأة.
أما عزيز مشواط كاتب وباحث مغربي فركزت مداخلته علي الردة الثقافية والفكرية التي تشهدها المنطقة العربية, حيث أشار إلي أنه في الوقت الذي دعا فيه رفاعة الطهطاوي إلي حقوق المواطنة وإلي سلطة تؤمن بتساوي الناس في الحقوق والواجبات, والذي قام فيه عبدالرحمن الكواكبي بنقد طبائع الاستبداد وندد بالاستبداد الديني الذي تفرضه سلطة مستبدة, ودافع قاسم أمين عن تحرر المرأة, واجتهاد محمد عبده في إنتاج تأويل للنص الديني يركن إلي العقل وحاجات الناس العملية, ومطالبة فرح أنطون بمجتمع مدني, ودعوة طه حسين إلي الفصل بين العلم والدين, محددا مجالا خاصا لكل منهما دون مرتبة أو امتياز, وصل العالم العربي الآن إلي حالة يرثي لها, بعد أن تراجعت الأفكار والمناقشات, ورغم اجتهاد هؤلاء وغيرهم, والتطلع إلي المستقبل.
للشباب رأي
سري الضمورالأردن: تعتبر الجامعة فرصة للالتقاء والتحاور الجاد ما بين الشباب العربي بمختلف طبقاته الفكرية والثقافية, وهو الأمر الذي يعزز التواصل الحقيقي وربط جسور من العلاقات الاجتماعية والإنسانية, خاصة أن الشباب العربي يسعي في الوقت الحالي إلي إحداث تغيير حقيقي وفاعل علي مستوي الساحة العربية والعالمية, من خلال الأنشطة والفعاليات المختلفة والتي من شأنها رفع قدرات الشباب وتمكينهم من أنفسهم, إذ يعد دورهم أساسيا وفاعلا في قيادة التغيير الإيجابي وصناعة مستقبل مشرق وذلك لا يمكن أن يحدث إلا عبر التكاتف مع مؤسسات المجتمع المدني.
عربية الجنابي بغداد: لاشك في أن هذه الجامعة تجربة متميزة للشباب العربي بمختلف انتمائاتهم وثقافاتهم وتجاربهم, حيث شاركوا ليتحدثوا بقلم حر عن أفكارهم وآرائهم وحلول تعصف بعالمنا العربي الذي يعاني من حيث متاعب ومشاكل لا حصر لها تعصف به وخاصة أن جيل الشباب يحمل لواء التغير والتجديد ويرسم خطا واضحا لمستقبل مشرق في وطننا العربي وبغض النظر عن اختلاف حكوماتنا فيجب أن يكون الشباب العربي كتلة واحدة لا تفصل بينه حدود أو رسوم أو سياسات مختلفة.
هنا بيروت
* رغم مرور عامين علي الحرب الإسرائيلية والتي دمرت البنية التحتية اللبنانية بعد أن قام حزب الله بأسر 3 جنود إسرائيلين, قام الحزب بإعادة إعمار بعض المناطق التي دمرتها إسرائيل, ويلاحظ ذلك في الضاحية الجنوبية في بيروت, ومدينة صور, ومناطق متفرقة من جنوب لبنان.
* في الوقت الذي كانت فيه مصر تستضيف كأس العالم للشباب لكرة القدم, كانت بيروت تستضيف دورة الألعاب الفرانكوفونية, وبمجرد أن تطأ قدمك مطار بيروت تدرك أن بيروت تستضيف حدثا رياضيا كبيرا, وتجد كل الشوارع والميادين تتحدث عن هذا, لتشعرك وكأنك في جو الدورة الرياضية, بينما في مصر لم يشعر أحد بالبطولة إلا مع تكثيف الإعلانات التلفزيونية.
* نظرا لمرور وقت طويل علي المناقشات الخاصة بتشكيل الحكومة اللبنانية, تقوم بعض القنوات اللبنانية ببث بعض الفقرات الساخرة, حيث تبرز مجموعة كل فرد فيها يتحدث علي ضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت, ويهدرون الوقت دون تشكيلها!