قريبا ينتهي العام الدراسي والامتحانات وترتفع حرارة الصيف وتتعالي أصوات الأبناء داخل الأسر المصرية متي نذهب للمصيف؟ سؤال يجده غالبية الآباء وتصعب الإجابة عليه في ظل الارتفاع الشديد في الأسعار ومصاريف العام الدراسي التي أثقلت جيوب الآباء وأرهقتهم ماديا طوال العام, كما ارتفعت أيضا أسعار المصايف والبلاجات.. ولكن عبء الإجازة ومطالبة الأبناء بالترويح عن النفس ضرورة. إزاء هذا الوضع انتشرت في المناطق الشعبية ومراكز الشباب والمصالح الحكومية ظاهرة مصيف اليوم الواحد والمصيف بالتقسيط والمعسكرات.
وفي هذا التحقيق نحاول التعرف علي مصايف محدودي الدخل الذين يقعون بين سندان مطالب الأبناء ومطرقة الأسعار.
رحلات اليوم الواحد
قال سامح عادل موظف: المصيف له سحر خاص وطعم البحر وفرحة الأسرة بالوقت الجميل علي البلاج لا يمكن تجاهلها, ولكن بعد ارتفاع أسعار الشقق في المدن الساحلية بالإضافة لغلاء الأسعار عامة أصبح المصيف لمدة أسبوع مكلفا جدا وأصبحت هناك مطالب للأسرة واحتياجات أهم خاصة لدي أولاد في الإعدادية والثانوية العامة والدروس الخصوصية تستنزف معظم الدخل. فكان الحل هو الاشتراك في رحلات اليوم الواحد حيث إنها غير مكلفة والتي تبدأ مبكرا في الخامسة إلي أحد المصايف القريبة من القاهرة مثل فايد أو العين السخنة ونعود آخر اليوم سعداء وغالبا ما نكررها مرة أو مرتين خلال الصيف.
تتفق معه سلوي فوزي ربة منزل بقولها: الآن لا يمكن للأسرة أن تذهب للمصيف لمدة أسبوع أو عشرة أيام نظرا للارتفاع الشديد في الأسعار سواء في الشقق أو البلاجات بالإضافة لارتفاع مصاريف الأكل والشرب فالجميع تكون لهم متطلبات خاصة في الأكل والسينما والسهر حتي الصباح وأصبحنا نقوم بإجازة اليوم الواحد مع العائلة أو الأصدقاء, فتكون كل الاحتياجات ليوم واحد ليست مكلفة, ونكون قد قضينا وقتا ممتعا عوضنا به ما أتعبنا خلال العام.
بينما قال خالد السيد موظف إنه سيستغني عن المصيف هذا العام وسوف يعوض أطفاله بالذهاب إلي حمامات السباحة بسبب كثرة التكاليف والأعباء التي ستكون علي عاتقه, فرحلة المصيف كانت تكلفه الأعوام السابقة مبالغ تتراوح بين 2000 و2500 جنيه, فأسرته مكونة من خمسة أفراد في الوقت الذي زادت فيه التكلفة هذا العام إلي الضعف تقريبا, نظرا لارتفاع الأسعار والتكاليف.
رفض روماني وليم مدرس فكرة مصيف اليوم الواحد وقال: في الماضي كانت الأسرة تقوم بعمل جمعية, استعدادا لحجز أسبوع لقضاء الصيف في أحد الشواطئ المصرية ولكن اليوم يتم ادخار الأموال للدروس, بل تخصص الجمعيات للدروس.
وفي المرات القليلة التي فكرنا فيها في الذهاب إلي الشواطئ القريبة لم نستمتع حيث تأتي سيارات النصف نقل محملة بالمواطنين من القري أو بالشباب المستهتر وينقلب الشاطئ إلي مكان يمتلئ برائحة المحشي والفيسخ بالإضافة إلي معاكسة الفتيات مما جعلنا لا نفكر مطلقا في تكرار هذه الرحلات.
عن تنظيم رحلات اليوم الواحد يقول مايكل عاطف منظم رحلات: تنظيم الرحلات ليس أمرا سهلا فالشخص الذي يقوم به يجب أن يكون شخصا موثوقا به ويتمتع بقبول وحب من الآخرين وأن تكون لديه خبرة في التعامل مع المشاكل التي يمكن أن تحدث أثناء الرحلة وأيضا في اختيار وسيلة المواصلات التي سوف ننتقل بها والأشخاص المساعدين له.
أضاف: رحلة مصيف ليوم واحد يوجد بها سيدات وفتيات تتطلب التدقيق في اختيار الشباب الذين قد يذهبون بمفردهم ولأنني أعمل في هذا المجال من فترة طويلة خلال فترات الصيف فيجب أن أحظي باحترام الأسر, ويضف أن هذه الرحلات تجد إقبالا كبيرا فتكلفة اليوم تتراوح بين 40 و50 جنيها للفرد.
معسكرات مراكز الشباب
قال محمد جمال – مدرب رياضي بمركز شباب الدقي: رحلات أندية الشباب التابعة لوزارة الشباب والرياضة تعد الحل للشباب الذين يريدون التصييف ولا يستطيعون تحمل المصروفات, لأنها مدعومة من قبل الوزارة وتستوعب أكبر عدد من الشباب وأنها ذات فائدة لأنها توظف طاقاتهم وتحملهم مسئولية أنفسهم, وهذه الرحلات غالبا ما تكون في شواطئ ذات تكلفة قليلة جدا, كالإسماعيلية والعريش, وأن تكلفة المواصلات والإقامة عبارة عن أجر رمزي فالمواصلات بأتوبيسات النادي, والإقامة في بيوت الشباب, وبالنسبة للطعام فإنه يكون كالآتي: كل مشترك يحضر معه 1 كيلو بطاطس, و1 كيلو مكرونة, و1 كيلو أرز, وربع كيلو فول, ويتكفل المركز بشراء اللحوم وباقي المتطلبات.
كما أن معسكرات مراكز الشباب تحل مشكلة داخل الأسرة التي غالبا ما يكون الأب والأم غير مستعدين ماديا للذهاب للمصيف الذي يلح عليه الأبناء بصورة كبيرة فيجدون أنها فرصة لحل المشكلة بالإضافة لأنهم مطمئنون لأن أولادهم تحت رعاية مشرفين مسئولين.
المعسكرات الكنسية
وانتشرت بصورة كبيرة مؤخرا في الكنائس المعسكرات والمؤتمرات الصيفية التي غالبا ما تكون في مدينة ساحلية للتمتع بمياه البحر من خلال برنامج روحي وترفيهي قال: مجدي إبراهيم طالب جامعي عن هذه المعسكرات التي يري أنها حل لمشكلة المصيف: كل عام تفكر الأسرة في الذهاب إلي المصيف وفي النهاية تطغي الحالة الاقتصادية علي الفكرة بعدما نكتشف أننا في حاجة لحوالي ألفي جنيه قابلة للزيادة لقضاء أسبوع في مصيف محترم مثل الإسكندرية أو مطروح وهذا المبلغ تكون الأسرة في حاجة ماسة إليه نظرا لأننا جميعا في مراحل التعليم كما أننا لا نفضل فكرة اليوم الواحد لأنها تكون عملية شاقة ومجهدة جدا وغير ممتعة ولكننا أصبحنا نجد في المؤتمرات والمعسكرات التي تنظمها الكنيسة فرصة للذهاب للمصيف بمبلغ رمزي ولمدة تتراوح بين أربعة أيام لأسبوع والاشتراك يكون من 50 إلي 80 جينها حسب المدة أو المكان ونأخذ معنا بعض المواد الغذائية البسيطة وإدراة المعسكر تتكفل بكل مصاريف الطعام والشراب بالإضافة إلي أن المعسكر يكون تحت إشراف أمناء الخدمة المشرفين علي أسرة الرحلات وله برنامج روحي وثقافي وترفيهي ولكل مرحلة عمرية لها معسكر أو مؤتمر في وقت مختلف مما لا يمثل عبئا علي الأسرة في المصاريف.
المصيف بالتقسيط
هناك طريقة جديدة للتغلب علي مصاريف المصيف وهي المصيف بالتقسيط يحدثنا عنها أحمد السيد موظف بإحدي المصالح الحكومية يقول: هذه الطريقة تناسب ظروف الموظفين الذين يستدينون للذهاب للمصيف مثل الأقارب والجيران حيث يتم تقسيط المبلغ علي عدة شهور بدءا من شهر أكتوبر ويراعي المكان وعدد أفراد الأسرة حيث يكون هناك أكثر من اختيار بين المدن الساحلية القريبة مثل فايد والإسماعلية أو رأس سدر أو المدن البعيدة مثل مطروح أو العريش وهي طريقة تناسب الموظفين.