أزمة بناء دور العبادة إسلامية قبل كونها مسيحية
أوافق علي توحيد قرارات البناء.. والخطورة في ترك المسألة لمواجهات الطرفين
تناول رجائي عطية المحامي خلال حواره لـوطني ملفات عديدة ولم يقتصر علي بناء دور العبادة. شدد عطية علي أن المسلمين والأقباط في مواجهة بعض المتعصبين من الطرفين,ولأن التعصب يثير حساسيات واحتقانات لذلك يتم مواجهته بروح المحبة والحرص علي سرعة تعليق الموضوع بالاعتماد علي المجاملات ودون تناول جوهر الظروف والأسباب التي أدت للاحتقان ووضع الحلول.
فالمتعصبون ينتظرون أي موضوع حساس لاستخدامه كمادة للإثارة,مثلا التأسلم والتنصير. فلا جدال أن الدين علاقة بين الإنسان وربه ومن حق الإنسان أن يختار ديانته وتمارس طقوسه الدينية وتغيير الديانة لن يضيف أو ينقص في تعداد المسلمين أو المسيحيين في العالم.
ذكر عطية أن مصر بلد أغلبه مسلمون ولابد أن يكون لهذا التعداد أثر في مسائل كثيرة مثل الانتخابات.. وأكد أن الدستور لم يشترط في رئيس الجمهورية أن يكون مسلما وبالتالي يجوز أن يكون رئيس الجمهورية مسيحيا. لكن ذلك يواجه بأن المجتمع مازال أسير الانتماء الطائفي. فينعكس ذلك علي انتخابات البرلمان,وأضاف أن التعيين لا يحل أصل المشكلة. مما يتعين علي مصر أن تأخذ بنظام القوائم النسبية مما يدفع الأحزاب أن ترشح عددا من الأقباط والسيدات علي قوائمها,فيقضي بذلك علي حالة التحزب الطائفي.
وأشار الكاتب والمفكر رجائي عطية إلي أن القبطي كالمسلم مواطن مصري يتمتع بحقوق المواطنة بحكم الدستور والقانون.
وشدد عطية علي أنه من المؤمنين بوجوب عدم التفرقة في إنشاء أو صيانة دور العبادة الإسلامية والقبطية. وندد بدخول التعصب والاستقواء والتظاهر في هذه القضية,وتدهور الوضع لدرجة أنه إذا بني المسيحيون كنيسة فيبني المسلمون مسجدا. والحديث ذلك يثير الحساسيات والاحتقانات. والأزمة الحقيقية الواقعة علي دور العبادة مع التسليم بعدم صحة وعدالة الخط الهمايوني هي أزمة إسلامية قبل كونها مسيحية. بدليل أن الصلاة الجامعة للمسلمين يوم الجمعة تبين أن المساجد ضاقت بالمصلين. وإن زاد عددها عن الكنائس. لكن الأقباط لا يصلون في الشارع,وبالتالي الكنائس المقامة كافية!! لكن بعض المناطق النائية تحتاج إلي إنشاء كنائس مثل قرية شطانوف, لو اتفق جميع الأطراف علي عدم التظاهر والتباهي ستزول الحساسيات.
لكن منطقة مثل القاهرة بها عدد من الكنائس يستوعب كل المسيحيين,وبالتالي الحديث عن مشكلة فيها يعد تعصبا غرضة إثارة المشاكل.
وأشار عطية إلي أن الحل يكمن في وجود آلية لرعاية الوحدة الوطنية تجمع بين الحكماء رافضي التعصب من المسلمين والأقباط يناقشون في الغرف المغلقة القضايا التي قد لا تحسن مناقشتها علنا ويقدمون الحلول لها.
واتفق رجائي عطية علي توحيد قرارات بناء دور العبادة,وعدم الوقوف أمام بناء الكنائس,سيما المناطق المحرومة. وأكد أن الخطر يكمن في ترك هذه المسألة لمواجهات الطرفين.
* رجائي عطية مؤلف وكاتب وعضو مجلس الشوري وعضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية ومجمع البحوث الإسلامية والمجالس القومية المتخصصة.