كانت رغبة أبناء الإسكندرية منذ فترة بعيدة في إيجاد وسيلة لإظهار إنجازات العصور المتعاقبة في تاريخ مصر,رغبة في زيادة الوعي الثقافي والحضاري عندهم حتي تكون صورة مصر متكاملة.الوسيلة كانت إصدار مجلة متخصصة في هذا الموضوع,وقد آلت جمعية مارمينا للدراسات القبطية بالإسكندرية التي تعمل في هذا الحقل منذ 1945 علي نفسها أن تحمل لواء هذه الدراسة الجادة بمساهمة من أبناء الإسكندرية,علي أن يشارك في تحريرها مجموعة من الباحثين والمتخصصين وفي منطقة فاروس التي تقع في منطقةراكوتيالقديمة اجتمع نفر قليل من أبناء مؤسس الجمعية وتدارسوا شئون تلك المجلة,فكان الاسم المختار هوراكوتيوراكوتيسباليونانية كانت قرية فرعونية صغيرة معناها الحصن أو الوقاية أو الجسر,وهي عاصمة لإقليم يضم عشر مدن أخري.
كان لابد من اختيار شعار للمجلة ليعبر عن هويتها التي تتميز بها,فبداخل خرطوشة مصريةإشارة إلي مصرية المجلةيوجد رسم للقديس مرقسإشارة إلي قبطيتهافي الوضع التعليمي وتحيط برأسه هالة نورانية وهو بداخل مركب في مياه الإسكندرية وينظر إلي فنارها إشارة إلي راكوتي.واستقر الرأي علي إصدار المجلة بغلاف ملون,الغلاف الأمامي يحتوي علي صورة لأيقونة قبطية والغلاف الخلفي يحتوي علي صورة لأحد الفنون القبطية وتحوي مجموعة من المقالات في مجال اللغة قبطية ,والتراث القبطي,عرضا لرسائل جامعية في الدراسات القبطية,صفحة من تاريخ القبط علي مر العصور,تاريخ مدن مصرية وأعمال أحد علماء القبطيات وعرض كتب في الدراسات القبطية وصدر العدد الأول من المجلة في يناير .2004
ووجدت المجلة ترحيبا واحتفاء فقد وصفتها مجلةوجهات نظرالتي تصدر عن دار الشروقبأنها إضافة جديدة للدوريات المتخصصة,وكتبت عنها الأستاذة ماجدة الجندي بعدد جريدة الأهرام الصادر صباح الثلاثاء 6 يناير 2004,فقالت تحت عنوانمولود جديد في ليلة عيد الميلاد المجيد:لقد آثرت في البداية أن تكون بطاقة التعريف خالية من أي تأثيرات تخص جانب قراءتي الاجتهادية.وعلي مدي خمس سنوات مضت 2004-2008 صدر من مجلة راكوتي خمسة عشر عددا,بمعدل ثلاثة أعداد سنويا في شهور يناير,مايو,سبتمبر ففي موضوع اللغة القبطية تناولت الآتي: تاريخ اللغة,علاقة اللغة القبطية باللغات السامية,نحو إحياء وتحديث اللغة القبطية,مازلنا نتكلم اللغة المصريةالقبطية,ثم كلمات قبطية في اللهجة العربية العامية وفي موضوع التراث القبطي تناولت الآتي:المخطوطات القبطية,موسيقي وألحان الكنيسة القبطية,أضواء علي الرهبنة القبطية.كما عرضت تاريخ عدد من المدن المصرية وهي:مدينة أون عين شمس, الإسكندرية, الأقصر, أبو قير, مريوط, أنصنا.وفي تاريخ علماء القبطيات سجلت المجلة سير العلماء:أقلاديوس لبيب عميد الأدب القبطي,والتر كرم عميد رواد اللغة القبطية ,بيير دي بورجيه أحد رواد علم الفن القبطي,هاج إيفيلين -وايت عالم آثار أديرة وادي النطرون.
وفي موضوعات تاريخ القبط علي مر العصور ,تناولت المجلة العصور الآتية: عصر الولاة,العصر الفاطمي,العصر الأيوبي (1171-1250م),العصر المملوكي الأول (1250-1382م),العصر المملوكي الثاني (1382-1517م),والعصر العثماني (1517-1798م) كما قدمت عرضا وافيا للكتب الآتية: الرهبنة القبطية ,دراسات قبطية في إحياء ذكري كرم,فن الأقباط,للأب دي بورجيه عام 1971,أديرة وادي النطرون,لإيفيلين وايت عام .1937
كانت مجلةراكوتيقصبة المرحلة القبطية التي هي إحدي طبقات الحضارة المصرية العريقة وحلقات التاريخ المصري المتصلة والتي أهملت في فترة من الفترات,واستطاعت أن تعيد إشعال فنار الإسكندرية ليزداد نوره توهجا ,وتكشف للباحثين الفكر المصري في العصر القبطي.
وها المجلة تواصل رسالتها لتبدأ عامها السادس مع أول يناير 2009,من أجل أن تعود مصر من جديد جسدا واحدا,تعود إليه الروح وينبض من جديد.