* المكان: أحد شوارع القاهرة
الحدث: حالة افتراء
تأهبت للذهاب إلي عملي صباحا وقد قررت أن استقل الأتوبيس هذا اليوم, وأثناء انتظاري علي محطة الركوب ظهرت سيارة تحاول الخروج من إحدي الطرق الجانبية بجوار المحطة إلي الطريق العام حيث أنتظر, وفجأة ظهرت أيضا دراجة بخارية يستقلها أحد جنود الشرطة كان يسير بسرعة البرق -ولا أبالغ في وصفي- وهو ما لم تستطع معه صاحبة السيارة عمل شئ إلا انتظار الصدمة فمع سرعة فعله هو عجزت هي عن أي رد فعل…
وبعد انهيار أغلب زجاج سيارتها وقف هو يلقي عليها السباب والشتائم القذرة باعتبار أنها هي المخطئة وليس هو وسرعته الفائقة, وفي أقل من ربع الساعة قام بعمل اتصالاته بالضابط الذي يعمل معه وتم تحويل الموضوع بالكامل -خاصة مع وجود شرطي مرور- إلي أقرب قسم للشرطة…
شئ ما دفعني لأن أقف بجانب تلك السيدة الوحيدة المكلومة التي تكاتف الجميع علي اتهامها وكأنهم كانوا متربصين بها وهي ما كان منها إلا أن حدثت زوجها طالبة منه أن يلحقها فيما ابتليت به ولا ذنب لها فيه…
وفي القسم كان الجميع قد اتفق علي التعامل معها كمخطئة, ناظرين لها بامتعاض وهي تدافع عن نفسها وهو ما جعلها ثائرة طوال الوقت تشجب الظلم الذي يجعل شخصا مثل ذلك الجندي يشعر ويتصرف وكأنه يمتلك الطريق بمن يسيرون فيه بدون وجه حق وفي النهاية تكون هي المحتجزة ويقوم الجاني من جبروته بتحرير محضر ضدها بالسب والقذف ومطالبته لها بتعويض الخسائر التي حدثت لدراجته البخارية… وللأسف اضطرت إلي دفع مئات الجنيهات كغرامة حتي لا يتخذ المحضر طريقه المعروف ويتنازل سيادته مستعدا للصلح وإغلاق المحضر.
ولكنها انصرفت مع زوجها ولسان حالها يقول: حسبي الله ونعم الوكيل
وعندما حاولت تهدئتها,شكرتني علي شهادتي معها وهمست لي: أن هذا بات غريبا علي شعب أدمن المشاهدة بشماتة لما يحدث حوله دون عمل ما يمليه عليه ضميره خشية أن يقع تحت طائلة قانون الظلم والافتراء.