إذا نجحنا-الحكومة والأفراد ومؤسسات المجتمع المدني-في التعامل مع أزمة إنفلونزا الخنازير,فإننا يمكن أن نجعل من الأزمة فرصة جيدة يمكن البناء عليها.
فإذا كان الخوف من انتشار إنفلونزا الخنازير,قد جعل مجلس المحافظين برئاسة د.أحمد نظيف يقرر أن الحد الأقصي لكثافة الفصول يجب إلا يزيد علي 30طالبا وطالبة,الحكومة مطالبة بإعطاء أولوية قصوي للاستثمار الحكومي والخاص في التعليم,لاسيما في بناء المدارس الجديدة لاستيعاب المواليد الجدد والتغلب علي الكثافة العالية في كثير من الفصول والتي تصل إلي80طالبا وطالبة.
وأعتقد,أننا بحاجة إلي مضاعفة أعداد المدارس الحالية خلال الـ10سنوات المقبلة لتحقيق تعليم جيد,ويتطلب الأمر استثمارات هائلة تقدر بعشرات المليارات من الجنيهات.
وعلينا أن نعترف أن السنوات الخمس الأخيرة شهدت خفضا كبيرا في المخصصات المالية الموجهة لبناء المدارس,فبعد أن وصل معدل بناء المدارس إلي نحو3مدارس يومية في المتوسط سنويا,انخفض المعدل إلي نحو500 مدرسة سنويا..
كما أن إقبال القطاع الخاص علي الاستثمار في التعليم لايزال ضعيفا رغم ما يحققه من مكاسب وأرباح مادية ومعنوية هائلة ومضمونة.
كما يمكن أن نجعل من الأزمة فرصة,إذا أمكن علاج الكثير من الأخطاء التي صارت تشكل جزءا من حياتنا اليومية وسلوكياتنا المعتادة,ومن هذه الأخطاء والسلوكيات ما وصلت إليه الشوارع وبعض المؤسسات الحكومية من إهمال النظافة إلي حد مهين للكرامة الإنسانية وينذر بالخطر علي الصحة العامة
وإذا توقفنا عن أتباع سياسة رد الفصل,واتبعنا سياسة المبادأة والتخطيط العلمي وإذا توقفنا عن علاج المشكلات المزمنة بأسلوب المسكنات,واتبعنا العلاج المتكامل الشامل الذي يعالج جذور المشكلات ويقضي علي أسبابها الحقيقية قبل أن تنشر وتتوغل وتتعمق وتصبح صعبة الحل ومكلفة للغاية.
إذا فعلنا هذا نكون قد حولنا الأزمة إلي فرصة,وفي هذه الحالة نقول:رب ضارة نافعة.