تعيش البلاد مرحلة انتقالية بالغة الأهمية والتأثير في حاضر الوطن ومستقبله, ومن المتوقع أن تستمر هذه الفترة حتي نهاية العام الحالي أو لحين اكتمال انتخاب مجلس الشعب والشوري, وانتخاب الرئيس الجديد.
وتتسم المرحلة الحالية بقدر كبير من الضبابية وعدم الوضوح وغياب تطبيق القانون في كثير من الحالات التي تستدعي تطبيقه بحسم وسريعا, بالإضافة إلي ظهور قوي سياسية قديمة كالإخوان المسلمين والسلفيين وغيرهما من القوي الدينية بصورة متنامية في المشهدين السياسي والإعلامي, ظهورا مختلفا في بعض الأوجه والأفكار, حيث بدأت بعض هذه القوي في تبني أفكار تظهرها في ثور أكثر اعتدالا وإيمانا بحق القوي الأخري في الحقوق والواجبات, وبصفة خاصة الإخوان المسلمين آملين بالطبع في الحصول علي مزيد من التأييد في الشارع المصري, والمزيد من المقاعد النيابية في مجلسي الشعب والشوري, والمرور السريع إلي تكوين أحزاب سياسية تحظي بالقبول القانوني.
هذه المرحلة الانتقالية أيضا تشهد تغييرات حقيقية وجوهرية في مسيرة الإعلام المصري الرسمي, لا سيما جهاز التليفزيون الذي كان خاضعا تماما لسيطرة الدولة, من خلال وزارة الإعلام أو بتعبير أدق وزير الإعلام, ويبدو واضحا للجميع سقوط معظم الخطوط الحمراء أمام الإعلاميين بالتليفزيون, حيث استضاف خلال الشهرين الماضيين العشرات من الشخصيات المصرية الوطنية التي كان محظورا ظهورها في البرامج والحوارات التليفزيونية.
كما لبست الصحف المسماة بـالقومية ثوبا جديدا منذ خلع الرئيس السابق, مغايرا لما كانت ترتديه قبل 11 فبراير الماضي.
هذه بعض الملامح الجديدة التي تشهدها الفترة الانتقالية الحالية, وعلينا جميعا أن نتأملها جيدا ونحللها ونعيد تقييمها ونستوعب تأثيراتها وأسبابها.