فى لقاء مفتوح مع د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، نظمتة اللجنة الثقافية بنادى القصة يدور حول قضايا الثقافة والمثقفين والطباعة ومؤتمرات الهيئة، تحدث د.مجاهد مع لفيف من المثقفين والكتاب على رأسهم الكاتب الكبير يوسف الشارونى رئيس نادى القصة، والأديب نبيل عبدالحميد سكرتير عام النادى، وقد أدار اللقاء د.جمال التلاوى الأستاذ بجامعة المنيا.
وقد أفصح د.مجاهد فى البداية عن سعادته بهذا اللقاء الذى يأتى بعيداً عن اللقاءات ذات الصبغة الرسمية، وبعيداً عن سرد المخططات والإنجازات الخاصة بالهيئة، لأن من الأفضل الفصل بين الوظيفة والإبداع، ويتجلى ذلك فى حرص د. مجاهد على الكتابة فى مجلات وصحف غير تابعة للهيئة ولا يكتب عن انجازات الموقع الذى يشغله، فضلا عن عدم حرصه على حضور اجتماعات الأمانة إلا فى أضيق الحدود حتى لا يُتهم بفرض رأية، وأوضح أنه عندما يرغب أحد فى نشر كتاب ومستواه الفنى لا يرقى للنشر فأنا لا اتدخل لأن هذا دور رئيس هيئة التحرير ولكن عندما لا يُعجَب الجمهور بما ينشر أتحدث مع رئيس التحرير ليس بصفتى ناقداً ولكن بلسان المثقفين الذين لا يبدون إعجابهم بما ينشر.
ثم أكد أن حضوره هذا اللقاء يأتى بصفته موظفاً بالهيئة، وهذا المنصب فى حد ذاته ليس سُبة, لأن المحك فى أداء صاحب المنصب، وأنهى تقديمه بالشكر على هذه الدعوة.
تساءل الكاتب نبيل عبدالحميد عن طموحات الهيئة وعن رؤية د.مجاهد لمؤتمر المثقفين؟ وأجاب د.مجاهد فيما يخص مؤتمر المثقفين قائلاًً بإنه لم يتكلم ولن يتكلم عن المؤتمر لأنه موظف فى وزارة الثقافة التى تنظم المؤتمر، وستكون مزايدة لو تحدث فى هذا الموضوع، وعن طموحات الهيئة قال إننا نعدل المبانى كما نعمل على أن يكون لدينا مسرح كبير كما كانت لدينا قصور ثقافة متوقفة عن العمل ولكننا الآن انتهينا من تجديدها وهى تعمل الآن مثل قصر المنيا، والغردقة، وقصر ثقافة بنى سويف ونعمل على تأمين قصر ثقافة الإسماعيلية وقصر ثقافة سوهاج، ومسرح أسوان، وشرعنا فى إنشاء مجمع السامر الثقافى، وسوف نقيم مؤتمر الهيئة على مسرح الجيزة، كما نهتم بالورش التدريبية، بالإضافة لعمل سلاسل خاصة بالشباب، ودورات تدريبية للكمبيوتر بالمجان، فنحن فى عصر يتعامل مع الثقافة الموجهة فى ظل السموات المفتوحة، لذا لابد أن يكون لدينا بدائل تكنولوجية، ولابد أيضاً أن نحافظ على الهوية الثقافية، كما يجب أن نهيئ الشعب المصرى لأن يكون لديه عقلية نقدية، ويجب أيضاً أن نستعيد الثقة المفقودة بين الشباب والمواقع الثقافية، كما أننا وقعنا اتفاقيات تعاون مع المجلس القومى للشباب ومع الجامعات.
وأضاف على مستوى مكافآت العاملين تم زيادة عدد المكافأت من 4 إلى 6 خلال العام، وحصلنا على موافقة من رئاسة الوزراء على شراء عدد 2 أتوبيس 26 راكبا و6 عربات ملاكى لقيادات الهيئة بمبلغ مليون جنيه، كما سحبت كل اختصاصات إمضاء العقود وأصبح التوقيع على العقود على مسئوليتى الشخصية، ونتعامل مع القوات المسلحة فى الإنشاءات والتأمين.
ثم تساءل الناقد ربيع مفتاح عن نقطتين: الأولى نقطة انتقاد حدثت قبل د. أحمد مجاهد لجميع الرؤساء السابقين أردت أن أنبه لها وهى أن الهيئة وهى تمارس نشاطها سواء عن طريق الدوريات والمؤتمرات تتوجه للصحفيين.
أما النقطة الثانية فهى أننا نريد أن يكون لدينا شئ من البراجماتية فى نادى القصة فمازلت أرى خيوطاً مقطوعة بين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، فأريد أن يكون هناك تفعيلا عمليا بين نادى القصة واتحاد الكتاب والهيئة العامة للكتاب والهيئة العامة لقصور الثقافة، فنحن نأخذ 100 ألف جنية من الوزارة نصدر منها المجلة والكتاب، وأيضاً الجوائز فنريد وعداً من الدكتور مجاهد بخصوص النشر – لننشـر مـن 5 إلى 8 كتب فى السنة إلى جانب 3 أعداد من مجلة القصة وذلك بالتنسيق بيننا وبين الهيئة العامة لقصور الثقافة.
وقد عقب د. أحمد مجاهد على النقطة الأولى قائلاً إن رؤساء تحرير الدوريات فى الهيئة هم خيرى شلبى، إبراهيم أصلان، محمد عبدالمطلب، عماد أبو غازى، صلاح فضل، فؤاد قنديل، ليس من بينهم صحفى باستثناء الغيطانى، وبالنسبة للمجلات الصادرة من الهيئة “الثقافة الجديدة ومسرحنا وقطر الندى” فيوجد قانون يمنع صدور أى مجلة دورية ما لم يكن رئيس تحريرها صحفى، وفيما يتعلق بالتعاون فأنا من أشد أنصار التعاون مع المجتمع المدنى ولكن هناك أشياء ممكنة وأشياء غير ممكنة، فلا أستطيع أن أطبع المجلة لأنه ليس لدى مطبعة، ولكن يمكن عمل نشاط مشترك فيمكن أن نعمل ثلاثة أو أربعة مؤتمرات فى السنة نتعاون فى الإعداد لها ونطبع مطبوعاتهم.
المحرك الثقافى
أما د.زينب العسال فقد طلبت لقاءات متكررة مع د. أحمد مجاهد، حيث إن نادى القصة أقرب مكان للهيئة حتى يكون هناك نوعا من التفاعل، كما طلبت تزويد مكتبة النادى بكتب من الهيئة، ثم أضافت أن هناك طفرة فى المبانى ولكن هناك معاناة من عدم الصيانة، والمكافآت زادت ولكن الأهم هو الاهتمام بالبشر، فيوجد شباب دخلت الخمسين تعطى ولم تأخذ دورها، والمحرك الثقافى المطلوب من 30 : 40 سنة فمن هم بعد الأربعين ماذا نقول لهم؟
وعلق د.مجاهد قائلاً بإنه سيرسل 500 كتاب للمكتبة، أما عن فكرة المحرك الثقافى فقد جاءت نتيجة لأن الهيئة بها (11) وكيل وزارة على وشك الخروج من الخدمة، بالإضافة لخلو موقع الدراسات والبحوث، ولا أجد أحد المتخصص يشغل هذا الموقع أى أننا نعانى من مشكلة الصف الثانى، فمصر تفتقد ثلاثة أشياء: التأمين والصيانة والصف الثانى وكلهم ضد الهدم، ثم أضاف أنه لا ينفع أن ننظر للمستقبل القريب فنحن نشتغل على شباب من 30 : 40 سنة ممن لديهم خبرة ومؤهل عال وكمبيوتر ولغة وسوف يُعمل لهم لجان على أعلى مستوى وسيُطلب منهم تقديم مشروعات والذى سيُقبل منهم يأخذ دوره من كبار المتخصصين فى مختلف الأنشطة فى المسرح والفن الشعبى والفن التشكيلى … إلخ. بحيث يُلم بكل شئ، ولو مشى بالمراحل الوظيفية سيكون أمامه 10 سنوات، فهدف المشروع أنه بعد عشر سنوات سوف تجد الهيئة لديها 30 أو 40 واحد من مديرى العموم.
واقترح د. مدحت الجيار إعادة صياغة المجلس الاستشارى لأن هذا المجلس سيسد ثغرات كثيرة جداً ستكون بدائل عن المحرك الثقافى.
وعقب د.مجاهد متسائلاً ما هو المحرك الثقافى؟ هو شخص مثقف موهوب إلى جانب ما لديه من ملكات تخطيط العمل الثقافى، ويستطيع أن يدير العملية الثقافية بخبرة وكفاءة، أما عن المجلس الاستشارى فعندما جئت لم أجد أى مجلس استشارى.
وأشار الكاتب الصحفى يسرى السيد إلى أن سبب مشاكل الهيئة الشكل الوظيفى العادى وأهم نقطة وظيفية هو مدير القصر أو مدير البيت لأنه هو المنوط به النشاط الثقافى، وأضاف أن كل قيادات الصف الثانى كانت بفعل فاعل لكى يظهر الفرق بين الأثنين، كما أكد أن مصر مليئة بالكفاءات وليس كل من يطرق الباب هو الجيد.
أما محمد قطب فقد أكد أن د. أحمد مجاهد محرك ثقافى حقيقى وإذا كان ما نتحدث عنه بخصوص إحداث ثورة إدارية فى الهيئة فهذا شئ عظيم – لأن اكتشاف الكوادر الثقافية هو إسهام فى تقدم العمل الثقافى، لأن المواقع الثقافية تفتقر إلى هذا، فإذا استطاع أن يفعل ذلك لكفى.
كما تساءلت مديحة أبو زيد عن الصحافة فى النشر الإقليمى وسبب توقف المجلات، وعن سبب حرمان أعضاء مجلس الإدارة بأندية الأدب من مؤتمر أدباء الأقاليم، وتساءلت عن لماذا الهيئة بكل أنشطتها المتعددة ليس لديها مطبعة ولو بالتعاون مع وزارة الثقافة؟
وقد رد د. جمال التلاوى مدير الجلسة، موضحاً بأن هناك مشاكل خاصة باللوائح، وأنهم بصدد إعداد لوائح جديدة.
وبالنسبة للمطبعة فقد أفاد د. مجاهد بأن المبلغ الذى يطبع به فى السنة يشترى مطبعة – حظر وقد عُملت محاولات كثيرة ولم تنجح والأمل الوحيد أنها تأتى هدية.
وتساءلت د. عزة بدر عن مشروع الموقع الإلكترونى للهيئة وهل سُتعامل الكتب الإلكترونية مثل الكتب الورقية؟
عقب د. مجاهد قائلاً: نحن ملتزمون بالتعاقد مع الكتاب الإلكترونى مثل التعاقد مع الكتاب الورقى.
أما تغريد فياض فقد أشارت إلى أن 3 منافذ لبيع الكتب قليل جداً بالنسبة للقاهرة لأن القاهرة هى الأم.
وعقب د. مجاهد قائلاً إن كل كتب الهيئة مع موزعى الجرائد، وأشار أنه اتفق مع د. صابر عرب ليكون لهيئة قصور الثقافة مكانا فى معارض هيئة الكتاب وبالمعرض الدائم لها كورنيش النيل.
أما نفيسة عبد الفتاح فكان لها ملاحظات منها أنه من يوم حريق مسرح قصر ثقافة بنى سويف وهناك مسارح مغلقة بسبب إجراءات الأمن والسلامة، وأن هناك أزمة حقيقية فى الترويج لكتب الهيئة.
وعلق د. مجاهد على إغلاق المسارح بأنه لا يحاسب عليها، وأن هناك أشياء تمت فى فترة رئاسته للهيئة مثل قصر ثقافة الغردقة، وتأمين قصر ثقافة بنى سويف وقصر ثقافة الإسماعيلية، ومسرح أسوان….إلخ.
وبالنسبة لترويج كتب الهيئة، فتسويق الهيئة لكل منتجاتها سئ لأننا لا نستوعب أن المنتج الثقافى سلعة ولكن فى القريب العاجل سيكون هناك مسئول متخصص فى التسويق.