1600 مليار متر مكعب حجم الأمطار المتساقطة علي دول المنبع لايستغل منه سوي 5% فقط.
د. محمود أبو زيد وزير الري السابق ورئيس المجلس العربي للمياه,هو واحد من أبرز خبراء المياه في العالم تحدث لـوطني حول أزمة المياه بين مصر ودول حوض النيل قائلا:
إن أكثر من 95% من احتياجات مصر للمياه تأتي من نهر النيل,بينما لاتحتاج إثيوبيا إلا إلي 1% من مياه النهر فقط,وكينيا 2% فقط,وتنزانيا 3% فقط,والكونغو 1% فقط,وبوروندي 5% فقط,والسودان 15% فقط.
وأضاف د. أبوزيد أنه علينا معرفة الحقائق حول النهر من حيث المنابع والمصب.فعلي سبيل المثال يقدر حجم الأمطار المتساقطة علي دول المنبع بنحو1600 مليار متر مكعب, لايتم استغلال سوي 5% فقط,بينما الاستغلال الأمثل للفاقد من هذه المياه يحتاج إلي تمويلات ضخمة لاتقدر عليها مصر وحدها,وبناء علي ما سبق يتبين لنا أن الأصوات الداعية لاستخدام القوة تسعي لتوسيع هوة الخلافات بين مصر وبين دول حوض النيل, لأن المياه كما عرفنا تزيد وتفيض ولكن تحتاج للاستغلال الأمثل,وهذا لن يتحقق إلا بتعاون كافة دول الحوض.
وأضاف د. أبو زيد أن الخلاف في الرأي وليس التنافر يمكن وأده بسهولة ويسر بعيدا عن أي منازعات, ولايمكن بأي حال من الأحوال أن تنقسم دول الحوض إلي جبهتين متصارعتين الأول تضم دول المنبع والثانية تضم مصر والسودان, لأن التعاون وحده هو الكفيل بالقضاء علي أي خلافات,وحين يتم ضخ استثمارات مصرية ضخمة في دول الحوض سيتضح للجميع أن مصر تمد يدها للتعاون والتنمية وليس للاستحواذ علي حقوق الآخرين كما يدعي المغرضون.
أكد أن جولة شرم الشيخ ليست نهاية المطاف ولن يستطيع أحد مهما كان أن يمس حقوق مصر المائية,وأضاف أن إثيوبيا بحاجة لتكثيف التعاملات والعلاقات معها في ضوء ما يتردد من أنها تقود للاتفاق مع دول المنبع بعيدا عن مصر والسودان, خاصة أنه يتعين علي الجميع في دول الحوض ألا يغفل أو يتجاهل سبع اتفاقيات بدءا من أعوام 1891م,1902م,1906م,1925م,1929م, 1959م,و1991م وكلها تركز حول عدم إقامة أي مشروعات علي مجري النهر أو فروعه من شأنها أن تقلل من نسبة تدفق المياه أو تؤثر علي كمية المياه الواردة إلي مصر.