عشقت البحث العلمي,فمنذ أن تخرجت في كلية طب القصر العيني عام1972 بتقدير جيد جدا لم تتوان لحظة عن أداء رسالتها العلمية,فعكفت علي استكمال دراستها لتحصل علي الماجستير عام 1976 بتقدير امتياز عن موضوععلم الأدوية والعلاجثم الدكتوراه عام1980 حولعلاقة العقاقير بالجهاز المناعي وجاء قرار لجنة الممتحنين أن تطبع الرسالة علي نفقة الجامعة وتوزع علي مستوي العالم إلي أن تدرجت في المناصب لتحصل علي درجة أستاذ مساعد عام1985 ثم أستاذ عام1990 لتبدأ مشوارها العلمي كأستاذ الفارماكولوجي(علم الأدوية والعلاج)بمعهد تيودور بلهارسللأبحاث التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي,والمتخصص في مجال مكافحة الأمراض المتوطنة والمزمنة كمرض البلهارسيا ومن ثم تفشي الالتهاب الكبدي الوبائيسي…إنها الدكتورة سناء بطرس التي سعينا للالتقاء بها بعد فوزها في مسابقة الاتحاد الأفريقي واختيارها كأبرز عالمة أفريقية لعام2009 فكان لنا معها هذا الحوار…
*تم اختيارك أبرز عالمة مصرية لعام2009 من قبل الاتحاد الأفريقي فكيف تمت عملية الاختيار؟
**أعلن الاتحاد الأفريقي لأول مرة عن طرحه لمسابقة خاصة بالمرأة ودورها في القطاعات المختلفة داخل قارة أفريقيا علي أن تتقدم المتسابقة بكامل الأبحاث المعدة ونسخة من كل بحث تم نشره وما يثبت ذلك وبعض التفاصيل علي المستوي العلمي للمجلة ومدي صقلها في الأوساط البحثية مع الإنجازات التي حققتها الباحثة لخدمة مجتمعها.
ومن هنا تقدمت بأكثر من50بحثا وما يفيد بنشرهما في مجلات دولية علمية والإنجازات التي قمت بتحقيقها علي المستويين الإداري والعلمي من تطوير المعهد وتزويد المكتبة بشبكة كمبيوتر,أيضا تشكيل لجنة مختصة بأخلاقيات البحث داخل المعهد لإرساء القواعد المنظمة لإجراء البحوث علي البشر,فمن غير المعقول تجريب عقار علي شخص ما وإخضاعه للتجربة دون معرفة أضراره من عدمها,ولذلك ينبغي أن يعلم المريض بأصل التجربة مع إعطائه الحق في الرفض والانسحاب في أي وقت كذلك الحال علي حيوانات التجارب فلها الحق في الإعاشة الملائمة مع عدم إشعارها بأي ألم.هذا إلي جانب أبحاثي العلمية وما يفيد مرضي البلهارسيا والالتهاب الكبدي الوبائي.
*ماذا عن شعورك بالجائزة؟
**رغم حصولي علي جوائز عديدة مثل جائزة الدولة التشجيعية عام1997 ودرع نقابة الأطباء عام1998 وجائزة منظمة المرأة العربية للعلوم والتكنولوجيا عام2008 إلا أن لجائزة الاتحاد الأفريقي وقعا خاصا بالنسبة لي لكونها تكريما لما بذلته عبر سنوات تم فيها اختياري كأبرز عالمة مصرية علي مستوي شمال أفريقيا بأكملها وهو ما أسعدني كثيرا.
*مجال البحث العلمي طريق غيرهين,فما الصعوبات التي تواجهينها وكيفية التغلب عليها؟
**بالطبع لكل مجال مشاكله وثغراته ولكن ما نلمسه هو صعوبة إتاحة التمويل اللازم لتدعيم أبحاثنا سواء كانت من أجهزة أو مواد كيماوية أو حيوانات تجارب,ولكنني سعيت بأن لا أعتمد علي تمويل الدولة فقط وأن أحصل علي تمويل خارجي من الاتحاد الأوربي وهيئة المعونة الأمريكية ومعهد الصحة الأمريكية-نظرا لسمعة المعهد الطيبة وما لديه من إمكانيات بشرية وتقنيات علمية وذلك-لتنفيذ عدة مشروعات بحثية حول مرض البلهارسيا-بالتعاون مع فريق بحثي بالمعهد-لما رصدته الإحصائيات بأن200مليون شخص علي مستوي العالم مصابون بالمرض ونسبة 85% منهم داخل القارة الأفريقية وهو بالطبع ما يمثل مشكلة صحية خطيرة تستوجب معها تنفيذ برنامج قومي للقضاء عليها.
*وفيما استثمر التمويل؟
**وجهنا أوجه الإنفاق علي إعداد بحوث تتناول كيفية الوقاية من مرض البلهارسيا,كما أجرينا دراسات في مجال العقاقير المستخدمة لعلاج مرضي الالتهاب الكبدي الوبائيسيوكيفية استحداث نظم علاجية جديدة بعد إثارة الجدل حول عقارالحبة الصفراءومشكلة صرفها لكافة الحالات المصابة علي حد سواء دون النظر لما يحدثه من تأثيرات سلبية علي صحة المريض وما توصلنا إليه بالدراسات أنالحبة الصفراءماهي إلا علاج مؤقت ليس به أي فائدة من تغيير وظائف الكبد وإنما تحمله حملا زائدا عن طاقته بلا جدوي.
وجار حاليا إعداد دراسات تتحقق من خلالها إمكانية إحداثالحبة الصفراءتغييرات غير مرغوبة علي صحة المريض من عدمه كإصابته بأمراض سرطانية,المشكلة للأسف تكمن في عدم وصول العلاج الأساسي وهو ما يسميبالإنترفيرونوريبافيرينللفئات المستهدفة لذلك يلجأون للعقار الصيني.
*للبحث العلمي قيمة تجعلنا نكتشف الحقائق لنقف علي أرض صلبة…ولكن هل تطبيق تلك الدراسات علي أرض الواقع أو تظل مجرد أبحاث حبيسة الأدراج؟
**لكل دراسة توصيات وبتوافر التمويل يمكن استكمال ما خلصت إليه أي دراسة علمية كما يمكن لباحث آخر الاستفادة من تلك النتائج والبحث فيما وراءها لإفادة المجتمع,وفي اعتقادي أن الدراسات الحيوية التي تمس حياة المواطنين لايستهان بها وإنما تؤخذ في الاعتبار.والدليل علي ذلك ما قامت به منظمة الصحة العالمية باختيار مجموعة عمل مكلفة بتنفيذ المنتدي الأفريقي والتي شرفت بالانضمام إليها-لاكتشاف عقاقير ومواد جديدة بتمويل قيمته مليون دولار مقسمة علي خمسة مراكز بحثية بشرط أن يجتمع علي مشكلة صحية ملحة لأمراض القارة الأفريقية يتم من خلالها الوصول لمنتج صحي مفيد قد يكون دواء أو مصلا,ومن هنا جاء الاختيار لاكتشاف علاج البلهارسيا لكون نسبة العقاقير المكتشفة 1% فقط,وبالفعل قدمنا الخطة التنفيذية لعام2009 للمنظمة ليتم البدء في تنفيذها عام2010.
وما أود أن أذكره أنه حتي وإن كان التغيير بطيئا فمصير المجتمع أن يتغير وأن يأخذ البحث العلمي وضعه في تصحيح الأوضاع المغلوطة.
*باعتبارك امرأة ناجحة.ما السبيل للوصول للنجاح؟
**حسب العمل والثقة في الله فليس هناك شئ مستحيلا يعجز الإنسان عن تحقيقه وإنما بالصبر والأمانة والإخلاص تزول الصعاب وتتحقق المعجزات.
*ما طموحاتك المستقبلية؟
**أتمني أن أصل في علمالفارما كولوجيلدرجات تفوق النانو تكنولوجي وأن تري أبحاثي النور لخدمة مجتمعي بشكل أفضل.