نتعاون مع قادة الكنيسة حوار : مادللتذليل أية صعوبات في بناء وترميم الكنائس
بعد عام ونصف علي إنشاء محافظة حلوان وفصلها عن محافظة القاهرة تدور التساؤلات حول الأسباب التي تشكلت من أجلها والأهداف المرجو تحقيقها, فالمواطنون يريدون العودة إلي حلوان ما قبل الثورة عندما كانت منتجعا سياحيا وعلاجيا خاليا من التلوث , ويمنون الأنفس بنجاح المحافظة في تطبيق خطة نقل المصانع الثقيلة الملوثة للبيئة.
تحدثنا مع الدكتور حازم القويضي محافظ حلوان حول مقومات حلوان وكيفية استغلالها والتحديات التي تواجه المحافظ علي أرض الواقع , فكان لنا هذا الحوار:
* حلوان تعاني من وجود الصناعات الثقيلة الملوثة للبيئة.. فكيف تتعاملون مع هذا الملف الشائك؟
** بالطبع لا يمكننا تجاهل أو إنكار أن المحافظة تعاني من التلوث, لكننا نسعي جاهدين للتخلص من مصادر التلوث بالمحافظة تدريجيا , وأول خطوة تجاه هذا الهدف هي نقل مصانع الأسمنت إلي خارج الكتل السكنية في ظل إصابة سكان مناطق طرة والمعصرة و حدائق حلوان بأمراض الربو والتحجر الرئوي. علي أن تراعي خطة النقل عدم الاضرار بعمال المصانع فالنقل سيحدث تدريجيا بمعني أن كل خط إنتاج ينتهي عمره الافتراضي لن يتم إحلاله و تجديده في حلوان بل في مصانع جديدة بالسويس , وسوف يعين له عمال من ساكني هذه المنطقة بحيث يستمر القدامي في أماكنهم مع الوضع في الاعتبار أنه مع إحلال كل خط سنجد أن عددا كبيرا قد وصل لسن المعاش وبذلك لن يضار العاملون بمصانع الأسمنت بحلوان وستعمل المحافظة علي توفير فرص عمل جديدة, وذلك بالتعاون مع وزارتي البيئة والري, حيث تم الاتفاق مع وزارة الري علي متابعة تنظيف و تطهير جسور الترع والمصارف ومخرات السيول بالتنسيق و التعاون مع رؤساء الأحياء. واتفقنا أيضا مع وزارة البيئة لتركيب فلاتر لمصانع الأسمنت إلي أن تبدأ خطة النقل.
* وماذا عن شبكات مياه الشرب و هل تعد كافية لاستيعاب الزيادة السكانية بالمحافظة ؟
** شبكات مياه الشرب كافية , و لكنها في حاجة للإحلال و التجديد والتدعيم داخل بعض الأماكن التي تعاني من الكثافة السكانية الكبيرة. أما من حيث تقييم الإنتاج يمكننا القول إن القطاع الحضري القائم بالمحافظة يوجد به فائض في إنتاج المحطات, في حين أن القطاع الريفي يوجد به عجز في إنتاج المحطات ويجري حاليا تحسين شبكات المياه بالمحافظة.
* إلي أين وصلت الخلافات بين المحافظة و شركة أوربا للنظافة والتي بدأت منذ عدة أشهر؟
** بالفعل هناك مشكلة بين المحافظة وشركة أوربا للنظافة. و بدأنا بوضع ما لدينا من إمكانيات في الأحياء للعمل علي نظافة المحافظة. أما شركة أوربا فقد تم التعاقد معها عن طريق محافظة القاهرة قبل استقلال محافظة حلوان, ونشأت بينهما مشاكل مادية وورثت محافظة حلوان هذه المشاكل بالرغم من أنها لم تكن طرفا فيها . فليس من المعقول أن تكون للشركة مستحقات لم تحصل عليها و نطالبها نحن بتأدية عملها علي أكمل وجه و كان شيئا لم يكن. و منذ شهرين فقط تمت تسوية المديونات بمعاونة اللواء عبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية والدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة و تم الاتفاق مع الشركة علي استمرار تعاقدها, علي أن تقوم بتنظيف الشوارع بشكل منتظم . كما قمنا بإنشاء غرفة عمليات برقم 23783439 لتلقي شكاوي المواطنين بوجود أي قمامة أو مخلفات.
* ما خطة المحافظة في مجال تطوير المناطق العشوائية ؟
** اتفقنا منذ 10 أشهر مع الوكالة الألمانية وبالتنسيق مع المحافظة و مشاركة الجمعيات الأهلية علي حصر تللك المناطق العشوائية بمحافظة حلوان, و ما احتياجاتها و جاري إصلاح شبكتي المياه و الكهرباء و تقنين أوضاعها و توصيل المرافق إليها مع إنشاء الوحدات العلاجية و تحسين الطرق و تمهيدها .
* تحدثتم من قبل عن وجود مقومات اقتصادية للمحافظة جاذبة للاستثمارات, فما هي؟
** محافظة حلوان تتميز بتعدد الأنشطة الاقتصادية بها مما يوفر فرص عمل لنحو 443 ألف مشتغل, و يسيطر النشاط الصناعي علي الهيكل الاقتصادي للمحافظة حيث يستحوذ هذا القطاع علي نحو 22% من النشاط الاقتصادي . هذا بالإضافة إلي قطاع تجارة الجملة والتجزئة و الزراعة . وتوجد مقومات سياحية تتمتع بها حلوان من أماكن تاريخية ودينية و علمية و علاجية (ركن فاروق – متحف الشمع – الحديقة اليابانية – معهد الأرصاد الجوية بحلوان – مركز حلوان الكبريتي للروماتيزم و الطب الطبيعي) فضلا عن السياحة البيئية المتمثلة في وادي دجلة , و محمية الغابات المتحجرة وواجهة النيل أمام المدينة المطلة علي آثار الجيزة و سقارة و دهشور بطول 36 كيلو مترا.
* أبرمت المحافظة اتفاقيات استثمارية لجذب رؤوس أموال بقيمة 45 مليار جنيه. هل بدأ العمل في هذه المشروعات ؟
** قمنا خلال الفترة الماضية بتنفيذ بعض مما جاء بالخطة التي وافق عليها رئيس الوزراء, و منها إقامة أربع مدن صناعية و طبية و تجارية و ترفيهية بحلوان و بتكلفة 45 مليار جنيه, وذلك بنظام الشراكة مع المحافظة علي ألا تباع الأراضي المستخدمة في تلك المشروعات للمستثمرين وإنما تدخل المحافظة كشريك. و قد بدأت المشروعات وستنتهي العمل بها في مدة تتراوح ما بين 3 إلي 7 سنوات , علاوة علي مشروعين صناعيين سيتم الإعلان عنهما قريبا وذلك بعد الانتهاء من دراسة الجدوي الخاصة بهما .
وهذه المشروعات ستوفر فرص عمل دائمة و متغيرة لأكثر من 120 ألف شاب و فتاة من أبناء المحافظة لكوننا في حاجة لمهندسين ومهنيين, إلي جانب احتياجنا عمالة دائمة في كافة التخصصات نظرا لتنوع المشروعات, فالمدينة الطبية وحدها سيقام بها كلية الطب وأخري للتمريض و ثالثة للفندقة بخلاف 20 مستشفي متخصصا.
* هناك مشروعات متميزة قدمتها المحافظة مؤخرا في مجال تكنولوجيا المعلومات . فما أبرزها ؟
** رغم أن ميزانية المحافظة خلال العام الماضي بلغت 35 مليون جنيه, إلا أننا أنجزنا مشروعات تكلفت 100 مليون جنيه و ذلك بفضل تعاون رجال الأعمال والمستثمرين. و من ضمن هذه المشروعات كان إنجاز مشروعين لمراكز المعلومات والتكنولوجيا بحلوان والمعادي.
* ما أبرز التحديات التي تواجهونها وكيف تتغلبون عليها؟
** هناك عدة مشاكل و تحديات تواجهنا و نعمل علي دراستها حاليا لمحاولة إيجاد الحلول لها, منها تقلص مساحة الأراضي المنزرعة بالمحافظة ومشكلة اختلاط العمران بالمناطق الصناعية بالمحافظة وارتفاع التكاليف الاقتصادية لأعمال نقل الصناعات الملوثة إلي خارج الكتلة السكنية , كما أن هذه المصانع موجودة بأهم المواقع ذات الإمكانات السياحية, مما أثر علي حركة السياحة. لذلك كانت البداية في التخطيط لنقل المصانع الملوثة خارج حلوان في خطة زمنية محددة.
* وماذا عن تصاريح بناء الكنائس بمحافظة حلوان ؟
** تتعاون المحافظة مع الكنيسة والجهات الأخري المعنية لتلبية احتياجات المواطنين من وجود دور العبادة الكافية وترميم وتجديد ما تحتاجه الكنائس دون معوقات , فقنوات الاتصال بين القادة الدينيين المسيحيين ومسئولي المحافظة متاحة , وهذا يذلل أي عقبات ويساعد في حل أي المشكلات.
* ما رؤيتكم للمرحلة القادمة ؟
** أحاول تطبيق قواعد اللامركزية في إدارة الأحياء المختلفة للمحافظة , فمنحت كل مسئول ميزانية خاصة للحي الذي يرأسه علي أن يقدم خطة يناقشها مع المحافظ و يتولي تنفيذها , و تتضمن رصف الطرق وإنشاء الكباري و نظافة الأحياء و توصيل المرافق . ولقد تم من خلال هذه الآلية إنشاء كوبري المشاة بالمعصرة وآخر بطرة وتم رصف معظم شوارع المحافظة حتي الداخلي منها وإنشاء الحدائق و إعادة تنظيم ميدان المحطة بحلوان وإزالة الاكشاك العشوائية بها , وإعادة تخطيطه بما يليق بالميدان و بدأ مشروع الصرف الصحي بالصف و رصف الطرق الموصلة بين حلوان و التبين.