* أتوقع أن الرئيس مبارك سيرشح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة
* البابا شنودة رمز وقدوة ويحمي المجتمع من الفتنة
* التنمية في مصر موجودة ولكن!!!
* الوفد ليس حزبا علمانيا لأنها كلمة سيئة السمعة!!
* طالبنا بضمانات لنزاهة الانتخابات وننتظر الرد
مع تجربة انتقال السلطة ديموقراراطيا داخل حزب الوفد وتولي الدكتور السيد البدوي رئاسة الحزب خلفا للدكنور محمود أباظة وتعهده باتخاذ خطوات عملية لإصلاح الوفد في أقل من 18 شهرا لكي يستعيد دوره الوطني والسياسي كما كان من قبل… في ظل هذه التجربة تتردد تساؤلات عديده خاصة ونحن علي مشارف انتخابات برلمانية جديدة, وحالة من الترقب الساحة السياسية… هل يستطيع الوفد علي استعادة دوره السياسي والوطني؟… وهل ستصبح لديه القدرة علي المنافسة علي الصداره داخل المشهد السياسي؟… ومتي يعود حزب الوحدة الوطنية مرة أخري؟… لهذه التساؤلات وغيرها كان لقاؤنا مع الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد فإلي الحوار الشامل:
* تجربة انتقال السلطة ديموقراطيا بالانتخابات داخل حزب الوفد تمثل نموذجا لإجراء انتخابات نزيهة؟
** بالطبع كانت تجربة مثالية بكل المقاييس, تعكس تراث الوفد وقيمه وتاريخه, وتعكس أيضا انتماء الوفديين لحزبهم.
* ما الهدف الذي تسعون إليه في المرحلة المقبلة؟
** هدفي الأساسي إصلاح الوفد واستعادة دوره الوطني والسياسي كما كان من قبل ولن يهدأ لي بال حتي يتم ذلك وقد رفعنا في حزب الوفد لواء العصيان علي شماعة تراجع الأحزاب, فحزب الوفد له تراثه وتاريخه وإمكانياته التي تمكنه من التغيير.
* هل المؤتمر الذي عقدتموه بمقر الحزب بداية لانطلاق الوفد نحو تحقيق هدفه؟
** لقد قصدت عقد مؤتمر يجمع كافة القيادات السياسية لكي أضع النقاط فوق الحروف, وأن أقدم برنامجي أمام الشعب, وكان المؤتمر ناجحا بكل المقاييس وشعرت أن الأمل في الإصلاح قريب, وخلال بضعة شهور سوف أعيد لحزب الوفد القوة التي كان عليها من قبل.
* وماذا ينقص الأحزاب السياسية لكي يكون لها دور ملموس علي الساحة السياسية؟
** مناخ ديمقراطي وتداول السلطة, ولكن هذا غير متحقق في ظل وجود حزب واحد يحتكر السلطة, رئيسه هو رئيس الدولة, ونحن نحتاج إلي إصلاح سياسي حقيقي.
* ما هو الإصلاح السياسي من وجهة نظرك؟
** لن يكون هناك إصلاح سياسي بدون تعديلات دستورية وتشريعية, فهناك المادة 76 والخاصة بالترشيح لرئاسة الدولة والمادة 77 الخاصة بإعادة انتخاب الرئيس والمادة 88 الخاصة بقانون الانتخابات وإجراءاتها, وهي يجب أن تعدل, وقانون مباشرة الحقوق السياسية يجب أن يعدل بحيث يضمن نزاهة الانتخابات, ونحتاج أيضا إلي تعديل قانون الأحزاب بحيث يقتصر علي النص التالي من حق المصريين تكوين أحزاب بمجرد الإخطار شريطة ألا يكون هذا الحزب علي أساس ديني أو طائفي أو فئوي أو جغرافي وألا يكون فرعا لحزب أجنبي وألا ينطوي في وسائله علي التشكيلات العسكرية المسلحة أو شبه المسلحة, كذلك يجب أن يعدل قانون مجلس الشعب والعودة مرة أخري لنظام القائمة النسبية الذي يعيد الاعتبار للأحزا ب السياسية.
* وكيف يحدث إصلاح سياسي بدون إصلاح اقتصادي واجتماعي؟
** بالطبع لابد من إصلاح اقتصادي واجتماعي يحقق للمواطن المصري العدالة الاجتماعية, وأزعم أن هناك تنمية حقيقية في مصر, لكن ثمارها تذهب إلي فئة قليلة جدا من المستثمرين وأصحاب الأعمال ولا يشعر بها المواطن المصري, ولن يشعر بها دون حزمة من القوانين التي تحقق له العدالة الاجتماعية.
* هل تتوقع تعديلات دستورية وتشريعية في المستقبل القريب؟
** لا أتوقع حدوث أي تعديلات دستورية علي الأقل قبل انتخابات مجلس الشعب, لكننا نطالب الآن بوضع ضمانات تحقق نزاهة الانتخابات وقع عليها أحزاب الأئتلاف الرباعي وأرسلنا هذه الضمانات إلي رئاسة الجمهورية ونتوقع أن يجري حوار حولها من جانب الدولة.
* ما هذه الضمانات التي تطالبون بها؟
** أن تتم الانتخابات بنظام القائمة النسبية وأن تشكل لجنة قضائية تسمي اللجنة العليا للانتخابات تقوم بالإشراف علي كافة إجراءات الأنتخابات, وأن يتم إلغاء جداول الانتخابات المحمول بها حاليا وإعداد جداول جديدة من واقع قاعدة بيانات الرقم القومي والتأكيد علي حضور مندوبي المرشحين داخل اللجان الانتخابية وأن يكون مندوب المرشح من المقيدين في الدائرة الانتخابية بموجب توكيل رسمي بالشهر العقاري.
* ما رأيك في الحركات السياسية والاحتجاجية؟ وهل تؤثر علي تواجد الأحزاب في الشارع المصري؟
** الحركات السياسية هي انعكاس لرغبة مجموعة من المصريين مهتة بالشأن العام وتتحرك من وجهة نظرها من أجل تغيير الوضع القائم, وهذه الحركات إن دلت علي شئ فإنها تدل علي ضعف الحياة الحزبية في مصر التي هي ركيزة أساسية من ركائز الديموقراطية ولو أن هناك أحزاب قوية لوجد الشباب المتنفس الشرعي للتعبير عن آرائهم ومطالبهم, وبوجه عام لا يمكن أن تؤثر تلك الحركات علي تواجد الأحزاب, لأن الأحزاب كيان سياسي له برنامج محدد أما الحركات السياسية فهي من أجل مطالب معينة.
* هل هناك استيعاب لتلك الحركات السياسية؟
** إنني أقدر تلك الحركات وأدعمها بشكل كبير, فهناك استيعاب لشباب حركة 6 أبريل وشباب الفيس بوك دون أن نفرض عليهم الانضمام للحزب, ونقوم بعمل دورات تدريبية خاصة لهم بمعهد الدراسات السياسية بالحزب.
* يشهد حزب الوفد منذ نجاحكم في الانتخابات تقدم العديد من الشخصيات لعضوية الحزب, فما مغزي ذلك؟
** الحراك الذي حدث في الوفد لم يكن في تصوري أو حساباتي… كنت أتوقع خوض انتخابات مثلما حدث مع من سبقوني, ولكن بعد الانتخابات قمة بإعادة حساباتي فقد ألقي علي كاهلي مسئولية جسيمة, فالمصريون لديهم الثقة الكبيرة في الوفد وفي تاريخه كحزب ينحاز للقضايا القومية والوطنية.
* لكننا تري شخصيات من كل حزب وصوب علي الصعيد السياسي تنضم للوفد, فكيف يحتوي الوفد كل هؤلاء بمشاركتهم تحت لواء الحزب؟
** الوفد عي مدار تاريخه لم يكن حزبا بالمعني العلمي للأحزاب, فقد كان عباءة تضم كافة التيارات السياسية, وكان يسمي حزب الأمة, ونحن في حزب الوفد نجتمع حول قضية واحدة هي الدستور, الديموقراطية, الوحدة الوطنية ومن يتفق معنا حول هذه القضية نرحب به ومن يختلف يكون خرج عن ثوابت الوفد التي لم تتغير منذ عام .1919
* مبادرتك بزيارة البابا شنودة, وتأييده في قضية الزواج الثاني هل هي خطوة من أجل الحفاظ علي تقاليد الوفد الراسخة في احتواء الأقباط؟
** البابا شنودة بالنسبة لي يمثل رمزا وقدوة, وهو ليس زعيما دينيا فقط وإنما زعيم وطني وسياسي أيضا, أحببته قبل أن ألقاه وأحببته أكثر عندما التقيت به, وأدعو له بطول العمر لأن غياب هذا الرجل سيؤدي إلي كارثة وإشعال الفتنة الطائفية, ولا شك أن حزب الوفد هو حزب الوحدة الوطنية, والوحدة الوطنية بالنسبة لنا حجر الزاوية في سلام واستقرار أمن الدولة.
* وكيف تنظر لما يحدث من أعمال عنف طائفي؟ ومن المستفيد من ذلك؟
** هناك حالة من الاحتفان الطائفي الشديد والبعض عمدا أو جهلا يحاول إشعال هذه الفتنة, وأعتقد أن النار تحت الرماد والوضع ينذر بفتنة خطيرة قادمة وللأسف لدينا إعلام يساعد علي ذلك من خلال بعض القنوات الفضائية وهي قنوات تتبني فكرا مخالفا لتعاليم وسماحة كل من الإسلام والمسيحية, فالمشاهد المسيحي يجد شيخا يقول له إن المسيحي كافر, والمشاهد المسلم يشاهد كاهنا يشتم في الإسلام وهذا يوغل الكراهية في الصدور والنفوس.
* ما خطتكم من أجل مواجهة ذلك؟
** سأدعو في القريب العاجل إلي تكاتف كل من المثقفين والإعلاميين وعلماء الدين الإسلامي والمسيحي من أجل مواجهة ذلك, وسوف يتبني الحزب هذه المسألة, وسأعلن أن حزب الوفد حزب مدني يؤمن بالديموقراطية القائمة علي أسس التعددية السياسية, واحترام حقوق الإنسان, ولا أقول علمانيا لأنها كلمة سيئة السمعة تفسر علي أساس إلغاء الدين, ونحن بالطبع شعب متدين لا نقبل بإلغاء الدين.
* هل هناك نية التحالف مع الإخوان؟
** لن تكون هناك نية للتحالف مع الإخوان, وكان خطأ سياسيا ارتكبه الوفد حينما تحالف مع الإخوان عام 1984 علي الرغم من أنه كانت تحت مبادئ الوفد, ولكن التحالف جاء لصالح الجماعة وليس الوفد وقد جاء في إطار العلاقة الوطيدة التي ربطت بين فؤاد باشا سراج الدين, والشيخ عمر التلمساني وقت اعتقالهما معا عام .1981
* لكن بما تفسرون زيارتكم للمرشد العام للإخوان؟
** لو انقطع الحوار بين الحزب السياسي والقوي السياسية الأخري لا يطلق عليه حزب سياسي, فلابد أن يكون الحوار قائما مع مختلف القوي السياسية (ماركسية, شيوعية, إخوان) وجاءت زيارتي للمرشد العام للإخوان ردا علي زيارته لي لتهنئتي بفوزي بمنصب رئيس الحزب.
* وما رأيك في ردود الأفعال الإعلامية عقب زيارتك للمرشد العام للإخوان؟
** الحقيقة أنا احترت بين المسلمين والأقباط, لو ذهبت للكنيسة يقولون إن الوفد فرع للكنيسة, وإن ذهبت للإخوان يقولون إننا حزب ديني, ما يحدث هو ضجة إعلامية فقط.
* هل لديكم نية الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة؟
** لن أخوض شخصيا انتخابات الرئاسة, لكي هذا لا يمنع أن تختار الجمعية العمومية مرشح الوفد للانتخابات الرئاسية ولن يكون شخصي أبدا, وليس من طموحاتي أن أكون رئيسا للجمهورية.
* هل تتوقع ترشيح الرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
** أتوقع مائة في المائة أن يترشح الرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة وليس نجله جمال مبارك.
* كيف تنظر لتجربة الدكتور محمد البرادعي, وهل من حقه الترشح في الانتخابات؟
** الدكتور البرادعي شخصية تحظي بتقدير واحترام محلي وإقليمي ودولي, واعتبره البعض الأمل في الإصلاح والتغيير فالتف حوله الكثيرون, ولكن الدكتور البرادعي رفض الانضمام لأي حزب وزعم أنه يخاطب الشعب المصري بشخصه المستقل, وفي أي دولة لا نسمع بوجود مرشح مستقل لرئاسةالدولة, فلابد أن يكون المرشح من قبل الأحزاب وله برنامج محدد ولديه الكوادر التي تتولي مهام الحكومة إذا كتب لها النجاح, فمصر دولة كبيرة وليس بالبساطة أن يتولي رئاستها أي شخص.
* طرحتم تشكيل حكومة ظل, فما هي هذه الحكومة التي تنادون بها, وما عملها؟
** في أي نظام ديمو قراطي بأوربا وأمريكا أي حزب يحصل علي مقاعد في مجلس الشعب تالية للحزب الحاكم فأنه يتولي زعامة المعارضة, ويكون منوطا به تشكيل حكومة تسمي حكومة الظل.