الشهيد مينا نبيل جبرة شاب مسيحي, من شباب 25 يناير هو وآخرون مثله, دليل قاطع علي مشاركة الأقباط في مظاهراتالانتفاضة التي قام بها الشباب المصري الذي طالما اتهمناه بالتغيب واللامبالاة, التقينا مع والده نبيل جبرة الذي روي لنا قصة مينا, وهو يغمره العزاء, واثقا أن ابنه في منزلة الشهداء.
مينا شاب لديه من العمر 22عاما, خرج في الخامس والعشرين من يناير للتظاهر سلميا كغيره من شباب الفيسبوك, عاد متأخرا ذلك اليوم يحكي لأسرته, عن ما حدث من تظاهرات لمت شمل شباب مصر آملا في التغيير للأفضل, وقرر في اليوم التالي يوم26 يناير- يوم استشهاده- أن يشارك المتظاهرين في ميدان التحرير ولكن ليوفر لهم بعض الماء, حيث لاحظ التعب والإنهاك علي هؤلاء الشباب, فقام بشراء زجاجات مياه كثيرة وتوجه إلي الميدان, وخلال قيامه بهذه الخدمة, انطلق طلق ناري مجهول, ليصيب رأسه وينهي حياته, وقد تعرف عليه مجموعة من الموجودين حوله, وقاموا بنقله إلي المستشفي القريب من مكان سكنه ولكنه فارق الحياة ومأمور قسم الهرم هو الذي ساعده في استخراج شهادة دفن مينا في ظل غياب النيابيات المعنية بتلك الأمور.
أضاف بقوله لم أكن أستطيع أن يمنع مينا من المشاركة مضيفا أن شباب 25يناير نور الدنيا, وإن كان يتوقع حدوث مثل تلك التظاهرات خاصة بعد العديد من الاعتصامات التي شهدتها مصر في مختلف القطاعات عام2010 والتي لم يتم التعامل معها بآدمية, وكأن هؤلاء المعتصمون بلا قيمة وبالتالي كل هذا كان من الضروري أن يفجر الأوضاع.
من جانبه قال الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة وتوابعها: لم نعترض ككنيسة علي المشاركة في التظاهرات, لأننا لا نستطيع أن نمنع أحدا من التعبير عن رأيه طالما كانت الطريقة سلمية, ولكننا حذرنا الشباب من الدخلاء والمندسين, وأيضا من المشاركة في التخريب, وهؤلاء الشباب فعلوا أشياء كثيرة حسنة في أمور كانت تتعب الشعب المصري كله وكمسيحيين كجزء من هذا الوطن, وكثيرا ما كنا نتحدث عنها في وسائل الإعلام والجرائد بلا جدوي.
ولكني أدعو الشباب في ميدان التحرير والذين استغلوا ثورة الاتصالات بشكل حضاري للتعبير عن الرأي وحققوا جزءا كبيرا من التغيير أن يعطوا فرصة للبلد ولبقية الناس أن يعملوا حتي نستعيد الأشغال والأعمال.