كثيرا ما يلتقي المحبون علي الجسور…هذا ما يميز الجسور في الصين فهي ليست وحدة من مرافق النقل والمواصلات فحسب وإنما كيان يرتبط بحياة الناس. وأكثر الجسور الصينية شهرة جسر خشبي مغطي يسميه أبناء قرية قويتشو جسر الريح والمطر وهو ملتقي الشباب والشابات يغنون فوقه الأغاني الشعبية العاطفية ويرقصون بمرح علي أرضيته الخشبية التي يعود تاريخها إلي آلاف السنين.
والعديد من الجسور في الصين محاور أساسية في قصص وأساطير غرامية صينية أهمها أسطورة الراعي والنساجة والتي تحكي عن يتيم مسكين عاش بين أخيه وزوجته منذ صغره لكن زوجة الأخ طردته من البيت,وخرج اليتيم من بيته وليس معه سوي بقرة عجوز,وعاش المسكين يحرث الأرض ويرعي الماشية فأخذ لقب الراعي. وتذهب الأسطورة إلي أنه من بين حوريات السماء حورية مسئولة عن أعمال النسيج في القصر السماوي كانت تدعي النساجة.
وذات يوم هبطت النساجة مع حوريات أخريات للتنزه في عالم البشر,ووقعت الجميلة في حب الراعي المجتهد من النظرة الأولي فقررت ألا تعود إلي السماء وتزوجت الراعي….كل يوم يحرث هو الأرض وتغزل هي وتنسج,وبعد سنوات أنجبت ولدا وبنتا,ولم يكونا أثرياء لكنهما سعداء.
إلا أن ملك السماء غضب لنزول النساجة إلي عالم البشر وزواجها من الراعي دون إذن منه,فقرر إرسال ملكة السماء المسئولة عن الحوريات إلي عالم البشر لأخذ النساجة إلي السماء وتوقيع عقوبة عليها,أما الراعي فما كان منه إلا أن يتعقب زوجته,وبينما كان الرجل وولداه علي وشك اللحاق بملكة السماء والنساجة,نزعت ملكة السماء دبوس شعرها الذهبي وشقت نهر السماء الذي فصل بين الراعي والنساجة…ووقف الزوجان يبكيان وجها لوجه علي ضفتي نهر المجرة.
وعندما شاهدت طيور العقعق هذا الفرق الأليم احتشدت علي نهر المجرة لتصنع جسرا بأجسامها حتي يلتقي الراعي والنساجة,ولم يكن أمام ملك السماء من خيار إلا أن يصرح لهما بالبقاء علي جسر العقعق مرة في الليلة السابعة من الشهر القمري السابع كل سنة.
وفي هذه الليلة يتطلع الصينيون نحو السماء ليروا كوكب العقاب الذي يتكون من نجم لامع ونجمين باهتين وهذا رمز للراعي وولديه في السماء فيسمونه نجم الراعي.أما كوكب القيثارة فيتكون من أربعة نجوم تشبه مكوك النسيج والذي يرمز لنساجة السماء…ويلتقي الكثير من الصينيين علي جسر العقعق يوم عيد الحب لإحياء ذكري الحب بين الراعي والنساجة.
وهناك أسطورة أخري مرتبطة بالجسر الأزرق الموجود في محافظة لانتيان بمقاطعة شنشي,وتحكي عن مثقف في قديم الزمان اسمه وي وفتاة اسمها جيا تنتمي لأسرة أدبية…ربطت بينهما وحدة الرأي والعاطفة فقررا الزواج بنفسيهما وحددا موعد ومكان الزفاف تحت الجسر الأزرق فوق النهر الجاف في منطقة البراري.
وبينما كان وي ينتظر حبيبته تحت الجسر هطل مطر غزير حتي امتلأ النهر الجاف,وغمرت المياه قدميه ثم ساقيه وفخذيه فتعلق بعمود الجسر, لكنه لم يفقد الثقة في قدوم فتاته…وتدفقت السيول إلي أن مات المثقف غرقا.وعندما خف المطر أسرعت الفتاة إلي الجسر الأزرق,ولكن الوقت فات فحملت الفتاة جثمان حبيبها بين ذراعيها وبكت بكاء مرا معتقدة أن تأخرها هو الذي قتله فشنقت نفسها بالقرب من الجسر الأزرق وفاء للمشاعر الصادقة لحبيبها…وهناك حجر ضخم في مقاطعة شنش مكتوب عليه مكان حمل العمود حيث يعتقد أنه من أطلال الجسر الأزرق.