جاء إعلان الرئيس مبارك عن عدم نيته الترشح لفترة رئاسية جديدة ومطالبته مجلس الشعب بمناقشة بعض المواد في الدستور الخاصة بالترشح لرئاسة الجمهورية وضرورة قبول البرلمان لأحكام محكمة النقض في الطعون الموجهة ضد بعض أعضائه.
استجابة للمطالب
قال الدكتور رفعت السعيد- رئيس حزب التجمع إن المظاهرات الحاشدة التي قام بها شباب مصر أدت إلي استجابة الرئيس مبارك لعدد من المطالب خاصة إعلانه بعدم الترشح لفترة رئاسية قادمة وتعديل المادتين 76, 77 من الدستور وتحديد فترة الرئاسة.
أشار إلي أن الرئيس أكد علي مواجهة الفساد والتزام مجلس الشعب بأحكام محكمة النقض في قبول الطعون وهي ما يقدر بحوالي 100 دائرة سوف يتم بها الانتخابات مرة أخري, وأكد علي أن هذا يعتبر تطورا جديدا يجب النظر إليه باهتمام وسوف نتحاور مع أحزاب الائتلاف حول هذه التطورات للوقوف علي الخير لمستقبل مصر.
شدد السعيد علي أن الباب مازال مفتوحا أمام الرئيس لإعطاء تفويض لنائبه بصلاحيات أكبر حتي دون أن يعلن عن هذا, مطالبا بأن يكون هناك تحقيق علي أعلي مستوي من أجل محاسبة المسئولين عن الجرائم التي وقعت في حق المتظاهرين في الأيام الماضية وأن يتحمل وزير الداخلية السابق مسئوليته الكاملة عن الانتهاكات التي وقعت في حق الشعب وأن يحاسب علي هذه الفوضي بغض النظر عن النوايا.
وقال نبيل عبد الفتاح- مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام إن المظاهرات التي شهدتها مصر هي تعبير جديد عن مطالب المصريين وأن توقف هذه الحركة الشعبية عن التظاهر أو الاعتصام في ميدان التحرير ليس معناه أن تتوقف نهائيا بل ما حدث يعطي المواطنين طريقة فعالة من أجل المطالبة بحقوقهم.
وأشار إلي أن الدول الغربية تريد أن يكون الوضع هادئا في مصر من أجل ضمان تدفق آمن للنفط عبر قناة السويس أو لقلقها من أن يتحكم المارد الإسلامي وتسيطر التيارات الإسلامية علي مقاليد الحكم.
ما بعد 25 يناير
قالت أمينة شفيق عضو مجلس الشعب: الرئيس مبارك قام بواجبه علي أفضل ما يكون ونشكره علي أنه أعلن عن عدم نيته الترشح لفترة جديدة بل وقالها في منتهي الشجاعة.
أضافت: ما جاء به الرئيس مبارك هو معبر تماما عما يدور من مطالب الشباب وهذه المطالب كنا نحلم بها قبل 25 يناير وأن الرئيس قطع الطريق أمام الشائعات المنتشرة عن الانتخابات الرئاسية القادمة, وأكدت أن الفترة القادمة حساسة جدا ونحن مقبلون إذا استمرت المظاهرات علي مشاكل لا حل لها ويجب أن تقوم الحكومة الجديدة بالإسرع في حل مشكلات المواطنين.
المخربون… والمتظاهرون
من جانبه قال حمدين صباحي- رئيس حزب الكرامة تحت التأسيس إنه يرفض تصريحات الرئيس لأنه من غير المرضي تعديل المادتين 76و77 دون التطرق إلي المادة 88 الخاصة بالإشراف القضائي الكامل علي الانتخابات وهذه المادة أغفلها الرئيس في حديثة لأن أي مرشح سوف يتعرض للتزوير بدون إشراف قضائي كامل.
قال عصام شيحة المستشار القانوني لحزب الوفد إن الناس لا تريد الانتظار مدة أخري وإنما تريد أفعالا حقيقية وإصلاحات حقيقية تحقق مطالبهم, وإجراء تغيير في النظام بصورة سلمية وهذا نتج عن 30 عام من حكم لم يحقق مطالبهم.
وأكد علي أن المتظاهرين سيظلون مرابطين في ميدان التحرير إلي أن يتم تحقيق مطالبهم خاصة بعد نجاح المسيرة المليونية وأن النظام لن يتحمل ضغطا أكثر من هذا وسيخضع لمطالب الشعب.
الإيجابيات… ولكن
قال ممدوح قناوي- رئيس الحزب الدستوري الاجتماعي الحر إن هناك حالة من الإهمال طوال السنوات الماضية وأن الرئيس مبارك هو ابن الشعب ولكن الكثيرين من المقربين للرئيس والذين شغلوا مواقع قيادية في الحزب الوطني لعبوا دورا كبيرا في إفساد العلاقة بين الرئيس والشعب.
وأكد أن المؤسسة العسكرية تتمتع بعلاقة جيدة مع الشعب , كما أن المؤسسة العسكرية تعتبر مبارك أحد أبنائها وستعمل علي حمايته.
وقال عبد الحميد كمال- عضو مجلس الشعب إنه من المهم المرور من هذه المرحلة بسلام من أجل عودة الهدوء إلي الشارع والاستقرار إلي المواطنين لأن مصر مرت بمرحلة من الفوضي وعدم الأمان نتيجة للأحداث المؤسفة التي وقعت, وطالب الجميع أن يتحلوا بروح العقل وأن يسعوا إلي الحوار البناء الذي يقود مصر إلي بر الأمان دون أي خسائر أخري.