يحدثنا الكتاب المقدس عن القيامة الأولي (رؤيا 5:20), والمقصود بها- حسب التعليم الأرثوذكسي- قيامة المرء من موت الخطية بالتوبة (ميخا 7:8) وليس عودته للحياة- مع المسيح الآتي- ألف سنة علي الأرض كما قد يظن البعض.
ثم القيامة العامة لدينونة البشر (عب 9:27) حسب أعمالهم الصالحة أو الطالحة.
هذا وفي ملء الزمان تحقق وعد الله لفداء البشر من الخطية الجدية (مزمور 50).
بركات قيامة المسيح من بين الأموات
1- تبرير بني آدم من الخطية الموروثة: (المرض الروحي الموروث).
* عصي آدم الله: واستحق الموت الروحي والجسدي والأدبي والأبدي (تك 2:15), لذلك نال المسيح الفادي العقاب بالصلب حلا لمعضلة: العدل الإلهي والرحمة المطلوبة معه (مزمور 89:14 – أم 21:21 – مي 6:8).
2- الرجاء وعدم اليأس من الخلاص من الشر: لقد ظن اليهود أنهم قضوا علي المسيح بصلبه وموته, لكنه قام حيا, ونالوا جزاءهم بهدم هيكلهم وتشتتهم في العالم كله, وأعاد الفادي الرجاء إلي تلاميذه الحزاني, بعدما دخل عليهم في علية بيت القديس مرقس الرسول, والأبواب مغلقة بسبب الخوف والقلق, وأعاد لهم الهدوء والسلام المفقود.
3- تحرير البشر من سلطان إبليس: (رئيس هذا العالم) ولم يعد الشيطان يقبض علي أرواح الموتي, ويدفع بهم كلهم إلي قاع الجحيم, كالعهد القديم.
* نزل (المسيح) إلي الهاوية فكرز للأرواح (المنتظرة وعده) في السجن (الهاوية) (لو 11:22 – 1بط 3:19).
* وقال القديس يعقوب السروجي: نزل آدم إلي القبر, فمضي ابن الله وراءه, وأخرجه, وأدخله فردوسه الجديد, وأشرق النور الإلهي علي الحزاني وأبهجهم.
4- إتمام المصالحة بين سكان الأرض والله الآب: قال أيوب الصديق: ليس من مصالح يضع يده علي كلينا (أي 9:33). الله صالحنا لنفسه بيسوع المسيح (كو1:20) فهو الوسيط (عب 9:15) الذي أصلح السمائيين مع الأرضيين.
5- التمتع بالملكوت الأبدي السعيد: أنا أمضي (للمجد) لأعد لكم مكانا ( في الفردوس) وآتي أيضا (في المجئ الثاني) وآخذكم (يو 14:3). في بيت أبي منازل (درجات روحية) كثيرة (يو 14:2). ما لم تره عين, وما لم تسمع به أذن, وما لم يخطر علي قلب بشر, ما أعده الله للذين يحبونه (1كو2:9), (رؤ21).
6- إرسال الروح القدس المعزي (البارقليط) إن لم أنطلق (للسماء) لا يأتيكم المعزي (يو 16:7), وهو يهب ثمارا كثيرة ومواهب روحية وفيرة (غل 5:22:23).
7- صار لنا شفيع دائم لدي الله الآب (1يو 2:1) لأنه بحسب مشيئة الله يشفع في القديسين (رو 8:26) وهو ضامن لاستجابة الرب لطلباتنا, لوحدته مع الآب (القديس كيرلس الكبير).
8- قيامة المؤمنين بجسد روحاني نوراني مثله: كما صرنا متحدين معه بشبه موته, نصير أيضا بقيامته (رو 6:5) وهو جسد روحاني, لا يحتاج لغرائز, ولا لطعام ولا لشراب مادي.
9- ونلنا نعمة التبني صرنا (أبناء الله) وورثة مع المسيح (غل 4:5): الميراث الذي لا يفني ولا يتدنس, المحفوظ لنا في السموات (1بط 1:4).
* وقال القديس كيرلس عمود الدين نلنا التبني, كما قال رب المجد للمجدلية, صباح القيامة: قولي لإخوتي.
10- عدم الخوف من الموت: تغيرت النظرة القديمة إلي الموت المرعب, باعتباره عدوا إلي اعتباره مجرد معبر (كوبري) ينقل المؤمن من عالم الشقاء, إلي دار المجد والسعد الأبدي لذلك فرح به كل المؤمنين.
* وقال القديس البابا أثناسيوس الرسولي : إن غاية تجسد المسيح, هي أن يبطل بموته الفساد والموت, ويجعلنا بقيامته نلبس عدم الفساد, وعدم الموت.
* وصار الموت ربحا للمؤمن (في 1:21) وشهوة للأبرار. وقد رحب به كل الرسل والشهداء (في 1:23).
* وقال القديس باسيليوس الكبير, للذين اضطهدوه لا يرتعب من الموت من يري أنه هو الطريق الوحيد للذهاب للمسيح.
* وقال القديس يوحنا ذهبي الفم يذهب الجسد الترابي للقبر, وتصعد الروح إلي الرب.