أنفض مولد رمضان, بعد ضجة درامية, تمت محاصرتها بالعديد من البرامج السياسية. وعلى أثر الإزعاج والإمتاع الذى تسببت فيه هذه الضجة, نحاول أن نقدم تقييم لبعض المسلسلات والبرامج.
الخالدان
أحتل الخالدان, الممثل خالد صالح, والممثل خالد الصاوي. قمة المتابعة الفنية بعملين أحتويا الكثير من عناصر النجاح, وحققا المتعة الفنية, فقد أستطاع خالد صالح أن يتقمص روح الريان ويعيش فى جلبابه كرجل يجيد صيد الأموال وتوظيف الفساد منذ نعومة أظافره فهو أبن الجنية كما تقول كلمات التيتر الذى كتبه الشاعر أيمن بهجت قمر.. صاد السمك وأكله بشوكه. لافف ودهن الهوا دوكو. وبرع في المسلسل الممثل باسم سمرة- في دور الشيخ فتحى الريان- هذا العاشق المقهور من زوجته الشريرة- ريهام عبد الغفور فى أحسن حالتها- وأستطاع باسم سمرة سرقة الكاميرا بأدائه وإنفعالاته العميقة.
وعلى خطى الأداء الهادىء الرزين سار خالد الصاوى فى مسلسل البديع خاتم سليمان حيث قدم دور جراح القلب الصوفى الذى يتعرض لإستغلال زوجته سيدة الأعمال الشرهة للأموال, وقامت بدورها فى نضج ووعى رانيا فريد شوقى.
الشحرورة.. تشويه الكل
الفشل.. كلمة مؤلمة ولكن مضطر أستخدمها للتعبير عن الصدمة التى تصيب المشاهد من مسلسل الشحرورة الذى يمكن أن نضع له عنوان تفصيلى يقول التبرير الدرامى لحياة الملائكية لصباح وهو أمر كان متوقعاًًًًًًًًًً فى حالة تقديم سيرة ذاتية لشخصية مازالت على قيد الحياة وأرى أن المشكلة أعمق من مسلسل صباح المشكلة تكمن فى طريقة كتابة دراما السيرة الذاتية, وهى عندما تقوم على قاعدة بسيطة هى أظهر عيوب كل الشخصيات المحيطة بصاحب السيرة وبذلك يحدث التشويه ويقدم صاحب السيرة بشكل ملائكى مقارنة بمن حوله, والمسلسل نجح فى تشويه صورة المطربة اللبنانية نور الهدى, والمطرب (فريد الأطرش) الذى قدم بشكل ساذج, وعبد الحليم حافظ الذى يغير من نجاح صباح وعازف الكمان الشهير أنور منسى , لاعب القمار,… وهكذا سارت الحلقات. أما على مستوى الأداء فجاءت كل أختيارات المخرج أحمد شفيق للممثلين غير موفقة, وكارول سماحة لم تستطع أن تعبر عن أى ذرة من روح صباح, وفقدت الصدق الفنى منذ أول لحظة, وكان أمراًً مضحكاً أن تقدم الممثلة حنان سليمان دور أم السينما المصرية فردوس محمد, فكانت أصغر من صباح نفسها!!
الجاسوس البطىء
على عكس كل مسلسلات الجاسوسية يجىء مسلسل عابد كرمان ليقدم فى إيقاع بطىء جداً قصة الجاسوس الذى يستطيع أن يقهر الموساد الإسرائيلى, والمسلسل جاء ممللاً وأداء تيم الحسن باهت للغاية.
الحسن والحسين
رغم حالة الترقب التي أنتابت الجميع لمسلسل الحسن والحسين الذى أثار ضجة رقابية ضخمة قبل عرضه لتجسيد الشخصيتين. ورغم الدعاية المصاحبة للعمل الذى أستغرق 3 سنوات فى تصويره إلا أن المسلسل جاء ضعيفاً للغاية من حيث التأليف. وأرى أن الشركة المنتجة لو كانت حاولت مسرحيتى المبدع عبد الرحمن الشرقاوى (الحسين ثائرا) و (الحسين شهيدا) بحوارها العبقرى لقدمت عملا أفضل بكثير من هذا العمل الذى لم يقدم عنصرا واحدا متميزا لا فى الأداء ولا فى الملابس ولا فى الصورة, وكان بطء الإيقاع هو المسيطر على سير الأحداث.
الكوميديا
تفوق سامح حسين فى الزناتى مجاهد رغم نمطية دور الصعيدى الساذج فى تقديم بانوراما لنقد سلبيات المجتمع المصرى ولو بشكل سطحى, ونال المسلسل شهرة لم يحققها نجوم كوميديا كبار مثل محمد هنيدى فى مسيو رمضان الذى حاول فيه أن يستغل شخصية رمضان مبروك التى قدمها فى السينما، وشاب مسلسله الكثير من المط والتطويل, وهانى رمزى فى عريس ديليفرى الذى يتطلب منه أن يعيد النظر فى أختياراته التليفزيونية.
وقت أفضل
كالعادة ظلمت بعض الأعمال الدرامية الجيدة مثل مصطفى مشرفة و وادى الملوك و الأبواب الخلفية و المواطن إكس ولابد من إعادتها فى أوقات أفضل فى الفترة القادمة, بينما أحتلت مسلسلات سيئة ساعات الذروة فى المشاهدة مثل سمارة و المكتوب ع الجبين.
البرامج
كانت مفاجأة رمضان هذا العام الكاتب الصحفى عادل حمودة الذى تحول إلى مذيع يجيد فن الحكى فى برنامجه الوثائقى كل رجال الرئيس والذى قدم فيه تاريخ شخصيات عايشناها وعرفنا عن طريق البرنامج عنها الكثير من الكواليس.
==
س.س
3 سبتمبر 2011