إنها ساعة الذروة في ”ساو باولو” البرازيلية ولكن تظهر دراجتان بخاريتان للإسعاف تشقان طريقهما إلي مكان الحادث,تخترق الدراجتان الطبيتان السيارات المتلاصقة في الشوارع في خطوط غير مستقيمة ومسارات ملتوية وقد تحول المنظر في الشوارع إلي أحد المشاهد المثيرة في أفلام ”الفيديو جيم” الساخنة.
هذا هو الحال في ”ساو باولو” أكبر المدن في أمريكا الجنوبية التي تعاني أزمات مرورية حول العالم,فقد لا يخلو طريق من العقبات أو العراقيل التي تعطل المسار العام.
وكلما اقتربت من كاتدرائية المدينة تجد الشوارع ممتلئة بالعمال مما يدفع سائقي السيارات للتكدس في الحارة الوسطي من الطريق,وربما تجد سيارة تغير طريقها فجأة فتشعر وكأنك قد نجوت بأعجوبة.
تقول الإحصاءات إن هناك أكثر من ثلاثة وسبعين حادثا في طريق ”ساو باولو” العام الماضي ولقي فيها ما يقرب من ألف وخمسمائة شخص مصرعهم.
ويتأزم الوضع عادة عندما يتأزم المرور لمسافة تصل إلي مائة ميل في ساعة الذروة,ولهذا السبب تجد سيارات الإسعاف صعوبة في إنجاز هدفها,من هنا جاءت فكرة دراجات الإسعاف البخارية التي تستطيع أن تتحرك بين السيارات في الطريق بسرعة.
جدير بالذكر أن هذا النوع من الإسعاف موجود أيضا في ”لندن” و”كوالالمبور”,لكن الأمر في البرازيل له أهمية خاصة حيث لا يوجد نظام الـ911 المركزي الشهير للنجدة,كما أن الخدمات الصحية في المدينة ليست علي المستوي المطلوب.
في الوقت نفسه يؤكد المسئولون عن خدمة دراجات الإسعاف أن الناس تثق بهم,فهم دائما يستجيبون لاتصالات الطوارئ بسرعة تفوق ثلاث مرات سيارات الإسعاف ومن يقوم بهذه الخدمة يخضع لعدة تدريبات حول الإسعافات الأولية لمدة تصل إلي مائتي وأربعين ساعة بالإضافة إلي التدريب علي قيادة السيارات البخارية بمهارة فائقة.
الخاصية التي يتمتع بها هذا النوع من الإسعاف هي القدرةعلي الوصول إلي أماكن الحوادث بسرعة فائقة,ثم تقسيم المصابين إلي مجموعات صغيرة لتحديد الحالات الحرجة وأخيرا يأتي دور من يقومون بهذه الخدمة في عمل الإسعافات اللازمة لكل المصابين حسب حالاتهم.
عن مجلة ”تايم”
التعليق:طبيب يقود دراجة إسعافات أولية لإنقاذ مريض قد لا تصله سيارة الإسعاف.