انتشرت في السنوات الأخيرة في مصر مكاتب للاستشارات الزوجية التي تعمل علي تقديم النصح والمشورة للمقبلين علي الزواج والمساهمة في حل بعض المشكلات الزوجية قبل وصولها إلي طريق مسدود…ومن المفارقات أن المرأة هي الأكثر اهتماما بهذا الموضوع من الرجل ذلك لأنها أكثر حرصا علي بناء العلاقة واستمرارها وهي أيضا تعترف بالمشكلة بسهولة وتسعي لحلها ,بينما الرجل لايريد أن يعترف بوجود مشكلة في زواجه فهو يظن أنه يعرف كل شيء, معتبرا ذلك من بابالعيبوالضعف الذي لايقبله أحيانا..!
الدكتور فيكتور سامي أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق وأحد الذين يقدمون هذه الاستشارات الزوجية قال:تأتي مشكلات عديدة لطلب المشورة سواء صعوبات تكيف الشخص مع نفسه أو الآخرين,أو مشكلات زوجية نفسية أو اجتماعية .وبالنسبة للأزواج نبدأ العمل معهم بجلسات مشتركة لهم للتعرف علي أبعاد المشكلة ثم مع كل طرف علي حدة بالتبادل وبعد ذلك جلسات مشتركة لعمل تقييم,وتقديم المشورة النفسية من خلال توضيح نقاط التقارب والاختلاف بين الزوجين,حتي يستطيع كل طرف التعامل مع الآخر بشكل أفضل وأكثر تكيفا والتقليل من الصراعات والمشاكل فيما بينهما: ويأتي أيضا حديثو الزواج وعادة ما تكون مشاكلهم متعلقة بالعاطفة والعلاقة الحميمة في السنة الأولي للزواج ,كذلك هناك بعض الأسر تتقدم إلينا لطلب المشورة في المشاكل الخاصة بتربية الأبناء,وخاصة في مرحلة المراهقة وفي هذه الحالة تكون الجلسات مع الأب والأم ومع الابن أو الابنة ,ثم مقابلات ثلاثية للوالدين مع ابنهما .
وعن أكثر الأعمار إقبالا علي طلب المشورة بمكاتب الاستشارات يقول د. فيكتور:الأزواج من الشباب ذوي الثقافة الأعلي هم الأكثر إقبالا,فالأشخاص الذين يتسمون بدرجة من النضج والوعي والإدراك لمشاكلهم يأتون إلينا في محاولة منهم لتفهم أفضل للمواقف الحياتية المختلفة.
0 وبالرغم من قدوم الرجال والنساء للاستشارة علي حد السواء إلا أن السيدات الأكثر إقبالا عليها فالفتيات عادة ما نجد لديهن المبادرة والإقدام أكثر من الرجال في طلب المشورة والمساندة من المختصين بمكاتب الاستشارات.
ولكن ما أكثر المشكلات التي تأتي لطلب المشورة الزوجية؟,يجيب د. فيكتور بأن حديثي الزواج هم النسبة الأكبر يليهم الآباء والأمهات في مشاكلهم مع تربية الأطفال والمراهقين ,ثم الخلافات والخيانات الزوجية والمشاكل مع الأهل,ويأتي في نهاية هذه القائمة فئة الشباب والشابات المقبلين علي الزواج للتعرف علي الثقافة الزوجية,وكيفية تعامل كل طرف مع الآخر في الزواج وتستمر الجلسات في كل حالة حسب درجة تعقد المشكلة وطبيعة الزوجين ولكن غالبا ماتستمر من 4 إلي 8 جلسات في المتوسط.
ويجب أن يتسم الشخص القائم بالاستشارات بعدة صفات أساسية وهي أن يكون مؤهلا علميا وحاصلا علي دراسات في مجال الطب النفسي أو علم النفس وإنسانا ناضجا يؤتمن علي الأسرار وناجح في حياته الأسرية والاجتماعية ,وأن يكون دقيقا ويتحري دقة المعلومات ولكن دون فضول علي الحياة الخاصة للمستشيرين وأن يكون أمينا في تعاملاته مع نفسه أولا ثم مع الآخرين وفي حالة حاجة المستشير لعلاج دوائي فيجب أن يكون القائم بالاستشارة طبيبا نفسيا وليس معالجا نفسيا فقطدارس لعلم النفسوعن تكلفة جلسات الاستشارات الزوجية يوضح لنا د. فيكتور أنها تكون في بعض الأماكن مجانية مثل بعض الجمعيات الأهلية التي تقدم خدمات اجتماعية, كذلك تقدمها مراكز أخري بأسعار رمزية,وأخيرا تأتي العيادات الخاصة وهي الأكثر تكلفة حيث لاتقل عادة الجلسة عن خمسين جنيها.
وأخيرا يشير د. فيكتور إلي أنه من المفارقات أن مكاتب الاستشارات الزوجية في مصر لايزال ترخيصها يتم تحت مظلة الطب النفسي بالرغم من الاحتياج لوضع قواعد ولوائح لإشهارها ولتنظيم وتقنين العاملين في هذا المجال.