غياب الرعاية الصحية داخل المستشفيات والوحدات الصحية مسكوت عنه لسنوات طويلة..وانتشر ذلك بصورة لايقبلها أو يحتملها أحد ليدفع ثمنها الغلابةكل يوم من آلامهم وأوجاعهم في رحلة عذاب للبحث عن الشفاء..وطنيتجولت داخل بعض المحافظات لتلقي الضوء ما تعانية صحة الأهالي من إهمال وتسيب, أملا في تدخل المسئولين المعنيين لتصحيح الأوضاع القائمة..
في القليوبية من حسن الطوخي ومنال ياسين وإنجي الطوخي: يحدث داخل الوحدات الصحية أو المستشفيات العامة بمدن وقري المحافظة مالا يخطر علي البال فالوحدة الصحية لم تكن أكثر من مجرد اسم علي يافطةفبعيدا عن إهدار المال العام لاتوجد أجهزة طبية وإذا وجدت فإما أن تكون مخزنة أو معطلة, كما أن تواجد الطبيب يتحدد في فترة معينة وبما لايتناسب مع أعداد المرضي وأيضا النقص في وجود الأدوية بصورة ملحوظة فلا يوجد غير نوع واحد من الأقراص أو زجاجة دواء طارد للبلغم تصرف لكافة الحالات علي حد سواء ,هذا بخلاف تفشي المحسوبية ووصول الأمر في كثير من الأحيان إلي الكشف الخصوصي علي المريض في الوحدات الصحية,وكأنها عيادات خاصة.ولايعلم الأهالي إلي أين يذهبون؟ولمن يشكون؟في ظل هذه المعاناة وهم يستغيثون يوميا بالمستشار عدلي حسين محافظ القليوبية وبالدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة للنظر في مشكلاتهم وتخفيف آلامهم.
فكيف يعقل أن تكون وحدة كفر عزب غنيم الصحية بمركز كفر شكر علي سبيل المثال بدون غرفة للعمليات أو للطواريء وهي علي الطريق السريع للقرية وتخدم أكثر من سبع عزب وقري مجمعة!!
أيضا ما يحدث داخل مستشفي بنها الجامعي من إهمال واضح حيث المماطلة في بناء المبني الخاص والجديد بعيادة الرمد منذ أكثر من خمس سنوات وعليه ترك الأجهزة معطلة دون عمل رغم شرائها بملايين الجنيهات, هذا بالإضافة إلي إضراب بعض الممرضات لعدم صرف بدل العدوي لهن وغلق بعض الأقسام لتلوثها ووجود عجز في أدوار النظافة لتطهيرها والأبواب جميعها مفتوحة علي الطرق والممرات داخل قسم للأشعة والجميع يرون الشخص الذي يخضع لإجراء الأشعة في منظر غير آدمي بالمرة لتضيع أبسط حقوق الإنسان الصحية داخل الوحدات والمستشفيات!!
التأمين الصحي خارج الخدمة
صحة المواطن خارج نطاق الخدمة داخل مستشفيات الهيئة العامة للتأمين الصحي بفرع شرق الدلتا, خاصة ببنها وشبرا الخيمة, وأفنية هذه المستشفيات الخلفية عادة ما نجدها عبارة عن مقلب لتجمع القمامة والمخلفات التي ربما تترك لمدة طويلة قد تمتد لشهر أو أكثر وإلي أن ندخل الاستقبال لنفاجأ بوجود أطباء في السنة الأخيرة من كلية الطب ليتم تدريبهم علي المرضي وهو بالطبع أمر ينقصه الخبرة في التعامل مع الحالات المختلفة..كما أن سعر رسم تذكرة زيارة المريض غير محددة,فرغم أن التذكرة مدون عليها فئة جنيه واحد إلا أن الثمن المدون علي الختم الموجود بالتذكرة هو جنيهان والسؤال: إذا كان هذا قرارا من الهيئة العامة للتأمين الصحي بفرع شرق الدلتا؟فلماذا لايعمم علي كافة المستشفيات؟خاصة أن وقت الزيارة مستمر في مستشفي تأمين بنها حتي الثانية عشرة مساء علي عكس مايحدث في مستشفي تأمين شبرا الخيمة, حيث تنتهي الفترة الأولي للزيارة الساعة الثامنة مساء لتبدأ فترة جديدة تستمر للثانية عشرة ليلا ولكن بضعف ثمن التذكرة حيث يرتفع إلي أربعة جنيهات!!
وعن وضع الحالات الحرجة والطواريء بالمستشفي فللأسف عادة مايكون الرد جاهزا بأنه تم استدعاء الدكتور من منزله ليباشر الحالة..ويذكر محمد أشرف طالب جامعي, أن والده دخل المستشفي ليلا وتم احتجازه بقسم العظام دون عمل أشعة له حتي يتم استدعاء النوبتجي من منزله أيضا ليفحص الحالة ليصبح شعار التأمين الصحي ساعد نفسك وما يؤكده مهدي خيري (أحد مواطني) بنها بأنه لا يوجد رقيب علي الأطباء سوي ضمائرهم, مشيرا إلي ماحدث معه حيث أصيب ابنه بنزيف في قدمه اليسري في ثالث أيام العيد,ورفض الطبيب مباشرة الحالة بحجة الاحتفال بالعيد, وعليه قمنا بنقل الطفل إلي المستشفي التخصصي للأطفال بالقاهرة.
كما يذكر علام أبو باشامدرسواقعة حدثت معه أثناء توجهه للمستشفي لإجراء عملية ولادة لزوجته حيث نصحه الطبيب بالذهاب لعيادته الخاصة لصعوبة إجراء ولادة قيصرية في ظل الإمكانات المحدودة بالمستشفي والتي لاتسمح بإجراء مثل هذه العملية وكانت المفاجأة بأن الطفل بعد الولادة كان في أشد الاحتياج لدخول الحضانة فذهب للمستشفي مرة ثانية لينصحه الأطباء أيضا بالذهاب للمستشفي التخصصي, ورغم قصر المسافة حيث إنها لاتتعدي 20 مترا, إلا أن الطفل توفي في نهاية الأمر.
ويقول محمد عبد الحميد موظف, إنه احتجز في أحد المستشفيات لمدة 25 يوما لإجراء عملية جراحية دون التجهيز للعملية وحينما سأل عن السبب كان الرد أن اسمه غير مدون بكشف العمليات, رغم أن هناك حالات عديدة جاءت بعده وأجريت لها العملية علي الفور,وعرفنا بعد ذلك أن كل حالة عليها أن تتعاقد مع الطبيب بصفة ودية لإجراء العملية لها,وبالفعل سلكنا هذا الطريق وأجريت لي العملية خلال يومين دون تدوين اسمي في الكشوف .
وأمام تلك المشاكل حملنا علي عاتقنا مهمة نقل معاناة الأهالي لمدير مستشفي التأمين الصحي ببنها لمعرفة رأيه تجاه مايحدث, إلا أنه رفض مقابلتنا أكثر من مرة بحجة مشغولياته!!..وها نحن نرفع الأمر للسادة المسئولين بالهيئة العامة للتأمين الصحي بالقليوبية والمستشار عدلي حسين لاتخاذ الإجراء اللازم لإنقاذ الأهالي مراعاة لظروفهم الصحية.
في بورسعيد من أميرة بانوب:الخدمات الصحية تحتضر داخل المستشفيات العامة والمراكز الطبية, حيث التقصير في بعض التخصصات والأجهزة الموجودة بالمستشفيات, بالإضافة إلي تدني مستوي النظافة سواء للمكان أو للعاملين, فضلا عن الإهمال في أقسام الاستقبال والطواريء.
في الغربية-من صبحي الزيات:رغم الجهود المبذولة مازال هناك الكثير من المشكلات التي تعوق أداء الخدمة الصحية بالغربية كما يجب, حيث هناك مماطلة في الانتهاء من أعمال الصيانة والترميم, الأمر الذي يوقف تشغيل بعض المنشآت, وبالتالي عدم الاستفادة منها وأيضا وجود عجز في الأطباء وفي الأدوية ومستلزمات العلاج, بالإضافة إلي مايحدث بأقسام الطواريء بالمستشفيات العامة, وعدم استعدادها لاستقبال الحالات الحرجة ووجود أجهزة معطلة لعدم وجود عمالة فنية تعمل علي صيانة هذه الأجهزة.
وهذا ما يؤكده د. عبد المنعم شهاب رئيس لجنة الشئون الصحية بمجلس محلي المحافظة, ويقول إن 95% من المستشفيات يجري بها عمليات ترميم لذا لا يتسني لها القيام بدورها, كما أن هناك مستشفيات تم الانتهاء منها ولكن لم يتم تشغيلها حتي الآن مثل مستشفي تكاملي كفر خضر وشبشير ومحلة روح,وهناك مستشفيات توقفت عند حدود القواعد الخرسانية مثل رمد المحلة الكبري وزفتي وحميات طنطا.ويطالب دكتور شهاب بتحويل مستشفي جراحات اليوم الواحد لمعهد متخصص في سلبيات المستشفيات علي مختلف مسمايتها وأن يتم التنسيق مع جامعة طنطا لاستقبال الحالات الطارئة طوال أيام الأسبوع.وتطالب سامية عوض عضو مجلس محلي محافظة الغربية بضرورة إلغاء القوافل الطبية وتوجيه اعتماداتها المالية البالغة نحو 30 مليون جنيه لمستشفي المحلة العام والرمد اللذين يخضعان لبند الترميم منذ بضع سنوات, خاصة أن المحلة ليست بها خدمة صحية تتلاءم مع الكثافة السكانية والعمالية بالمدينة.مشيرة إلي أنه لابد من مراجعة قائمة العلاج ودليل الأدوية في التأمين الصحي لكونه محدودا بأدوية لاتتناسب مع احتياجات المرضي.
أيضا -والكلام لسامية عوض-هناك نقص في عدد سيارات الإسعاف الخاصة بمستشفيات التكامل بالقري البعيدة عن المدينة ,كما يجب الموافقة بالسماح لوحدتي الغسيل الكلوي بميت حواي والجعفرية مركز السنطة علي الغسيل لمرضي التأمين الصحي وعدم الاقتصار علي الغسيل لمرضي العلاج علي نفقة الدولة.
في المنوفية-من رشدي أبو السعد: تقدم منتفعو التأمين الصحي بالشهداء ببلاغات للإدارة الطبية من جراء وضع الأدوية داخل أكياس بلاستيكية سوداء من المحظورة صحيا والتي تنتج عن مخلفات القمامة ومن ثم إحالة الشكاوي لقسم المتابعة وإبلاغ هيئة التأمين الصحي بالمخالفات.
في كفر الشيخ-من أشرف مصباح:تنتشر بالمحافظة أمراض الكبد والفشل الكلوي بين أهالي كفر الشيخ بشكل كبير, ووفقا لإحصائية مركز الكبد بالمحافظة فإن 14 ألف مريض كبد فيروس سييترددون شهريا علي المركز لتلقي العلاج رغم افتقاده لمعمل تحاليل يستوعب هذه الأعداد,وبالتالي يتم تحويل الحالات إلي معمل خاص بدسوق يأخذ من كل مريض 70 جنيها للعينة الواحدة, مما دفع أحمد عابدين محافظ كفر الشيخ لشراء جهاز من صندوق الخدمات بقيمة 800 ألف جنيه لحل جزء من المشكلة,والمعروف أن ميزانية وزارة الصحة للمحافظة تصل إلي 6 ملايين جنيه سنويا وهي لاتكفي لتوفير الأدوية وتم حصر الاحتياجات التي قدرت بنحو 32 مليون جنيه, أما عن المستشفيات المركزية فلا يتوفر بها محارق صحية وسيارات إسعاف كافية,كما أنها تفتقد إلي حجرات للعناية المركزية مما يعني تحويل الحالات الحرجة إلي مستشفي طنطا الجامعي وهو ما قد يعرض الحالات للوفاة لبعد المسافة.
ورغم العجز في عدد الأطباء وإلا أن مستشفي كفر الشيخ يئن من كثرة الأطباء بالواسطة والمحسوبية ,والمعروف أن الوحدات الصحية معنية بالإسعافات الأولية فقط ولديها طبيب واحد امتياز حديث التخرج دائم الغياب مثل الوحدة الصحية بقرية العمار مركز سيدي سالم التي تعد مثالا صارخا للإهمال والتسيب.
كما تحولت الوحدة الصحية بقرية إيشان مركز ببلا إلي مأوي للكلاب الضالة,مهجورة بلا انتفاع.
هذا إلي جانب غياب دور الصحة في استخراج الشهادات الصحية وعدم الكشف الدوري علي أصحاب هذه الشهادات وترك الأمر لصغار المستثمرين ينتفعون بالرشاوي.
تلك كانت نماذج عشوائية منتقاة لأوضاع المستشفيات والوحدات الصحية داخل المحافظات السابق ذكرها ,نطرحها أمام المسئولين لمعرفة كيف وصل حال الغلابة داخل محافظات مصر,كيف يتم التلاعب بآلامهم دون الرأفة بهم!!