ظل شعب كنيسة كيمي ثابتا في إيمانه شأنه في ذلك شأن الأهرامات التي لم تنل منها عوامل الفناء أبدا فالعالم كله يشهد لهذا الشعب الجرئ إن أفراده كانوا يستشهدون بالمئات كل يوم معترفين بالمسيح مخلصهم أمام الولاة الرومانيين القساة الذين جعلوا أجسادهم طعاما للنار والزيت المغلي وقطعوا رؤوسهم بالسيوف فأثبتوا بذلك أنهم من أصلب الشعوب عودا.
فلعب الشعب القبطي العريق الذي تتأصل فيه بذور الحضارة منذ آلاف السنين دورا بازرا في الدفاع عن الإيمان المسيحي الصحيح ضد المبتدعين والهراطقة الذين ظهروا في الأجيال الأولي للمسيحية وأيضا وقفوا بعد ذلك ضد البدع التي حاولت الإمبراطورية الرومانية نشرها عن طريق بعض أساقفة روما والقسطنطينية عاصمتي الإمبراطورية بالقوة والبطش فوقفوا وقفة رجل واحد في وجهطومسن ليونأسقف روما بعد مجمع خلقيدونية وخلافه من البدع-فقد قام أبطال الإيمان في كنيسة كيمي وفلاسفتها المسيحيين بدور كبير في مناقشة هذه البدع ودراستها مع بقية العالم المسيحي حتي يمكننا القول إن الفضل يرجع إليها بالدرجة الأولي في الحفاظ علي الإيمان المسيحي سليما ويكفي أن نعلن أن قانون الإيمان المسيحي المعمول به في كل الكنائس قام بوضعه آباء الكنيسة القبطيةكنيسة كيمي كما كان لهذه الكنيسة الفضل في إيجاد الرهبنة المنتشرة في الصحاري المصرية ووضع أنظمتها ونشرها في العالم كله.
وظل أغلبية الأقباط في مصر حتي نهاية القرن الثالث عشر بل أن بعض الأسر ظلت تتحدث في منازلها باللغة القبطية حتي أواخر القرن التاسع عشر.لهذا يمكننا بحق أن نقرر أن كنيسة كيمي هي من أعرق وأقدم وأشجع كنائس العالم.