* في غضون أيام يودع بر مصر ما كان يعرف بسلالات الخنازير والتي كانت مصدر رزق لقرابة مليون مواطن مصري وكانت متواجدة بمناطق الفقراء المنبوذة… لتنتقل مصر إلي عصر اللحم البقري المشفي المذبوح طبقا للشريعة الإسلامية فيما يطالب البعض حاليا بإبادة المخالطين أيضا فلا صوت يعلو فوق صوت معركة الخنازير وذلك من أجل عيون فيروس HIBI… في أيام قليلة تمت تصفية معاقل هذه السلالات النجسة ومطاردة فلولها التي قد تكون مختبئة هنا أو هناك داخل أكوام القمامة أو بيوت المربين أو تصادف سقوط إحداها سهوا في الطرق الصحراوية أثناء عملية النقل القسري علي حد ما نقلته إحدي الفضائيات من عملية إبادة تمت بالركل لإحداها سقطت أثناء عملية النقل حيث شوهدت قوات الأمن وهي تحاصر السيارة وتحشد جهودها للإطاحة بسيارة نقل الخنازير وقام الأهالي بالاستنفار للمهمة وأحاطوا بالسيارة من كل جانب في محاولة إعدامه ركلا داخل حفرة وإلقاء الحجارة عليه وهم يصرخون يا نجس يا نجس لنفاجأ نحن المشاهدين برجوع سيارة النقل بسرعة لتدهس الخنزيرة المسكينة وسط تهليل الأهالي بالانتصار.
* وإذا كان كثيرا ما نتندر بعبارة شر البلية ما يضحك فإن أكثر ما أثار الضحك والسخرية مؤخرا ما أعلنته بعض قصاصات الأخبار علي استحياء عن عزم مجلس الشعب الموقر وبعد ظهور حالات لإنفلونزا الخنازير في مصر بالقيام بمناقشة تقرير أعدته لجنة مشتركة من لجنتي الصحة والزراعة عن مرض إنفلونزا الخنازير وطلبات الإحاطة المقدمة من بعض النواب في هذا الشأن… وعلي مثال (ضربني وبكي وسبقني واشتكي) بعدما أوصت اللجان بالتخلص مما سيظهر من سلالات الخنازير انتهاء بمزرعة يسرية لوزة الشهيرة… أوصت تلك اللجان بالاحتفاظ بالأصول الوراثية للخنازير المصرية وحفظ جيناتها نظرا لتميزها بتكاثرها وتحملها لظروف البيئة المصرية.
وعلي رأي اللذيذة ليلي مراد (اضحك كركر أوعي تفكر… حلوة الدنيا زي السكر) نتساءل من الذي كان وراء دخول موضوع سلالات الخنازير (النجسة) إلي قاعات مجلس شعبنا الموقر بل والاستحواذ علي جلساته ولجانه وقراراته انتهاء بقرارات إبادة هذه السلالات من بر مصر الطاهرة وكيف أطلت هذه السلالات المرعبة بمربييها وزرائبها ووجوهها الكريهة ومواقع ذبحها ومحاولي التخلص من القمامة التي كانت تترعرع فيها لتعكر صفو مجلسنا الموقر لعدة شهور بل وتجمع في تجانس غريب أحزاب الوطني والمعارضة والإخوان المسلمين في هدف أصبح استراتيجيا للدولة… والأدهي والأضل سبيلا أن تظل جامعاتنا وعلماؤنا وباحثونا وكليات الطب البيطري بالكم الهائل من مؤتمراتها العلمية المحلية والدولية خارج نطاق الخدمة؟… في الوقت الذي فيه أفسحت نافذة الفضائيات مساحات واسعة لحقوق الخنازير المصرية والمدافعين عنها حتي استرعي ذلك انتباه منظمة الصحة العالمية ودولة المكسيك التي ظهر فيها الفيروس أولا في محاولات لتهدئة (بر مصر) بمؤسساته ووزاراته وإثنائها عن عمليات إبادة الخنازير أو ذبحها وفقا للأصول المعروفة ووقف الحملات المبالغ فيها والتي أسفرت عن دك حظائر الخنازير وقلبت معيشة مربييها رأسا علي عقب, خاصة بعد ظهور شريط الفيديو الصدمة الذي غطي وقائع إعدام الخنازير باستخدام المواد الكيماوية إلي جانب تأكيدات بالدفن الحي في أبوزعبل بتعليمات من محافظ القليوبية والذي أكد في تصريحاته مبررا موقفه بأن الخنازير لا يتم ذبحها لعدم وجود رقبة بها.
ورغم إدارة معركة إبادة الخنازير إعلاميا بجدارة إلا أن تأثيراتها كانت صفرا في ظل ابتسامات وزير الصحة في مواجهة كاميرات الفضائيات وتأكيدات رئاسة مجلس الوزراء بضرورة ذبح الخنازير قبل إعدامها وأوصت بمعاملتها معاملة حسنة… ذكرني ذلك بتمثال كنت أحتفظ به لمثل إنجليزي معروف يضم التمثال ثلاثة قردة متجاورين أحدهم يضع كلتا يديه علي فمه والآخر يضعهما علي عينيه والثالث علي أذنيه في إشارة إلي المثل القائل لا أسمع لا أري لا أتكلم.
* ورغم قرارات مجلس الشعب الموقر بالاحتفاظ بالسلالات إلا أنه لم يؤخذ موقف (جدي) حول إمكانية تربية الخنازير مستقبلا خارج التجمعات السكنية وإنشاء حظائر خاصة بها وما سيحدث في كليات الطب البيطري داخل الجامعات المصرية بشأن الإشراف البيطري علي التربية والتوازن البيئي.
فيما سكتت الفضائيات عن الكلام المباح.