شقي هو الإنسان الذي لا تدفئه الذكريات…عبثا يعيش الحاضر أو يرنو إلي المستقبل…فالذكري تجذبنا إلي لماضي بكل ما فيه…يذيبنا الحنين إلي دقائقه وثوانيه…نضحك…نبكي…نتعلم…
هكذا تزاحمت الأفكار برأسي واعتملت في نفسي مشاعر شتي وأنا أقلب صفحات وطني منذ خمسين عاما -هذه الصفحات التي غدت-بفعل الزمن-صفراء ضعيفة…وقعت عيناي علي ثراء فكري وأدبي متنوع منذ العدد الأول في 1958/12/21 فلم يقتصر تناول صفحة الأدب للفنون الصحفية:الخبر والتحقيق والحوار,بل نجد الأمر قد تعدي ذلك الفكر الفلسفي,والدراسات الأدبية التي تتناول بالتحليل النقدي الأعمال الروائية أو المسرحية أو الدواوين الشعرية,ومناقشة القضايا الثقافية:كقضية التعليم أو التثقيف,قضية حرية الإبداع,قضية التنوير وغيرها.
ناقشت صفحة الأدب أعمالا فنية أثارت جدلا:كرواية ”أولادة حارتنا” لنجيب محفوظ والتي تناولها بالتحليل كل من الدكتور مراد وهبة والدكتور غالي شكري في يناير 1960,ورواية ”شفرة دافنشي” للمؤلف الأمريكي ”دان براون” في مايو 2005,وتناولت في بابي ”عالم الكتب” و”من ثمار المطابع” ثم ”عالم الثقافة” نشر الإصدارات الحديثة المحلية والعالمية.
عني باب ”أخبار الأدب” بنشر أخبار المؤتمرات والأحداث الثقافية.كما أفردت الصفحة اهتماما خاصا بمكتبة الإسكندرية منذ أن تمخضت كفكرة فنشرت حولها حوارا مع الدكتور مفيد شهاب في أبريل 2000,ثم تابعت افتتاحها التجريبي والرسمي في أكتوبر .2002
احتل الإبداع والنقد اهتماما كبيرا فنجد أقلام د.طه حسين,يحيي حقي,د.محمد مندور,ثروت أباظة,محمود تيمور,د.عز الدين إسماعيل,العوضي الوكيل,د.علي شلش,د.عثمان أمين,د.كمال نشأت,د.عبد اللطيف حمزة,د.عبد الرحمن عثمان,عبد المنعم الصاوي,لوسي يعقوب,يعقوب الشاروني,د.سليمان نسيم,رستم أمين محمود,د.نبيل راغب,د.غبريال وهبة,فيكتور الملاخ,فؤاد قنديل,د.ماهر شفيق فريد,د.عاطف العراقي,أمين بكير,ومن الشعراء:صالح جودت وعلي محمود طه,ولا ننسي الدور الذي قام به الراحل الكبير صبحي شكري الذي أشرف علي صفحة ”فكر وأدب” خلال الثمانينيات وحتي أواخر التسعينيات وغيرهم,أما من كتبت عن أعمالهم ومسيرة حياتهم -علي سبيل المثال وليس الحصر- :نجيب محفوظ,سلامة موسي,وديع فلسطين,أمين يوسف غراب,محمود تيمور,إحسان عبد القدوس,عباس محمود العقاد,عبد الرحمن شكري,إبراهيم المازني,يوسف إدريس,يوسف السباعي,محمد عبد الحليم عبد الله,بيرم التونسي,رشيد سليم الخوري.
فإذا أتينا إلي الإبداع العالمي نجد -علي سبيل المثال أيضا- نماذج من أعمال الشاعر الهندي الكبير ”طاغور” وشعر ”جوتة” الغنائي,كما أفردت وطني منذ سنواتها الأولي مساحة أسبوعية للإبداع القصصي العالمي من الأدب الإنجليزي,والفرنسي,والأمريكي,والروسي,والإيطالي,والألماني,والهندي,والدانمركي.
من هذه الأقلام:شكسبير,إيفون ماي,فيكتور هوجو,جي دي موباسان,إدجار ألن بو,شرلوك هولمز,تشيكوف,جيوفاني جوارسكي,جونتر جراس,هانز كريستيان أندرسون وغيرهم,وقد ترجمت أعمال هؤلاء بأقلام د.مراد كامل,عبد المنعم حسن,صلاح طنطاوي,أمين دوس,رستم أمين محمود.ومن المفكرين والمبدعين العالميين الذين كتبت عنهم ”وطني”:جان بول سارتر,أوسكار وايلد,ت.س.إليون,برتراند راسل.باسترناك,شيللر ديستوفيسكي وغيرهم.
وسنخصص صفحة اليوم لتحليل مضمون الفكر الفلسفي علي أن نستكمل القضايا الثقافية الأخري,والإبداع والترجمة وغيرها علي مدار هذا العام.
المحررة
الحلقة الأولي:
الفلسفة