لم يكن خبراء المال والاقتصاد من مختلف بقاع العالم مبالغين حين أطلقوا علي الأزمة المالية العالمية وصفتسوناميلأنها تجتاح في طريقها الأخضر واليابس ولم تترك نشاطا إلا وأثرت فيه بالسلب سواء زراعة أو صناعة أو تجارة خدمات…أسواق المال كانت الأكثر تضررا من جراء هذه الأزمة يليها أسواق المعادن خاصة ما يتعلق بالحديد والصلب مما دعا القائمين علي هذه الصناعة لتوجيه تحذيراتهم تخوفا من انهيار هذه الصناعة التي تدخل في صلب العديد من الأنشطة الاقتصادية الحيوية.
المهندس أحمد عزوالذي يعد أحد أبرز رجال الأعمال العرب في مجال الحديد والصلب ورئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للصلب شارك منذ أيام قليلة مع لفيف من المسئولين والخبراء ورجال الأعمال العرب في بحث ومناقشة الوضع الراهن لهذه الصناعة وسبل الخروج من أزمتها الراهنة بأقل خسائر ممكنة.
أعلن المهندسأحمد عزأن التخوف لايزال قائما بدرجة كبيرة من اختفاء بعض شركات الصلب العربية من جراء انخفاض الأسعار,وأن خسائر ثلاثة شهور فقط قد تتسبب في سقوط شركة من الشركات إلي الأبد.
وأوضح عز أن انخفاض الأسعار النهائية للبيع في ظل هذه الأزمة يسبق انخفاض أسعار المواد الخام وهو ما يؤكد بجلاء أن منتجي الصلب غير مسيطرين بالمرة علي الأسعار كما قد يتخيل البعض!
أضاف عز أن صناعة الحديد والصلب في المنطقة العربية مقبلة علي فترة صعبة وشائكة قد تمتد حتي نهاية العام القادم2009 نتيجة لانخفاض الطلب عالميا خلال الربع الأخير من العام الحالي2008.ففي دول الاتحاد الأوربي انخفض الطلب بنسبة30% وفي الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة35% ,أما أوكرانيا والتي تعتبر أكبر دول العالم إنتاجا فقد بلغت نسبة الانخفاض 65%,وهو ما يعني صراحة أننا في العالم العربي ينبغي أن نكون أكثر حرصا علي التخطيط للإنتاج والصناعة خلال السنة القادمة.
ورأيأحمد الزينينائب رئيس الشعبة العامة لمواد البناء باتحاد الغرف التجارية أن صناعة الصلب العربية تواجه حاليا أصعب أوقاتها وهي التي حققت ارتفاعا ملحوظا في معدل نموها خلال السنوات الثلاث الأخيرة وصل إلي8% تقريبا لتحتل المرتبة الثانية بعد الصين,إلا أن هذه الصناعة الحيوية تعرضت لأزمات متلاحقة بدأت في الثمانينيات وزادت في أوائل التسعينيات لتصل إلي ذورتها حاليا.
أشارالزينيإلي التحديات التي تواجه صناعة الصلب عربيا بما في ذلك مصر حيث يري أن هذه الصناعة تواجه تحدييني خطيرين هما:تأمين الطاقة الكهربائية اللازمة لها,وتوفير الخردة كمواد أولية للصناعة وتحقيق التنافسية المطلوبة.
وقال سمير نعمانرئيس لجنة الحديد بالشعبة العامة لمواد البناء إن أسعار الحديد متحركة وليست ثابتة وذلك وفقا لأسعار الخامات ومستلزمات الإنتاج التي يتم استيرادها من الخارج,مشيرا إلي أن الحديد من السلع التي تتأثر بالبورصات العالمية وبما يصيب صناعة التشييد والبناء سلبا أو إيجابيا.
وأضاف نعمان أنه يري في قرار المهندسرشيد محمد رشيدوزير الصناعة والتجارة بفتح الاستيراد بارقة أمل لأنه سيتيح الفرصة للمستورين لاستيراد حديد التسليح من الخارج مما سيؤدي بدوره لزيادة حجم المعروض وهو ما يصب في نهاية الأمر لصالح المستهلك المصري.
ويلخصأنسي يوسفنائب رئيس مجلس إدارة إحدي المجموعات الاستثمارية العاملة في مجال التشييد والبناء للمنشآت السياحية والوحدات العقارية رؤيته,وقال إن مصر تحتاج لنحو4ملايين طن سنويا تمثل ما نسبته 3% من حجم الإنتاج العالمي,وهو ما يدعو لتضافر جهود كافة المسئولين والمعنيين لوضع أفضل الحلول التي تلائم كافة الأطراف المعنية بما يحول دون انهيار هذه الصناعة الحيوية.
وأكد يوسف أن التعاون العربي بات مطلوبا حاليا وبإلحاح أكثر من أي وقت مضي في ظل المشروعات العربية المشتركة وما تشهده المنطقة العربية من تنمية عمرانية لم يسبق لها مثيل من قبل دون إغفال الارتباط الوثيق بين ما تعانيه هذه الصناعة وما يصيب الاقتصاد العالمي حاليا من ركود لم نعهده من قبل.