نشر مؤخرا علي موقع الـ(B.B.C) إن الحكومة البريطانية تدرس إمكانية إغلاق شبكات التواصل الاجتماعي علي الإنترنت معللة ذلك بنشر الشائعات التي تثير الاضطرابات. وتردد علينا مؤخرا شائعات قوية عبر شبكة الإنترنت والعديد من وسائل الإعلام حول اقتراب نهاية العالم بحدوث أقوي زلزال في تاريخ البشرية وساعد في ذلك الشباب والأطفال عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي لتكون أداة لنقل الشائعة فتأكد كذب مقولة البعض من إن المرأة أصل الشائعات.
أساليب حديثة والشائعة واحدة
تقول الدكتورة هدي ذكريا أستاذة علم الاجتماع السياسي بكلية الآداب بجامعة الزقازيق إن الشائعة تحتاج إلي وسيلة تحقق الاتصال والانتشار ومع استحداث الأساليب وجد الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وهي الآن من أكبر وأوسع الوسائل انتشارا بين الشباب والمراهقين والأطفال من استخدام الإيميل والفيس بوك وهذه الفئة خاصة ممن لديهم الكثير من أوقات الفراغ بالتالي فهي وسيلة لنشر الشائعات بل إنها أسرع في الانتشار عما سبق من الجلسات والاجتماعات البسيطة فالشائعات وأن تطور أسلوبها ونوعيتها- قديما حريق أو خناقة الآن زلزال كوني- فهي سمة اجتماعية تدور علي كل فئات المجتمع. وتؤكد أنه كلما كان الموضوع غير قابل للتحقق كلما ظل متداولا ويصعب علي أي شخص تكذبيه أو تصديقه وتأخذ فرصة أكبر في الانتشار.
تضيف هدي ذكريا أن الشائعة سمة اجتماعية توجد عند كل فئات المجتمع وخاصة في الطبقات الدنيا والأقل تعليما لأنهم أسرع في الشعور بالخوف والقلق وتسعي بالشائعة بالخوف للخروج من همومها الخاصة لتشغل نفسها بهم أكبر وكثيرا ما تكون هموم كونية لتجتمع عليه كل الأفراد الأصدقاء والأعداء بالإضافة إلي وجود حالة من اليأس مما يجعل البعض لديه رغبة في موت البشر.
وحول القول إن المرأة مروجة للإشاعات تقول أستاذة علم الاجتماع السياسي إن كل مجتمع يسعي أن يوجد به نوع معين من الأفراد ترمي عليه الخطايا ومجتمعنا جعل المرأة هي سبب كل الخطايا ومنها ترويج الإشاعات وهي مقولة خاطئة والدليل إن كل عناصر المجتمع الآن أصبحت مروجة للإشاعات.
خيال الأطفال
تقول الدكتورة سامية سامي عزيز أستاذة علم النفس بمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس إن مخيلة الأطفال واسعة جدا إلي سن السابعة ولا يوجد لديهم حد فاصل بين الخيال والحقيقة فنجد الطفل عندما يحكي عن شئ حدث يضيف عليه من ما سمعه أو شاهده من أحد أصدقائه أو التليفزيون ويعتمد الطفل في السنوات الأولي علي التخيل في التعرف علي الحياة والمجتمع المحيط وهذا ما ينبغي أن يكون عليه الطفل السليم.
وتؤكد إن وجود شائعة عن قوي خارقة هي مصدر خصب للعب ويضيف عليها الطفل من مخيلته مثل حدوث زلازل وموت عدد كبير, فهنا خيال الطفل يعمل بقوة مع وجود أفلام الخيال العلمي المنتشرة الآن مثل أفلام هاري بوتر مع وجود مواقع التواصل الاجتماعي مثل facebook, twitter أدي إلي انتشار الشائعة وتداولها ليصبح حقيقة وكل طفل يضيف مخيلته حتي أصبحت شيئا ضخما.