تأثرت الحركة السياحية العالمية بالأزمة المالية التي يمر بها العالم,وبالتالي فإن المقصد السياحي المصري تأثر تبعا لذلك,وقامت وزارة السياحة المصرية بالعديد من الإجراءات التي تهدف إلي تنشيط السياحة المصرية إلا إن الخبراء اختلفوا حول هذه الإجراءات والمحاولات التي اتخذتها وزارة السياحة.
قال وائل كرم مدير مؤسسة منف للتنمية السياحية إن وزارة السياحة حققت نجاحات في محاولاتها تنشيط السياحة المصرية ولكن ليست بالصورة المطلوبة ,لافتا إلي أن مصر تمتلك أنواعا مختلفة من السياحة منها سياحة الآثار والشواطيء وسياحة السفاري والسياحة العلاجية وسياحة الغوص وسياحة المؤتمرات,ومع ذلك لانحقق ارتفاعا في أعداد السياح الوافدين وحجم إنفاق سياحي يتواكب مع كل هذه السياحات مقارنة بدول أخري في المنطقة لاتمتلك نصف مقومات السياحة المصرية.
وأضاف كرم أن وزارة السياحة اتجهت إلي زيادة الإنفاق علي عمليات التنشيط السياحي في الوقت الذي كان لابد فيه من الاهتمام بشكل الحملات التسويقية والطريقة التي تقوم عليها عملية جذب السائحين إلي مصر,مشددا إلي أننا في مصر نحتاج مزيدا من التطوير في هذه الحملات ولانهدر فيها أموالا دون فائدة.
وأوضح كرم أن عدد السياح انخفض بصورة ملحوظة مقارنة بالشهور الأولي من عام 2008 وحتي الآن لم تصدر وزارة السياحة أي تقارير توضح فيها نسبة الانخفاض منذ بداية عام .2009
وأكد كرم علي أن هناك العديد من الأنواع السياحية التي لاتحظي باهتمام كبير من قبل وزارة السياحة والتي بدأت مؤخرا تلتفت إليها مثل سياحة السفاري والمؤتمرات وسياحة المعارض الدولية-واليخوت-والسياحة البيئية والسياحة العلاجية والسياحة الرياضية وسياحة المهرجانات.
وطالب كرم بضرورة الاهتمام بالسياحة الداخلية والعمل علي تغيير الصورة لدي أصحاب القري والفنادق السياحية بعدم قبول المصريين لأنهم يملكون سلوكيات غير سياحية مثل إهدار الطعام واستخدام مرافق الفنادق والقري بصورة سيئة.
وشدد كرم علي ضرورة إقامة ندوات ودورات لتعديل سلوكيات المصريين داخل الفنادق ,كما نقوم بعمل حملة موجهة للقري والفنادق السياحية لقبول المصريين وخفض الأسعار حيث إن هناك ارتفاعا في أسعار الفنادق والإقامة علي أصحاب الدخول المحدودة.
ومن جانبة قال حسام هزاع عضو مجلس نقابة المرشدين السياحيين السابق إنه علي الوزارة أن تستغل الأزمة المالية العالمية وتراجع أعداد السياحة المصرية في تقديم دورات تأهيلية وتدريبية للعمالة السياحية,والعمل علي عدم تسريحهم,إضافة إلي تحسين البنية الأساسية مثل الطرق والمطارات والمزارات السياحية والأثرية وغيرها.
وأشار إلي ضرورة أن تفرق وزارة السياحة بين الأزمة المالية العالمية وبين أزمة مصر بعد حادث تفجيرات الحسين,موضحا أن الأولي أزمة عالمية أثرت علي دخول السائحين مما أثر علي تأجيل قرار سفر السائح لحين انفراج الأزمة أما الثانية فهي أزمة داخلية نتجت عن أحداث إرهابية أدت إلي عزوف الحركة السياحية عن مصر,ومن الضروري أن تراعي الوزارة هذا عند استخدامها أساليب وإجراءات لمواجهة الأزمات الحالية.
وقال عمرو العزبي رئيس هيئة تنشيط السياحة إنه يجب زيادة الإنفاق علي عمليات التنشيط السياحي وليس ترشيدها وأن هناك دولا تتحرك تجاه الأزمة أسرع منا بكثير,وأن تأثير الأزمة المالية العالمية علي مصر مازال غامضا.
وطالب بوضع خطط قصيرة الأجل لتنشيط السياحة لتتواكب مع الظروف الراهنة وضمان الحفاظ علي المعدل الذي حققته السياحة المصرية العام الماضي والذي وصل إلي 11 مليون سائح.
واتفق الجميع علي ضرورة الاهتمام بالسياحة الداخلية طالما أن السياحة الخارجية انخفضت,وإعداد سياسات ترويجية وحملات تسويقية فعالة,إضافة إلي ضرورة تفاعل أدوار الجهات المسئولة مثل وزارة السياحة ووزارة الإعلام وهيئة الآثار ووزارة الثقافة لدعم الشركات السياحية والحملات التسويقية,والعمل علي رفع القدرة التنافسية لمصر بين دول العالم في المجال السياحي,والاهتمام بتفعيل دور شركة الطيران الوطنيةمصر للطيران.