خالد.. شاب في السابعة والعشرين من عمره يبدو نحيفا بعض الشيء, اجتاز خبرة الكشف عن مرضه أمامنا بمنتهي الشجاعة إلا أنك عندما تقابله لا يمكن أن تتوقع أنه مصاب بمرض خطير كالإيدز. نبرات صوته أقرب إلي الاتزان من الانكسار روي حكايته لنا: كنت مراهقا في السادسة عشر من عمري ارتبطت بمجموعة من الأصدقاء, وأقمت علاقة مع امرأة تكبرني بعشرة أعوام لم أمارس الجنس معها سوي مرة واحدة كانت كالضربة القاضية, وحدثت الإصابة لم أعلم, وعشت حياتي, تبت وندمت ونسيت ما فعلته. التحقت بعمل كسائر الشباب في سني, وتزوجت وأنا في الثالثة والعشرين من عمري.
لم تمر سوي ستة أشهر علي زواجي حتي بدا علي الإعياء وأصابني الإسهال الشديد, ترددت علي عيادات الأطباء الذين لم يفلحوا في تشخيص مرضي, وأنا غافل تماما فلا علم لي ولا وعي بهذا المرض.
عندما علمت أنني مصاب بالإيدز انتابني مشاعر لا أستطيع وصفها. نقمت علي الحياة والبشر. انهارت كافة القيم أمامي, وسألت الأقدار لماذا؟ فكثيرون يمارسون الجنس غير الشرعي مرارا وبانتظام ولسنوات ولا يصابون لماذا أنا؟
لم ينتشلني من تلك الحالة سوي تعضيد أسرتي لي, وكان علي أن أعلم شريكة حياتي. كلمات ثقيلة في فمي لكنها خرجت لتعلمها أنها الوحيدة في حياتي الآن لكنني سقطت قبلا, ودفعت الثمن فادحا, وربما تدفعه معي غير مذنبة هي وطفلي القابع في أحشائها, بأذنيين مصغيتين استمعت لي, سامحتني وراضية. ذهبت إلي وحدة الفحص والمشورة لتجري التحليل, وكانت المفاجأة زوجتي لم يصبها الإيدز رغم ممارستنا الجنس ستة أشهر كاملة. انفرجت الحياة أمامنا مرة أخري, طرقنا كل الأبواب لنعلم عن المرض وكيفية التعايش معه, رفضت حبيبتي أن تتركني, وأصرت علي استكمال المسيرة معي.
قال لها الطبيب المعالج إنها تستطيع الحصول علي كافة حقوقها الزوجية من خلال الواقي الذكري أو الواقي الأنثوي مادمت أتناول العلاج بانتظام ويمكن الاستغناء عن الواقي في فترات التبويض ليحدث الحمل.
يستكمل خالد ووجهه مفعم بالأمل والفرحة قالا: المدهش أن حياتنا تستمر منذ 4 سنوات وأنجبنا طفلين, وزوجتي والطفلان بصحة جيدة ولم ينتقل إليهم المرض. أما أنا فأتناول العلاج بانتظام, وأحاول جاهدا أن أعمل لتأمين مستقبل أبنائي.
لا أعلم متي سأرحل لكنني الآن هنا. إذن علي أن أعيش كما ينبغي وأسعد وأسعد من حولي.