تبادل السلطة.. تعزيز المواطنة.. احترام حقوق الإنسان.. أبرز عناصرها
عبر سياسيون وحزبيون عن فرحتهم بنجاح ثورة الشباب في تحقيق مطالبها وإجبار رموز النظام الحاكم علي الرحيل وتسليم البلاد للمجلس الأعلي للقوات المسلحة, وأكدوا أن الفترة المقبلة ستشهد انفراجة كبيرة وتأسيس دولة جمهورية حديثة تقوم علي المواطنة وتعزيز حقوق الإنسان والحكم الرشيد.
طالب الخبراء بضرورة إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب وقت, وأن يضمن الجيش عملية الانتقال السلمي للسلطة, وإعادة الهيبة لمؤسسات الدولة, ودمج الشباب في العمل السياسي ومنحهم مناصب حزبية رفيعة لتجديد دماء العمل العام وخلق حياة حزبية جديدة.
قال الدكتور عمرو الشوبكي رئيس منتدي البدائل العربي إن مصر تشهد مرحلة انتقالية مهمة وأن وجود الجيش في هذه المرحلة له دور كبير في بث الطمأنينة في نفوس المواطنين, وسبق أن شهدت البرتغال نظاما استبداديا وتحولت إلي دولة ديموقراطية في وجود الجيش الذي كان الضامن لهذا التحول.
أكد د. الشوبكي علي أهمية الانتقال الآمن للديموقراطية وانتخاب برلمان جديد واختيار حكومة تدير البلاد بشكل جيد خلال الفترة المقبلة, وأن يكون الجيش محققا لمطالب الجماهير والحفاظ علي شرعيتها.
أوضح د. الشوبكي أن مصر ستشهد الجمهورية الثانية وبدء عقد اجتماعي جديد وتعزيز المواطنة وحقوق الإنسان والتركيز علي مدنية الدولة, ومن المهم إشراك ممثل عن الشعب في جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد.
دولة مدنية ديموقراطية
من جانبه قال عصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد إن هناك إجماعا وطنيا واسعا نحو تحول مصر إلي ديموقراطية حقيقية ودولة مدنية حديثة وأن غالبية الشعب تدعو إلي تحولها من النظام الرئاسي إلي النظام البرلماني وعمل مصالحة واسعة تضع كل القوي السياسية المختلفة وتعويض سلبيات العقود الأخيرة.
أوضح شيحة أن الفترة المقبلة تتطلب قيام الجيش بالانتقال السلمي للسلطة وتمهيد المجتمع لاختيار رئيس جديد للبلاد وإعادة هيبة الدولة ومؤسساتها ومنح الشباب الفرصة في اتخاذ القرار, وأن تتم الدعوة لانتخاب مجلسي الشعب والشوري والمجالس المحلية, والدعوة لجمعية تأسيسية لوضع دستور جديد, وتغيير العديد من القوانين التي كان لها دور سلبي طوال الفترة الماضية ومن أبرزها قانون مباشرة الحقوق السياسية وقانون الأحزاب, وقانون الجمعيات وأن يتم إلغاء لجنة شئون الأحزاب.
شدد شيحة علي أن الثورة نجحت في إسقاط النظام وآن الآوان إن يحتل جيل الوسط القيادة في الحياة السياسية, وأن يكون للشباب صوت مسموع في العمل العام, بعد أن عاني هؤلاء من قيود عديدة منعتهم من التواجد في الساحة السياسية وهو ما تسبب في بث اليأس بنفوس الشباب ونشر الإحباط حتي انتصر الشباب علي هذا الوضع بشكل أذهل العالم وليس القوي السياسية في مصر فقط.
ثورة أذهلت العالم
سيد عبدالعال- أمين عام حزب التجمع أكد أن مصر تشهد مرحلة مهمة وأن الثورة الشبابية حققت أهدافها, وعلي المجتمع بكل فئاته الافتخار بالشباب لأنهم لم يحركوا المياه الراكدة فحسب, بل تمكنوا من اختراق القيود التي فرضها النظام الحاكم وأجبروه علي الخروج من الساحة السياسية وهي خطوة لم يشهدها تاريخ مصر الحديث.
خرج من القفص
من ناحية أخري قال الدكتور حنا جريس الناشط السياسي إن الشعب المصري خرج إلي الشارع ولن يستطيع أحد أن يضلله أو يستبد به, وطبقا للتطورات الأخيرة لن تكون مصر بصورتها القديمة المركزية, وإنما سنريا مجتمعا مدنيا قويا يسمح بنشر الوعي لكل فئات المجتمع ويشكل مجتمعا قويا يقدر علي إفراز حكومة قوية يخرج من سياسيين ونشطاء وشخصيات تقود البلاد في المستقبل, وهي مرحلة مهمة يحدث فيها التغيير من أسفل, وليس كما كان يحدث منذ أيام محمد علي باشا حينما كان التحديث يتم من أعلي.
أوضح د. حنا أن محصلة ما حدث في ثورة 25 يناير كانت نتيجة الاحتيجاجات المتتالية التي شهدتها مصر منذ عام 2004, وكل هذه الاحتجاجات والمطالب أثبتت أن النضال مستمر وأن هناك عملا متراكما ينقل مصر للأمام وأن كل شيء ممكن والنضال لا يضيع هباء, وبرغم وقوع المجتمع المدني تحت الضغط والقمع طوال السنوات الماضية, إلا أن المنظمات المدنية والحقوقية نجحت في مواجهة هذه القيود والتغلب عليها.
وأضاف د. حنا أن هناك تحديا جديدا للمجتمع المصري نظرا لوجود كتل جماهيرية معظمها من الشباب ليس لديها تجارب سياسية ولم يتح لهم المناخ المناسب للعمل السياسي, وهناك تحد لكيفية الاستفادة من الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية لتوعية الشباب ودمجهم في العمل السياسي وإفراز جيل مسيس يخدم البلد, بالإضافة إلي الاستفادة من كل الفئات العمرية المختلفة وليس الشباب فحسب, خاصة أن كل مجتمع به شرائح يمكن أن تفيد المجتمع إذا تم توفير المناخ اللازم, أو فقدهم وعدم الاستفادة منهم إذا لم يتم توفير البيئة المناسبة.
الوقت لا يزال مبكرا
أما الدكتور عادل سليمان الخبير العسكري أوضح أن الوقت مازال مبكرا للحكم علي دور الجيش في المرحلة المقبلة, ولكنه قام بدور ايجابي في ثورة الشباب وكان علي الحياد المطلوب وخرج بالبلاد لبر الأمان, ومصر الآن تمر بمرحلة انتقالية ستظهر معالمها قريبا, وحينها يمكن المطالبة ببعض الخطوات التي تضمن الانتقال الآمن للديموقراطية.