قرر النائب العام تحويل البلاغ المقدم من بعض المحامين الأقباط إلي القضاء العسكري للتحقيق بشأن أحداث دير الأنبا بيشوي التي وقعت الأربعاء الماضي, وأسفرت عن إصابة راهب وأربعة أشخاص آخرين, وكانت قوة من الجيش قامت بإزالة سور خارج الدير لبنائه بالمخالفة علي أرض ملك للدولة, وقام أفرادها بإطلاق ذخيرة حية, ردا علي رفض العمال هدم السور, وتحفظت علي راهبين وثلاثة عمال – تم الإفراج عنهم الخميس الماضي – مما أدي لاندلاع مظاهرات للأقباط علي مدار ثلاثة أيام داخل الكاتدرائية وميدان التحرير ومنطقة شبرا الخيمة للإفراج عنهم والتحقيق في الواقعة.
المخالفة لا تعني إطلاق الرصاص!
صرح الراهب أكسيوس آفا بيشوي أنه في صباح يوم الأربعاء قام أفراد من القوات المسلحة باقتحام أرض مواجهة للدير شيد فيها سور خارجي لحماية الدير من أية محاولات للهجوم في ظل حالة الانفلات الأمني, وعندما قمنا بالتصدي لهم قام الجيش بإطلاق الذخيرة الحية, مما أدي لإصابة الراهب فلتاؤوس بشظايا بالبطن وإصابة أربعة عمال آخرين منهم اثنان في حالة خطرة, كما تم التحفظ علي الراهبين برنابا أفابيشوي ويونان أفابيشوي وثلاثة عمال آخرين.. وأضاف أنه إذا كان هناك خطأ أو مخالفة فكان يجب اتخاذ الخطوات القانونية القضائية وليس إطلاق الذخيرة الحية.
المصابون
قال الراهب متاؤوس المصاب الذي يتلقي علاجه بمستشفي الأنجلو أمريكان: إننا أقمنا السور بعد أحداث 25 يناير عندما انسحبت قوات الأمن بعدما قال المسئولون لنا (احموا أنفسكم) وكانت هناك مساحة 10 أفدنة كان الدير تقدم بطلب شرائها عام 1992 وقمنا بدفع رسوم المعاينة وهي تقع أمام الدير الأثري, ولكن فوجئنا يوم الأربعاء بقيام قوة من الجيش بهدم السور وعندما تصدي لهم العمال قاموا بإطلاق ذخيرة حية تجاههم.
وقال كمال منير أحد المصابين بكسر في الساق 30 عاما: إنه أثناء وجوده جاءت قوات تابعة للجيش لإزالة السور فحاولنا التصدي لهم ومنعهم, ولكن أطلقوا النيران وأصبت أثناء قيام مجند بضربي علي الساق بقاعدة البندقية مما أدي لانكساره.
تقرير طبي
قال التقرير الصادر عن مستشفي السادات المركزي إن المستشفي استقبلت بعض المصابين وهم مايكل صابر يعقوب – 22 عاما – أصيب بطلق ناري في الجانب الأيمن السفلي للصدر مع اشتباه الإصابة بنزيف داخلي في البطن, ويوسف نادي عزيز – 26 عاما – أصيب بطلق ناري في الجانب الأيمن أسفل الصدر مع الاشتباه في الإصابة بنزيف داخلي وتجمع دموي بالتجويف العلوي الأيمن, أما جوزيف داود زكي – 23 عاما – فهو مصابا بجرح غير نازف بالجانب الأيمن للصدر, وعياد صالح عياد – 19 عاما – طلق ناري بالحوض, جميعهم يعالجون بمستشفي الأنجلو.
بيان من دير الأنبا بيشوي
من جهته أصدر دير الأنبا بيشوي بصحراء وادي النطرون بيانا قال فيه إن الأرض التي أقيم عليها السور كان قد تقدم بطلب سابق رفضته الدولة للحصول عليها, وأن مجموعة من القوات المسلحة قامت بالآتي:
* هدم سور صغير في مواجهة الدير الأثري قام الدير ببنائه لحماية الدير بعد أحداث 25 يناير, ويضم قطعة أرض تم تقديم طلب بها عدة مرات للأجهزة المختصة آنذاك وتم البناء علي مرآي ومسمع من أفراد القوات المسلحة المسئولة عن تأمين المكان وقتها.
* ضرب كميات هائلة من الذخيرة الحية والطلقات الصوتية والمطاطية لدي الدير أغلب الفوارغ الناتجة عن ذلك علي الرهبان والعمال العزل الذين خرجوا ليروا ما يحدث لديرهم, مما أسفر عن إصابة أحد الرهبان موجود الآن تحت الرعاية بمستشفي الأنجلو أمريكان, وإصابة أربعة شباب من العاملين والزائرين للدير كانوا في المقدمة بجروح خطيرة وتم نقلهم لمستشفي الأنجلو, وأحدهم أجريت له عملية استئصال الطحال وآخر استئصال الكلي اليمني لوجود ثلاث طلقات بها, والآخرون أصيبوا إصابات نافذة ما بين طلقات نارية وجروح قطعية.
* تم التعامل مع الرهبان بمنتهي العنف والإهانة حتي وصل الأمر لاحتجاز اثنين من الآباء الرهبان واقتيادهم معهم لمكان لا نعرفه ومعهم ثلاثة من المدنيين المتواجدين بالدير وقتها, وقد تم الإفراج عنهم في اليوم التالي.
والتمس الدير قائلا نهيب ونستغيث بالمجلس الأعلي للقوات المسلحة المسئولة عن أمن كل المصريين أن يحقق في هذا الأمر المهين والجريمة التي لا تتناسب وشرف العسكرية المصرية التي نثق فيها كل الثقة ونؤيدها تمام التأييد, والدير يلتمس من المجلس الموقر سرعة الإفراج عن الرهبان ومن معهم من المحتجزين حتي الآن, ومحاسبة المتسبب في كل هذه الإصابات والأحداث وليوفق الله الجميع لما فيه خير مصر وأمان أبنائها.
بيان القوات المسلحة
وأصدر المجلس الأعلي للقوات المسلحة رسالة رقم 13 جاء فيها إننا نؤكد أننا لم نقم بأية اعتداءات علي دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون ولا توجد نية مطلقا لهدم الدير إيمانا منا بحرية وقدسية أماكن العبادة للمصريين.
وأضاف البيان أن ما تم التعامل عليه من قبل القوات المسلحة هو بعض الأسوار التي بنيت علي الطريق وعلي أرض مملوكة للدولة ودون سند قانوني, ونهيب بأبناء هذا الوطن العظيم عدم الاستماع أو ترديد الشائعات التي تضر بأمن ووحدة النسيج الوطني لهذه الأمة في هذه اللحظات الحاسمة.
غضب الشباب القبطي
من جانب آخر نظم ألفان من الشباب وقفة احتجاجية داخل الكاتدرائية للتعبير عن غضبهم, وهتف المتظاهرون ضد استخدام العنف من قبل القوات المسلحة الذي لم يستخدمه من قبل ضد متظاهرين أو خارجين عن القانون.
وقال رامي إبراهيم أحد المشاركين: إن قضيتنا ليس السور أو الأرض فهذا يخضع للتحقيقات ولكن نتساءل كيف تقوم القوات المسلحة بإطلاق ذخيرة حية علي رهبان في حين لم يستخدم ذلك ضد الخارجين عن القانون أثناء الأحداث وقيام بعض البلطجية بترويع المواطنين وحرق الممتلكات.
وطالبت مارينا سامي التي كانت تعتصم بالتحرير أيضا توخي الحذر من إثارة الفتنة وقيام تيارات متشددة بزرع الفتنة لاسيما بعد حدوث أكثر من جريمة للأقباط مثل مقتل كاهن بمحافظة أسيوط والتعدي علي أقباط قرية البدرمان بالمنيا
وكانت مظاهرات الأقباط داخل الكاتدرائية بالعباسية خرجت في مسيرة بشارع رمسيس حتي ميدان التحرير, واعتصم الأقباط داخل الميدان حتي يوم الجمعة الماضي للمطالبة بالتحقيق في هذه الأحداث والإفراج عن الراهبين والعمال وترسيخ قيم المواطنة بين المصريين.
النائب العام
وكان محامون أقباط قد تقدموا ببلاغ رقم 2435 للنائب العام وتم تحويله فورا للقضاء العسكري لسرعة البت فيه للتحقيق في أحداث ديري الأنبا بيشوي والأنبا بولا وتزامن مع تقديم البلاغ وقفة للأقباط أمام النائب العام رافعين لافتات منها: دي مش فتنة طائفية دي تفرقة عنصرية, كما رفعوا لافتات مكتوب عليها: الاعتداء علي الرهبان والأديرة ضد الثورة – ارحمونا.