أمام صالة 2 بمطار القاهرة الدولي والمخصصة لاستقبال العائدين من ليبيا التقينا عماد يوسف أحد الشباب العائدين من ليبيا ليتحدث عن معاناة رحلة العودة وكيف بدأت الثورة هناك, فقد عاد عماد عن طريق تونس بعد فقدان كل ما كان بحوزته من أموال ومتعلقات شخصية وموبايل في الجمرك الليبي قبل عبوره إلي الحدود التونسية, حيث أكد أنهم وجدوا معاملة متحضرة من المواطنين والسلطات هناك حيث كان يتم تقديم الأطعمة والأغطية لجميع العابرين لحين وصول طائرات مصر للطيران التي حملتنا إلي مطار القاهرة دون مقابل ولا صحة لما تردد عن تحصيل قيمة تذاكر طيران بأسعارها أو بأسعار مضاعفة.
* نود أن نتعرف عن سبب سفرك إلي ليبيا؟
** سافرت إلي ليبيا بعد تخرجي في الجامعة وذلك لأنني ظللت لمدة عامين دون عمل وفي الفترة الأولي لم أجد عملا جاهزا لكني حصلت علي فرصة للعمل بإحدي شركات البترول ولمدة سبع سنوات كنت أعمل وأكافح وأشعر بأنني أصبحت إنسانا قادرا علي العطاء, فعلي الرغم من أنني من أسرة تمتلك أراض زراعية إلا أن أوضاع الزراعة الآن أصبحت تحتاج أكثر مما تعطي, ولأن الأرض هي العرض فوالدي يرفض أن يبيعها فجئت لأساعد نفسي وعائلتي, فالعمل في مصر غير مجد ماديا.
* كيف كانت بداية أحداث الثورة في ليبيا؟
** بدأت الثورة هناك بشكل بطئ لم نشعر بها ولم نكن نتصور أن الوضع سيتطور سريعا, لكن تزايدت أوضاع المصريين سوءا عندما تحدث ابن القذافي عن المصريين في ليبيا وأنهم هم من نشروا الفوضي وأنهم حرضوا الشعب الليبي علي القيام بثورة مثلما حدث في مصر.
* ماذا عن دور السفارة المصرية؟
** قال بعض الموظفين بالسفارة في بداية الأحداث إن من يريد السفر عليه التوجه للمطار حيث يوجد مندوب السفارة ولكن في المطار تواجد أكثر من ثلاثة آلاف شخص وأن الموعد غالبا بعد أسبوع مما اضطر كثيرون للعودة إلي التجمع معا داخل المنازل بأعداد كبيرة للشعور بالأمان خوفا مما يحدث في الشارع, خاصة أن الشوارع كانت مكتظة بجثث المئات من القتلي لا تجد من ينقلها بسبب المرتزقة الذين يجوبون الشوارع ويطلقون النار علي المدنيين.
* كيف ستخطط لمستقبلك في مصر؟
** علي الرغم من كل المخاطر إلا أننا كشباب لم نكن نرغب في العودة حيث البطالة مرة أخري, ولولا الإلحاح الشديد من الأهل للعودة كنت سأظل هناك حتي نهاية هذه الأحداث المأساوية التي تمر بها ليبيا, وحتي الآن لا أعلم ماذا سأفعل وهل سأظل في مصر أم لا؟ وأعتبر نفسي الآن في إجازة لفترة حتي تستقر الأوضاع.
* وهل تنوي العودة مجددا إلي ليبيا في حالة استقرار الوضع؟
** نعم بالطبع سأعود, فالعمل هناك متوفر وبأجر مغري, كما أن المعيشة سهلة للغاية فالطعام والمسكن والملبس والمواصلات كلها رخيصة الثمن, عكس الحياة في مصر.
* كيف رأيت ثورة شباب مصر وأنت هناك؟
** في البداية كنا منزعجين لما تتناقله الفضائيات, وكنا قلقين جدا علي أهلنا ولكن بعد إسقاط النظام شعرنا بالفرح ومدي الإنجاز الذي حققه الشعب.