الكابتن إبراهيم الجويني علامة مضيئة وفريدة في سماء الرياضة المصرية والعالمية حفر اسمه في قلوب وعقول عشاق الساحرة المستديرة كلاعب وحكم ومعلق, وكذلك كفاءة متميزة في كل المناصب التي تولاها والتي توجت برئاسته لاتحاد كرة القدم المصري وفي عهده أحرز مع النادي الأوليمبي كعضو في مجلسي الإدارة بطولة الدوري العام لأول مرة وهو المصري الوحيد الذي حصل علي الميدالية المئوية من الفيفا. وطني أجرت هذا الحوار مع عميد الرياضة المصرية وأحد رموز الزمن الجميل والموسوعة الرياضية.
* …………؟
* * لعبت للنادي الأوليمبي سنة 45 أثناء دراستي بكلية التجارة, ثم أصبحت كابتن الفريق ولم ألعب لأي نادي غيره وبعد الاعتزال سلكت طريق الإدارة كعضو مجلس إدارة ثم أمين للصندوق ثم سكرتير عام, فوكيل للنادي ثم رئيس الأوليمبي من 80 إلي 94 بالإضافة للتعليق والتحكيم.
وهناك مناصب أخري إدارية علي المستوي المصري والأفريقي والدولي منها وكيل الاتحاد المصري سنة 81, رئيس الاتحاد المصري 81 و88, مراقب بالاتحاد الأفريقي من 88 وحتي الآن, مراقب بالاتحاد الدولي من 94 حتي 2000.
أما علي المستوي الدولي تم اختياري لتمثيل مصر في دورة الجامعات العالمية في باريس 47 وحصلت مع الفريق علي المركز الثاني والميدالية الفضية كذلك نفس المركز في دورة الجامعات العالمية سنة 49 في ميرانو بإيطاليا. كما اشتركت في مباريات ودية مع المنتخب القومي ضد فرق أجنبية في مباريات أقيمت بالإسكندرية ولعب معي عصام بهيج وصالح سليم وكمال الصباغ وأحمد الخوالي وغيرهم.
من اللاعبين الذين عاصرتهم في صفوف النادي الأوليمبي صلاح الأنجباوي ومصطفي موسي وخطاب عمر وفهمي جميعي وشعبان مرسال (نوبي) وبالمناسبة من أعظم اللاعبين الذين لعبوا للأوليمبي ومصر من النوبيين أحمد سالم, أما اللاعبين الذين عاصرتهم في منتخب الإسكندرية أحمد خولي وكمال الصباغ ومحمد شتا والديبة والدكش أما من لعبت معهم في منتخب الجامعات علي الشيخ (الاتحاد) وقرني (الزمالك) والأنجباوي (الأوليمبي).
* …………؟
* * نعم طلبني أحمد باشا عبود رئيس الأهلي في ذلك الوقت للعب للأهلي فاعتذرت كذلك طلبني محمد حيدر باشا رئيس المختلط الزمالك للعب للزمالك فاعتذرت رغم الإغراءات المالية والوظيفية متمسكا بقيم ومبادئ بثها في والدي وهي الولاء والانتماء للأوليمبي.
* …………؟
* * كنت عضوا في مجلس إدارة الأوليمبي برئاسة الفريق سليمان عزت وتم التخطيط للفوز ببطولة الدوري العام كأول نادي من خارج القاهرة يفوز بها 66/65, كما سبق للأوليمبي بعمل إنجاز آخر فوزه بكأس مصر مرتين متتاليتين 33/32, 34/33.
* …………؟
* * لعبت للفريق الأول مباشرة في الدوري الممتاز لأنه لم يكن هناك فرق ناشئين من سنة 59/45. ثم اعتزلت واتجهت للتحكيم من 59 إلي 76 إلي أن اعتزلت التحكيم من المصادفات الطريفة إنني كنت لاعبا في الأوليمبي وحكم في دوري الناشئين في نفس الوقت في الفترة من 59/55 ثم وصلت فيما بعد إلي التحكيم الدولي.
* …………؟
* * حكاية وسام الاستحقاق المئوي للفيفا حين اجتمع مجلس إدارة الاتحاد الدولي وقرر إصدار الوسام المئوي الذهبي للفيفا بمناسبة مرور مائة عام علي إنشائه في 2004/5/24 وتقرر إهداء 6 أوسمة تمنح لواحد يختاره كل اتحاد قاري و10 أوسمة لشخص واحد تختاره اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي يمثل كل عشر سنوات كأحسن شخص في كرة القدم في العام ثم 204 أوسمة تمنح لشخص واحد من الاتحادات الوطنية أعضاء الاتحاد الدولي يختاره اتحاده الوطني في دولته وكنت الوحيد الذي حصل علي هذا الوسام والذي لن يمنح لأي مصري آخر إلا بعد مائة عام 2104 فأنا الوحيد الذي حصلت عليه في مصر.
* …………؟
* * الكرة زمان فيها قوة بدنية وحب للكرة وعطاء للنادي بلا حدود مع مهارات رفيعة جدا وفيها متعة أما الآن تدخلت فيها صعوبة الحياة مع وجود موارد مالية للأندية تسمح بصرف الملايين للاعبين, من أشهر الثنائيات زمان الشاذلي ومصطفي رياض والآن أبو تريكة وبركات وبمناسبة الكرة زمان كان الفريق يلعب بـ11 لاعبا ولم يكن فيه احتياطي ولو أصيب أحد اللاعبين لعب الفريق ناقصا حتي بـ8 لاعبين. ولكن لو وصل إلي 7 لاعبين يلغي الماتش وكان فيه الانتقالات كل أربع سنوات وبالمناسبة أيضا سنة 48 فاز الأوليمبي علي الأهلي 1/صفر فعقد مجلس إدارة النادي اجتماعا تاريخيا قرر فيه صرف واحد شاي بصاغ لكل لاعب مكافأة. وثار أحدهم لهذا البذخ.
* …………؟
* * فعلا الأوليمبي كان أول فريق اشترك في بطولة أفريقيا. بعد أن اعتذر عنها كل من الترسانة ثم الزمالك لضيق ذات اليد فطلب مني مراد فهمي اشتراك الأوليمبي كحامل اللقب في البطولة حيث تزمرت الدول الأفريقية عن كيف يكون مقر الاتحاد الأفريقي في مصر ولا تشترك في مسابقته واشترك الأوليمبي في موسم 66/65 ففاز علي المريخ السوداني ثم علي بطل إثيوبيا. ولم تكتمل البطولة بسبب حرب 67 ثم توقفت الكرة من 67 إلي 71 فتم القضاء علي جيل الكرة في ذلك الوقت.
* …………؟
* * التعليق زمان كان المعلق هو ناقل لما يحدث في الملعب لكل المشاهدين والسامعين وكان التعليق مدرسة روادها محمد لطيف وحسين مدكور وعلي زيور وإبرهيم الجويني فكان فيه التزام بأسلوب التعليق ولم يوجه إلي أي من هؤلاء شيئا سلبيا أما الآن يوجد 450 معلقا والمعلق يتكلم 120 دقيقة في 90 دقيقة.
* …………؟
* * أصعب موقف واجهني في حياتي الرياضية, كنت أعلق علي مباراة كرة قدم باستاد القاهرة ودرجة الحرارة مرتفعة جدا وأثناء تعليقي شعرت بدوار في رأسي (كان الكابتن لطيف هو مدير البرامج الرياضية بالتليفزيون وبدأت بعض الجماهير تتلفظ بألفاظ نابية أثناء المباريات وحفاظا علي سمعة الرياضة والاهتمام الجماهيري بها فكر في عمل كابينة صغيرة مغلقة تماما حتي لا ينفذ إلي المعلق الألفاظ النابية, ودرجة الحرارة في ذلك اليوم كانت عالية والأكسجين بدأ ينفذ من الكابينة فبدأت أشعر بدوار وكان يجلس أمام الكابينة فايز الزمر ولاحظ ذلك وقال أنت بتدوخ قلت له نعم فلف وفتح باب الكابينة ودخل وكنت قد وقعت علي الأرض من شدة الحرارة وبحث عن معلق آخر وتصادف وجود ميمي الشربيني فاستدعاه كان ذلك تقريبا في موسم 73/72 ثم توجه إلي الزمر الكلام قائلا تضمن أنك لا تدوخ ثانيا لتكمل المباراة فقلت له آسف لا أضمن أن أدوخ فاستمر الشربيني في تكملة تعليقه.
* …………؟
* * في نظري أسباب تدهور الكرة المصرية كالتالي بدأ الدوري لعام موسم 48 وكان يشترك أربعة أندية من القاهرة (الأهلي – فاروق الزمالك – الترسانة – السكة الحديد) وأربعة من الإسكندرية (الأوليمبي – الاتحاد – الترام – اليوناني) وثلاثة من منطقة القناة (المصري والإسماعيلي وبورفؤاد).
نلعب جميع المباريات علي ملاعب الـ11 ناد أما الآن أتساءل أين تلعب أندية الدوري الممتاز مبارياتها (الأهلي والزمالك والاتحاد المصري والإسماعيلي وغيرها) في استادات المحافظات.
فأين ملاعب الأندية وأين الولاء والحب للنادي كل هذا اندثر بجانب عدم وجود ملاعب فرعية لفرق الناشئين والشباب للتدريب.
أما البطولة الأفريقية فبدأت سنة 57 بأربع فرق (مصر والسوان وإثيوبيا وجنوب أفريقيا التي شطبت بسبب العنصرية) ونجد الكرة الأفريقية حاليا متقدمة جدا بسبب واحد أنهم بدأوا يبيعوا جميع البراعم للدول الأوربية لدرجة أن إحدي الدول لها 130 لاعبا محترفا بينما مصر لها ثلاثة وزمان نحن كنا متقدمين عنهم لأنه كانت فيه قاعدة من الناشئين كان فيه دوري المدارس ابتدائي وإعدادي وثانوي وفي الوقت الذي كانت فيه الدول الأفريقية محتلة ولا قيمة لها في كرة القدم. الآن الوضع اختلف وتقدمت الكرة الأفريقية جدا وتفوقت لأنهم بدأوا بالناشئين فيه تقدم باستمرار ويعتمدون علي الخبرة الأوربية ويحضرون مدربين من أوربا لماذا لا نعمل مدارس كرة مثل الدول الأفريقية والدول الأوربية التعبير يجب أن يتم علي مراحل والاهتمام بقاعدة الناشئين هناك نجوم بدأت تظهر مثل جدو.
* …………؟
* * مصر سبقت كل الدول الأفريقية في مزاولة كرة القدم علي المستويين الدولي والأوليمبي ولها تجربة عظيمة هي إنشاء مراكز التدريب للأطفال فحين عين جلال قريطم أحسن لاعب في مصر وكيل لوزارة الشباب بالبحث والتخطيط وبحث الموقف فاتضح له أن الدولة قررت بناء المدارس الجديدة علي ملاعب كرة القدم بجميع مدارس الجمهورية وكانت الاستادات الرياضية والملاعب للمدارس جميعا علي هذه المستويات من عصر محمد علي باشا وبفكر متقدم جدا هو بناء الاستاد الرياضي للمدرسة أولا ثم بناء الفصول الدراسية بعد ذلك وكان في ذلك الوقت دوري للمدارس الابتدائية والثانوية وما في مستواها تجارية وصناعية وزراعية والجامعات والمعاهد العليا والكليات العسكرية لقد اندثر من هذه الملاعب 90% علي الأقل من المدارس فماذا تكون النتيجة, طبعا لا شئ.