علي طاولة جمعتهم في أحد المقاهي في إحدي الدول غير العربية, جري الحوار التالي بين أصدقاء عرب ينتمون إلي دول مختلفة هي مصر وسورية ولبنان والعراق.
العراقي يبدأ ممازحا السوري: متي ستتوقفون عن التدخل في شئوننا الداخلية, لقد ضرب العنف والإرهاب بغداد مرة أخري…
السوري: ووزير خارجيتكم أعلن أن هذه التفجيرات تم ضمها إلي الطلب العراقي إلي مجلس الأمن المتعلق بانشاء محكمة دولية, يعني ما خلصنا بعد من اللبنانيين حتي جئتم انتم, وهل كان ينقصنا المشاكل…
اللبناني: يعني لما انت مزعوج كثير, وماذا فعلت لكم المحكمة الدولية المتعلقة بالرئيس الحريري, وهل تصدق حقا أن العراقيين سيستطيعون إقناع مجلس الأمن في إنشاء محكمة دولية من أجل تفاصيل يومية في الحياة العراقية مثل التفجيرات والقتل والإرهاب, يعني ما الجديد في العراق منذ 2003 حتي اليوم؟. ثم يا جماعة أننا في لبنان دفعنا الكثير من أجل فقط أن تبدأ المحكمة… لا تعتقدوا أن القصة مزحة… كان راح نصف البلد من أجل المحكمة؟
المصري: أنتم مالكم في الشرق, عنف وإرهاب وتفجير وطوائف وزعماء وأحزاب, والله جننتونا بالسياسة عندكم وقرفتونا حياتنا…
السوري: نحن مجتمعات حية مو مثلكم, مصر أم الدنيا وأم العرب, لا تستطيع أن تفتح معبر رفح…
العراقي: أم الدنيا علي ماذا, وأم العرب علي ماذا, ليس فقط لا يستطيعون فتح معبر رفح, بل صار الجندي جلعاد شاليت قضية مصر الخارجية والإقليمية الأولي…
اللبناني: أنتم يا شباب تنتقصون من دور مصر كثيرا, مصر موجودة في كل بلد عربي, مثلا السفير المصري في لبنان أصبح نشيطا جدا ويعكس حجم مصر وثقلها في شأننا الداخلي مثله مثل الآخرين…
السوري: يعني أنتم اللبنانيين, هل تركتم أحدا دون أن تدعوه للتدخل في شئونكم…
اللبناني: انظروا من يتكلم, أليس بسببكم, أليس أنتم من كان منوط بكم أن تساعدونا, فقمتم بتمزيقنا وتخريب دولتنا ومجتمعنا و…؟
العراقي: معك حق, وهم لن يقدروا علي أن يفعلوا بنا ما فعلوه بكم, هم يتمنون لكن لن يستطيعوا لأنه من الصعب علي الفأر أن يبلع الهر, أقصد أن سورية أصغر من العراق.
المصري: انتم في المشرق مالكم, أنا عمري ما شفت شعب زيكم انتم في العراق بتحبوا العنف والقتل كثير ليه, البارحة صديقنا سالم.ر دعاني لمشاهدة مقطع لعملية قتل علي الفيديو جرت في الأنبار… يا جماعة لم اقدر أن أشاهد أكثر من ثوان بينما كان هو يتمتع ويضحك…أنتم في الشرق مالكم!
السوري: أنتم في مصر شعب مسالم طيب, لكنكم ستتشابهون مع أنظمة أخري في المنطقة قريبا إنما تحت مظلة اسمها الطريقة الديموقراطية وبالانتخابات, وتليفزيونكم وجرائدكم تبشر بنظام جديد سيحارب الفساد ويدخل مصر إلي الحداثة من أوسع أبوابها…
المصري: شوف يا خويا, أنتم السوريون آخر الناس من يحق لكم الكلام, من عندكم طلع البعث, ومن عندكم طلعت الانقلابات, وأنتم الذين عدلتم الدستور بربع ساعة وانتخبتم بنسبة 99 في المائة… يعني أرجوك فكر كثيرا عندما تتكلم ولا تتسرع…
اللبناني: نحن أفضل الجميع, ليس عندنا انقلابات, ليس عندنا ديكتاتورية مثلكم جميعا, ليس عندنا مشكلة اسمها التوريث, ليس عندنا 99 في المائة وأخواتها…
العراقي: انتم في لبنان يجب أن تصمتوا, عندما تقدرون علي انتخاب رئيس وتشكيل حكومة لوحدكم, يمكنكم أن تتحدثوا عن الآخرين…
في هذه اللحظات, وكان النقاش قد بدأ يحتدم لدرجة أن رواد المقهي استغربوا كل هذه الأصوات العالية, وصل صالح وهو شاب يمني والصديق الخامس لهؤلاء الأصدقاء الأربعة… قال: السلام عليكم, ما الأخبار؟ قال له المصري: وإحنا كنا ناقصين القرف بتاعكم…
كاتب سوري